يرقدُ على سرير الألم والوجعِ في مستشفى "الجمعية العربية" في قسم الباطنة،، يتأوّه، يتذوق العذاباتِ ألواناً وأشكالاً، صوتُ أنينه قطّع أفئدة محبيه، والديه وأصدقائه وإخوانه، ولكن صوتَه لم يحرّك المسئولين، أمام مصابٍ فلسطينيٍ، أصيبَ في مواجهاتٍ مع قواتِ الاحتلالِ، مدافعاً عن أرضه ووطنه، في مخيّم الدهيشة في بيتِ لحم.
المصاب الفلسطيني مصطفى إياد سعيد، ابن الــ 15 عاماً، أصيب قبل شهرٍ، أثناء مواجهاتٍ عنيفة مع قواتِ الاحتلالِ الإسرائيلي، في مخيم الدهيشة، وأصيبَ بحرقٍ في الجهاز العصبي، الذي يضخّم الألم ويجعله مستمراً.
وعودٌ كاذبة
ويبيّن والــده إياد "43 عاماً"، أنـه توجّه للمسئولين في منطقته، وطمأنوه بأن جميع الأوراق والتحويلة جاهزة، وعندما توجّه إلى رام الله، نفوا الأمر، معتبراً كل هذه الإجراءات "كذباً في كذب".
واستنكَر والد المصاب في حديثه لــ "فلسطين الآن" إهمال السّلطة والمسئولين، لابنه الذي يتذوق الألم الكبير في اليوم آلاف المرّات، قائـلا:" لو كان ابني ابن مسئول، لنقلوا له المستشفى إلى عنده"
وتساءل شاجباً صمت مسئولي الصحة والسلطة، أمام معاناة ابنه وهو طالب في الصف الثالث الإعدادي: "هل احتاج نبيل شعب الذي يتعالج من انزلاقٍ غضروفي، إلى تحويلةٍ للسفر إلى ألمانيا؟!"
وردّت الصحة الفلسطينية، على نداءات العائلة المتكررة، لإنقاذ ابنهم من الألم، بــ "الصبر وتحمّل الألم"، التصريح الذي اعتبره الوالد، مسيئاً، مبيناً أن ابنه لن يتحمل ألم ثـلاثة شهور إلى سنة، ولن تجدي المسكنّات مع حالةِ ابنه"
وطالب الأبُ الكادحُ وهو صاحبُ محل أحذية في الدهيشة، المسئولين، بالوقوف عند مسئوليتهم، بدلاً من "التطنيش" وعدم الرد على الجوال.
وكشف "إياد" أن المسئولين هددوه، في حالة الاحتجاج، أنه يتم النظر في ملف ابنه المصاب.
وطالب نشطاءُ فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية، السلطة، بحل عاجلٍ للمصاب سعيد.
نشطاء ساخطون
وعلّق الناشط السياسي، فادي السلامين على الحادثة عبر "الفيس بوك" ، "احنا اسفين خلينا الناس تشوف وجعك بس وين الحكومه عنك ولا مش ابن مسؤول انتا لونك ابن واحد من هالحرميه كان سفروك على اكبر دول العالم بس شو بدنا نحكي الك الله الجريح مصطفى اياد سعيد مخيم الدهيشه"
وعلق محمد أحمد : "اقسم بالله انهم ما في جنس الإنسانيه ، لسه الصهاينه انسانيتهم اكثر منكم"
وقالت دارين المغربي : "ﻻاله اﻻ الله حسبي الله ونعم الوكيل ع اليهود وع كل مسؤل بتفرج اوسمع عنو وما قدم اله اي مساعده لو كان ابن مسؤل كان دغري اطلعو يتعالج بالخارج حسبي الله حسبي الله"
وكتبت بسمة أمل :" حسبي الله ونعم الوكيل عليهم الي عملين حالهم بيعرفو الله وينك يا عباس بتاكل خرفان أن شاء الله بتطفحم يارب وينك لتشوف الناس هادي وينك بطلت تشوف اللهم آمين يارب"
وعلق محمد سرور: "البلد كلها بدها حرق ،قصدي الناس الي بالبلد ،هاظ لو انو ابن مسؤول كل دكاترة المشفى حواليه بس لانو مسكين لسه الدكتور حتى يخلص الي بايدو بتكرم يروح ،والله البلد كلها بدها تنظيف قال انتفاضة الانتفاضة لازم تقوم هالزبالة الي بالبلد لسه"