على تخوم قطاع غزة، وفي الميادين الأولى لخطوط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، يواصل صحفيو قطاع غزة واجبهم المهني والوطني بتغطية الأحداث المتسارعة منذ بداية انتفاضة القدس.
ببدلة واقية لمنطقة الصدر، وأجساد حملت بداخلها حب نقل الحقيقة، يقف صحفيو غزة في مناطقة المواجهة شرق مخيم البريج، وشرق حي الشجاعية، وعلى معبر بين حانون "إيرز" شمال قطاع غزة.
إصابة في خطوط المواجهة
"سأقف على عكازي لأنقل جرائم الاحتلال رغم إصابتي بطلق ناري على خطوط المواجهة مع الاحتلال شرق البريج" بهذه الكلمات عبر الصحفي محمود اللوح عن تضامنه ودعمه الكامل لانتفاضة القدس.
وكان الصحفي اللوح أصيب بعيار ناري في القدم مساء الجمعة 11/12/2015 في المواجهات التي تندلع كل جمعة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، أثناء نقله الأحداث على أثير إذاعة صوت الشعب.
وعلى الرغم من الإصابة التي تعرض لها الصحفي اللوح إلا أنه صمم على العودة لتغطية الأحداث شرق مخيم البريج في الجمعة التالية لإصابته.
وأكد الصحفي المصاب على أن الاحتلال يحاول قتل صوت الانتفاضة باستهداف الصحفيين، قائلاً: " أراد الاحتلال بإطلاق النار اتجاهي وإصابتي بقدمي أن يقتل صوت الانتفاضة، صوت الحقيقة، ونبض الشباب الثائر والمنتفض، فصمودي تغلب على جبروت هذا المحتل الجبان، فرغم الجراح سأزحف من جديد لنقل الحقيقة وإكمال رسالتنا الإعلامية مهما كلفنا الثمن".
وطالب الصحفي المصاب اللوح نقابة الصحفيين ومؤسسات حقوق الإنسان بالعمل الجاد من أجل فضح جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، وتوفير حماية لهم أثناء قيامهم بنقل الأحداث على خطوط المواجهة.
مواصلة رغم المخاطر
واعتبر الصحفي الناشئ عيادة قويدر مواصلة العمل في ظل المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون على خطوط المواجهة مع الاحتلال بمثابة رسالة قوية تؤكد إصرار الصحفيون على نقل الحقيق وفضح جرائم الاحتلال.
وتمنى قويدر تشكيل نقابة صحفيين موحدة لشطري الوطن من أجل فضح جرائم الاحتلال بحق الصحفيين في كل المحافل، والعمل على تفعيل قانون حماية الصحفي الذي كفلته له جميع قوانين حقوق الإنسان.
وفي سياق متصل ارتدت الصحفية سمر أبو العوف حلة حديدية مطلية باللون الأزرق يتوسطها شارة "TV" وضعتها على رأسها، و"كيس بلاستيكي" أزرق أيضاً لفته على جسدها كُتب عليه "Press"، لمواجهة قناصة الاحتلال على خط النار شرق قطاع غزة.
وأوضحت أبو العوف أن الدافع وراء عمل هذا الزي الصحفي البسيط لتوصيل رسالة لكل الجهات المعنية بالصحفي الفلسطيني، لتوفير المعدات اللازمة لحماية الصحفي خلال تغطية الأحداث الميدانية والمواجهات.
وذكرت تقارير حقوقية إلى أن الاحتلال اعتقل في النصف الأول لعام 2015 "28" صحفيا، لا يزال 6 منهم في سجون الاحتلال، مما رفع عدد الصحفيين والكتاب والنشطاء الإعلاميين المعتقلين في سجون الاحتلال إلى "20"، فيما أصيب 23 صحفيها في الربع الأول من العام الحالي.