25.54°القدس
25.22°رام الله
24.42°الخليل
25.68°غزة
25.54° القدس
رام الله25.22°
الخليل24.42°
غزة25.68°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

حفظ القرآن في 17 يومًا

تقرير: "القيق" يؤلف كتبًا علمية وطموح لريادة الفضاء

12375824_807553646019998_1585597172_o
12375824_807553646019998_1585597172_o
خاص - فلسطين الآن

يجلس على مكتبه بكل جهد وهمة واجتهاد يقلب بيديه صفحات كتاب في مكتبته المتواضعة التي تحيطه بالكتب وكأنه ينقب عن أهدافه السامية في مياه بحر زاخر ، وتارة يتنقل بكل شغف بين رفوفها ينتقي ما يريد من الكتب لمعلوماته التي يبحث عنها لغذاء عقله الذي أبدع في الحفظ والتفكير.

الشاب صبح القيق 24 عامًا أدهش الكثيرين بعقله وفكره الذي أبدع في الحفظ ومجال دراسته رغم المعوقات والصعوبات التي لاقاها في ظل الاحتلال وعدوانه والحصار وآلامه على معظم شباب قطاع غزة ، وهذا التقرير لمراسل "فلسطين الآن" يسلط الضوء على إنجازه الذي حققه.

حفظ القرآن في 17 يومًا

استطاع الشاب صبح وجيه القيق من مدينة رفح جنوب قطاع غزة أن يحفظ القرآن خلال 17 يومًا ، وأوضح خلال حديثه لـ "فلسطين الآن" أنه أتم حفظ القرآن في 17 يومًا بمراجعة ما حفظه في الصغر حيث كان يحفظ في مسجد العودة ، مع حفظ ما تبقى في 17 يومًا متتالياً ، مبينًا أنه كان يحفظ في اليوم 30 صفحة وأكثر.

وحصل القيق على شهادة تأهيلية في أحكام التلاوة والتجويد وكذلك عليا لرواية حفص عن عاصم في مرحلته الابتدائية كما أفاد ، وقال:"حصلت على دورة الأحكام العليا في الصف الرابع بأعلى تقدير حصل عليه قراء مدينة رفح و تم منعي من استكمال القراءات لصغر سني".

وأضاف:"بخصوص برنامجي الآن في القرآن فالوقت لا يسمح لي بمراجعته بسبب دراستي في تخصص الفيزياء لما فيه خير لأمتنا الإسلامية بعونه تعالى ولكنني أداوم على بعض السور التي أعشقها من كتاب الله وأولها سورة مريم تقريبًا أقرأها كل ما يسمح لي الوقت".

القيق الذي يسكن حاليًا مع عائلته بجوار مسجد العودة وسط المحافظة دمّر الاحتلال منزلهم خلال عدوانه صيف 2014م للمرة الثانية ، وأوضح أنه دمّر في عام 2006م ، وقال:"الحمد لله على ما أصابنا به ، ونحن ننتظر أن يتم حصولنا على تعويض هدم منزلنا لنحاول بناء غيره يأوينا".

إنجازات الدراسة

تمنى "صبح" أن يتخصص في مجال الطب ولكن الظروف لم تكن مواتية له ؛ فدرس الفيزياء في جامعة الأقصى وأنهى البكالوريوس خلال ثلاث سنوات و نصف ، وقال:"كان بإمكاني إنهائها بأقل من ذلك لولا الإجراءات الإدارية للجامعة حالت دون حدوث ذلك والتي تعتبر أقصر مدة في تاريخ الجامعة بأكملها في هذا البرنامج".

ويكمل القيق دراسته العليا في الماجستير في الجامعة الإسلامية يحدوه طموحه وهمته إلى إنجازات كبيرة في مجال الدراسة ، ويقول:"أنهيت دراسة موادي التعليمية و الرسالة التي أريد إعدادها هي "معادلة عاملة لدراسة البلازما" لما لهذا التخصص من خطورة و إمكانية لتطوير و العمل عليه كما انه يتضمن في طياته جميع فروع الفيزياء بأكملها ومن ثم بإذنه تعالى دراسة الكون".

والغريب في حياة القيق أنه عاطل عن العمل ، وأضاف بقوله:" حاليا أنا عاطل عن العمل وهذه ليست ظروفي لوحدي وإنما ظروف بلدي بأكملها وأنا أرفض قطعيا العمل ضمن دروس التقوية لفلسفتي الخاصة و التي أرى بها استغلالا واضحا للعلم و لأبناء شعبي".

تأليف وطموح للفضاء

قابل القيق العالم سليمان بركة من وكالة ناسا في فصله القبل الأخير في الجامعة ودرس معه مادة فيزياء الفلك ، وقال:"درسني فيزياء الفلك وأشاد بها بعقلي و إمكانياتي العالية بين الطلاب و قدرتي على التحليل و بعدها بدأت أبحر في علم الفلك بكل قوتي و ارادتي و ضعف مواردي".

وتابع:"قمت بجمع المادة العلمية و ترتيبها و من ثم حولت ملخصاتي الخاصة بمادة فيزياء الفلك إلى كتاب "مدخل إلى علم الفلك" الخاص بي و أشرف عليه العالم سليمان بركة من وكالة ناسا لعلوم الفضاء و بعدها أخذت أؤلف كتبا في الفيزياء و العلوم الإنسانية والاجتماعية".

وأوضح القيق أن أول مجموعة من كتبه  ستنشر بإذنه تعالى حال حصوله على درجة الدكتوراه ، مبينًا أنه أصدر أول مجلة علمية فلكية في فلسطين.

المعوقات والتحديات الكبيرة التي واجهت القيق مثلت أكبر تحدٍ له في طموحه وأهدافه ، مشيرًا أنه:"لا أستطيع فهم المجتمع الذي يدور حولي لهذا أعتقد ان الفضاء الخارجي هو أفضل مكان لما فيه إمكانية للعمل المستمر بدون توقف ، حيث لا يوجد قيود".

وأعرب القيق عن أمنيته في إثبات نظريته للفهم الكوني بأكمله ، ويعتقد أنها ستكون جاهزة للطرح الدولي خلال عدة سنوات ، وقال:"لهذا أتمنى أن أكون رائد فضاء ، كما أن لدي حلم منذ صغري  أن أحفر اسم فلسطين على جبهة التاريخ العلمي على المستوى العالمي".

تحديات ومواقف

في مجال التأليف واجهت القيق عدة معوقات أبرزها عدم وجود مصادر عربية يمكنه الاستفادة منها بخصوص تطوراته و اختراعاته التي يسعى لها ، وكذلك عدم وجود التمويل الذي يمنحه إمكانيات للاختراعات ، وأضاف:"أو حتى على الأقل مصدر دخل يكفل حياة مستورة لي لأستطيع اكمال أبحاثي ، و أيا كان فما أراده الله هو ما سيحدث و ما سيكون خيرا لنا بإذنه تعالى".

ويعتبر القيق أن لقاءه مع العالم بركة من أبرز محطات حياته التي كان له فضل المتابعة على المؤلفات والتشجيع على التقدم في مجاله ، وقال:" أبرز ما مررت به في حياتي هو أني جلست مع العالم سليمان بركة فقال : أنك فخر لفلسطين يا بني وستكون رمزا يتمنى العالم بأسره أن تكون منه وله، فقد رفعت رأس فلسطين عاليا بين دول العالم".

ويذكر:"تقدمت لاختبار فيزياء ميكانيكا تحليلية في الماجستير وكانت مدة الاختبار ساعتين ونصف ولكنني انتهيت من الحل في 20 دقيقة وخرجت فاستهجن البروفيسور ، وظن أنني طالب فاشل لا أمتلك أي شيء ويفاجئ بكوني الوحيد الحاصل على درجة 100 في الاختبار بفضل الله تعالى".

وختم القيق حديثه بقوله:"والدي ووالدتي كلاهما دعماني باتجاه هذا الإبداع وسانداني ، وخصوصا والدتي التي لها الفضل وكل الفضل فيما أنا به اليوم ، بفضل دعائها ورضاها علي وعلى إخوتي وأبي الذي بدأ يطور مهاراتي في كافة المجالات وخصوصا العقلية والتنموية".