26.07°القدس
25.52°رام الله
26.08°الخليل
26.55°غزة
26.07° القدس
رام الله25.52°
الخليل26.08°
غزة26.55°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

تقرير "فلسطين الآن"

الموتُ أو الانتظار .. خياران لا ثالث لهما لمرضى غزة

2b5d9869a72c026bd1977f0803a89363
2b5d9869a72c026bd1977f0803a89363
المحافظة الوسطى - فلسطين الآن

تتواصل أرقام شهداء الحصار في قطاع غزة منذ فرض "إسرائيل" حصارها المحكم على القطاع عام 2006، أجساد أتعبها المرض، ونخر فيها الألم، وزادت معاناتهم بإغلاق الشقيقة مصر معبر رفح البري، إلى أن فاضت أرواحهم إلى بارئها على عتبات معابر مغلقة، وضمائر عالم غائبة.

ففي كل يوم يرحل من بيننا أشخاص يحكي عنهم لنا قصص وحكايات من ماضيهم المشرق، فقد رحل مطلع شهر ديسمبر الجاري رجل أحبه جميع سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، رجل عرفه سكان المخيم بأول قارئ لعداد الكهرباء في مخيمهم، الراحل فتحي المقادمة (ابوشوكت).

ولد المقادمة عام 1960 في مخيم النصيرات بعد أن هجرت عائلته من قرية بيت دراس على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي، ودرس المرحلة الإبتدائية والاعدادية بذات المخيم.

التحق الراحل المقادمة بالعمل في بلدية البريج وهو في سن السادسة عشر من عمره، ثم انتقل إلى العمل في شركة توزيع الكهرباء عام 1991، وذلك عندما أنشأت شركة توزيع الكهرباء بالمنطقة الوسطى.

“المقادمة، أو أبوشوكت" كما عرفه سكان النصيرات قدر الله له العيش بدون أبناء، فسخر حياته لخدمة سكان مخيمه الذي ولد وترعرع فيه، فمرت الأعوام والمقادمة يدخل كل بيت لقراءة عداد الكهرباء، حيث عرف عنه بالأمانة والإخلاص.

شهيد على أعتاب المعبر

مرض أبو شوكت بمرضين لازموه طيلة فترة عمله في شركة توزيع الكهرباء الذى وهب سنين عمره بالعمل فيها، فقام بإجراء عملية جراحية لتغير صمام للقلب، والمرض الاخر هو تليف في الكبد، والذي أثر على بنيته الجسمانية والصحية، أصيب على أثرها بالعديد من الأمراض.

وبفعل المرض اضطر المقادمة للتقاعد المبكر من شركة الكهرباء عن عمر 54 عاما، حيث يقول شقيقه رمضان:" كان أبو شوكت خدوما ومعطاء لأبناء شعبه، وكان وفيا ومخلصا وأمينا في عمله، يشهد له الجميع بالأمانة والخدمة المجتمعية، وكان باراً بوالديه واخوانه جميعا وبأولادهم، حيث أنه لم يرزق بأي طفل، وكان دائما شديد الرضا بما قسمه الله له".

ويضيف شقيق المقادمة :"عندما سمعنا بخبر مرضه قمنا على الفور بعمل تحويلة علاج لزراعة كبد عاجلة في مصر قبل وفاته بأربعة شهور، وعند فتح معبر رفح في مطلع الشهر الحالي لم يكن اسمه مدرج ضمن الحالات العاجلة والطارئة، وناشدنا الجهات المعنية غير أن بطئ العمل على المعبر خلال يومي فتحه حالت دون سفره، ودخل أبو شوكت حينها في غيبوبة وعلي أثرها توفاه الله مساء يوم الاثنين 7/12/2015".

ويتمنى شقيق الراحل المقادمة أن يكون شقيقه أبو شكوت آخر ضحايا الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، مطالبا جمهورية مصر بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم أمام الحالات الإنسانية الحرجة.

وبين إغلاق معبر رفح لفترات طويلة وفتحه لأيام معدودة يبقى مرضى قطاع غزة معلقين بين الموت والحياة، موت يريحهم من آلامهم، وحياة تشعرهم بظلم شقيقتهم الكبرى مصر.