منذ عام 2008، وعائلة المعتقل السياسي لدى السلطة الفلسطينية، ياسر حسن عناية (34 عاما) من مدينة قلقيلية، تنتظر على أحر من الجمر، إطلاق سراحه من سجون ذوي القربى، بعدما لاقى صنوف العذاب.
تحقق لها ما تريد، لكن لساعة واحدة فقط.. فأثناء مغادرته مدينة رام الله، بعد اعتقال استمر نحو 8 سنوات في سجن "بيتونيا" التابع لجهاز الوقائي، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحرمته وأسرته من فرحة كادت ترتسم على الوجوه.
وذكرت عائلة المعتقل داود أنهم وصلوا إلى رام الله، ولم يمكثوا سوى ساعة واحدة، حتى فوجئوا بعشرات الجنود والآليات العسكرية المتمركزة على مدخل المدينة، توقف سيرتهم وتعقل عددا من أفرادها.
قوات الاحتلال أوقفت السيارة التي يستقلها نجلهم، واعتقلت شقيقه بلال وسائق المركبة محمد طلعت، وكذلك إيقاف سيارة عمه سفيان عناية (60 عاما) واعتقاله واعتقال زوجته "أم حسين" (50 عاما) واعتقال نجليها حسين وباسم، إذ نُقل بلال وياسر إلى جهة مجهولة، فيما نقلت الآخرين إلى معسكر الـ DCO المقام شرق المدينة.
وأضافت العائلة أن "قوات الاحتلال أخلت سبيل السائق وسفيان عناية وزوجته وأبقت على ابنيه وابنيْ شقيقه معتقليْن"، وأكد لهم مسؤول المخابرات في المنطقة أنه سيتم نقلهم للتحقيق، ولن يتم الإفراج عنهم.
عائلة داود حمّلت السلطة الفلسطينية المسؤولية عن الحادثة، مؤكدة أنها طالبت عدة مرات أجهزة الضفة للإفراج عن نجلها دون استجابة، ومن ثم طالبتهم الأجهزة بالتوقيع على تعهد يفيد بتحملهم مسؤولية.. وقد فعلوا ذلك قبل شهر، لكنهم تلكئوا في تنفيذه، وبشكل مفاجئ أبلغوهم مساء أول أمس بالإفراج عن ابنهم.
واتهمت العائلة الأجهزة التي قامت بتعذيب ياسر وسحب الاعترافات منه بالقوة منذ اعتقاله عام 2008، بالتنسيق مع الاحتلال وإبلاغهم بموعد الإفراج عنه، حيث لم يتسنى له رؤية والديه الكبيرين في السن، واللذين يعانيان من عدة مشاكل صحية، ما حال دون ذهابهما إلى رام الله وتسلّم ابنهم بأنفسهم.
