شهدت مدن قطاع غزة بعد ظهر اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية حاشدة دعتها إليها حركة المقاومة الإسلامية حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 28، ألقى خلالها قادة الحركة كلمات تمحورت حول التأكيد على ثوابت الحركة ورؤيتها للوضع الراهن وتحديداً لانتفاضة القدس.
ففي محافظة وسط قطاع غزة شارك عشرات الآلاف من المواطنين في المسيرة التي جابت شوارع مخيم النصيرات تخللها عروض عسكرية لشبان ملثمين، وانتهت بكلمة للقيادي في الحركة "مشير المصري".
فقد أكد المصري على أن حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 28 تجدد تمسكها بطريقة المقاومة حتى تحرير كامل فلسطين.
واعتبر المصري ذكرى انطلاقة حماس في ظل استمرار انتفاضة القدس بمثابة شرارة دعم للانتفاضة، مشددا على أن حماس حاضنة المقاومة منذ نشأتها.
وأوضح أن هدف حماس ليس المناصب أو الكراسي، مشيرا إلى أن هدف حركته تحرير كامل فلسطين من خلال التمسك بخيار الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال من كافة ترب فلسطين.
أما في محافظة شمال قطاع غزة، فشارك عشرات الآلاف في مسيرة الحركة والتي أكد فيها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "اسماعيل هنية" على أن الحشود الكبيرة التي تشارك في المسيرة لا تستوعبها ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، لذلك آثرت الحركة أن تكون مسيرات وفعاليات في كل مناطق القطاع.
من جهته، شدد عضو المكتب السياسي لحماس فتحي حماد خلال التظاهرة نفسها، على مضي انتفاضة القدس المستمرة منذ مطلع أكتوبر الماضي حتى تحقيق الحرية والتحرير.
وأكد حماد إن قوة القسام باتت أضعاف مضاعفة مما كانت عليه في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف العام الماضي، مضيفا "في هذا اليوم تخرج جماهير حماس لإعطاء الولاء لله ولتابع القادة على التحرير فلسطين".
وشدد على أن انتفاضة القدس الثالثة جاءت لوقف اعتداءات الاحتلال بالضفة المحتلة، وأن أبناء الشعب الفلسطيني ينتفض بالعمليات الفدائية ثأراً للقدس والأقصى.
وفي محافظة خان يونس، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية إن الحركة تجدد في ذكرى انطلاقتها عهدها وقوتها معتمدة على الله ثم على شعبها وأمتها وكوادرها حتى إتمام التحرير وزوال الاحتلال.
وأكد الحية على ثوابت حماس والشعب الفلسطيني وفي مقدمتها أن كل فلسطين من البحر إلى النهر أرض فلسطينية عربية مسلمة وكتلة واحدة ليس للاحتلال ذرة تراب منها ولا مقام للاحتلال عليها.
وشدد على تصميم حماس على المضي في مشروع التحرير وكنس الاحتلال وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق هذا الهدف.
ودعا الحية إلى عزل الاحتلال الإسرائيلي وليس التطبيع معه من الدول العربية وإلى طرده من العواصم العربية وليس فتح سفارات ومكاتب تمثيلية له.
وأكد على رفض التوطين ومقترحات الوطن البديل والتمسك بعودة اللاجئين إلى أرضهم التي هجروا منها كونها أرضنا ولا نقبل بديلا عن العودة إليها.
كما جدد التعهد بالعمل من أجل تحرير كل الأسرى من سجون الاحتلال، مؤكدا أن "الفرج قريب ليس في صفقة واحدة بل في صفقات وصفقات حتى تبيض كل سجون الاحتلال".
وقال "حماس تؤمن أن طريق التحرير الأقصر هو بالمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها الكفاح المسلح فهي خيارنا للتحرير وللعودة وفي سبيل ذلك سنجمع كل ما نستطيع من عناصر القوة بكل الوسائل المشروعة".
وأضاف "لن نلوث سلاح القسام بأي دم غير الدم الإسرائيلي، لأن سلاحنا طاهر ونظيف وسيبقي موجها فقط مع الاحتلال، وليس لنا معركة إلا مع الاحتلال هنا على أرض فلسطين".
وشدد الحية تمسك حماس بعلاقاتها مع كافة الدول العربية والإسلامية "كونها حركة وطنية فلسطينية إسلامية الوجهة هدفها تحرير فلسطين"، داعيا الأمتين العربية والإسلامية لدعم فلسطين وقضيتها.
كما أكد على دعم حماس لتطبيق اتفاق المصالحة رزمة واحدة وأوله ملف منظمة التحرير والاتفاق على البرنامج الوطني الفلسطيني وانعقاد الإطار القيادي المؤقت والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية.
وفي رفح، بين القيادي في حماس منصور بريك أن "حماس ستبقى وفية لدماء الشهداء ووفية لآهات الجرحى ومعاناة الأسرى ، ووفية لعطاء شعبها ، وسيبقى المجاهدون منها يقبضون على الزناد ويوجهون فوهة بنادقهم نحو صدر المحتل".
وشدد أن "البوصلة لم تنحرف وما انحرفت بنا أبدا ، وستبقى حماس هي التي تكفل المساعدة للفقراء ، وستبقى هي التي تمسح على رؤوس اليتامى والمحتاجين".
واعتبر منصور أن الأمة عليها واجب شرعي بدعم الشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا ، وقال: "يا أمتنا العربية والإسلامية واجب شرعي عليكم أن تمدوا أهل فلسطين بالمال والسلاح والعتاد ، فنحن ندافع عن شرف الأمة وقدمنا قادتنا وفلذات أكبادنا شهداء رووا بدماهم ثرى فلسطين ، وفلسطين هي أمانة في عنق كل قادر على أن ينصرها".
كما وطالب الأمة بقرار عاجل وصريح برفع الحصار على غزة ، وتابع بقوله:" نحن ننطلق وما زالت غزة تئن تخت الحصار ، وما زال أهل غزة يعانون من هذا الحصار الألم ، غزة الصابرة المحتسبة المجاهدة ترنو إلى الفرج القريب ، فما الجرم الذي ارتكبناه حتى نحاصر برا وبحرا وجوا؟".
وشكر منصور كل الدول التي تدعم صمود الشعب الفلسطيني ، وأوضح بقوله:"هناك بعض الدول الإسلامية والعربية قد أمدتنا بالدعم المادي والمعنوي ، نقول لهم شكرا لكم على هذا العطاء ونطالبهم بالمزيد فمعركتنا مستمرة مع الاحتلال".
ووجه التحية إلى أبطال انتفاضة القدس القائمة في القدس والضفة ، وقال: "تحية لانتفاضة القدس شيبا وشبانا ، تحية لانتفاضة القدس وللمرابطين في باحات المسجد الأقصى ، تحية لإخواننا القابضين على الجمر المتمسكين بدينهم وحقهم ودعوتهم في أراض الثمانية والأربعين".
واعتبر أن "العالم يرتكب جريمة بشعة في حق فلسطين منذ أن سلمها ليهود ، والعالم بصمته يكمل فصول تلك الجريمة بأن يجعل من الضحية جزارا ومن الجزار ضحية يوم أن يغمض عينيه عن مجازر يهود".