يندرج اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لسكرتيرة اللجنة الثقافية في مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت الطالبة أسماء عبد الحكيم القدح، على حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس، في إطار الحملة الشرسة التي تتعرض لها الجامعة برمتها، والكتلة الإسلامية ومجلس الطلبة بشكل خاص.
فالاعتقال جاء بعد أيام قليلة على حادثة مشابهة طالت 4 من أعضاء المجلس الذي ترأسه الكتلة الإسلامية... ما يعني أن قوات الاحتلال لا زالت مستمرة في حملتها الشرسة بحق الحركة الطلابية الفلسطينية، وتحديدا تلك المؤثرة في مسار أحداث الانتفاضة
كما كانت الجامعة محط اهتمام كبير من الإعلام الإسرائيلي الذي سلط الضوء على نشاطات مجلس الطلبة داخل الجامعة، التي كان لها أثر ملموس في حملة التحريض التي شنتها مخابرات وحكومة الاحتلال على نشطاء الانتفاضة، بزعم أن هذه النشاطات تحرض على استهداف الإسرائيليين وتنفيذ المزيد من عمليات الطعن والدهس.
ويدرك الاحتلال الدلالات الواسعة وراء عودة الحركة الطلابية إلى مشهد المواجهة من جديد، وتأثيرها الكبير في الساحة الفلسطينية وعلى الشباب الثائر والمنتفض من شرائح المجتمع، من خلال الإرادة والإدارة التي يتمع بها طلبة الجامعات، وتأثيرها الكبير في زيادة فعالية هذا الحراك وديمومته.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت قبل أيام، كلا من: سيف الاسلام دغلس وهو رئيس مجلس طلبة بيرزيت، وعضو مجلس الطلبة ايهاب ناصر، والطالبين ابراهيم جاك ومسلم البرغوثي، الناشطين في الكتلة الإسلامية.
وأد الانتفاضة
ممثل عن الكتلة الاسلامية في الجامعة، الطالب وليد زايد، أكد أن "حملة الاعتقالات الشرسة بحق طلبة الجامعة لن تزيدهم إلا قوة وعزيمة وإصرار وصلابة في مواصلة طريقهم الوطني والطلابي".
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن "الهجمة المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة من اعتداءات ومداهماتها لبيوت الطلبة واعتقالهم بهدف وأد -انتفاضة القدس-، والنيل من عزيمة الشباب، لكن ذلك لن يزيدهم إلا اصرارًا على إشعال لهيبها، والثأر للشهداء والجرحى".
وتابع "كما تهدف قوات الاحتلال إلى التقليل من تأثير النشاطات التي ينفذها المجلس والكتلة الإسلامية، التي كان لها وقع كبير على الطلاب والجماهير ولاقت تفاعلا غير مسبوق".
ودعا ممثل الكتلة للتصدي لهجمات الاحتلال ومنعهم من مداهمة البيوت والاعتقالات للشبان الفلسطينيين في الضفة، وحشد المزيد من الجهود من أجل إذكاء لهيب الانتفاضة التي فجرها شباب الجامعة في وجه الاحتلال منذ بداية الهبة.
ممثلون جدد
مجلس الطلبة قال إن "هذه الحملة التي استهدفت أعضاء المجلس بداية من رئيسه وعدد من أعضائه وآخرها سكرتيرة اللجنة الثقافية، تأتي في إطار الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني المنتفض، ولتدفيع المجلس ضريبة رفع شعار المقاومة والإبداع".
وأضاف المجلس في بيانه الصحفي إن "هذه الحملة الشرسة لن تضعف عزيمتنا ولن تنال من إرادتنا"، متعهدين بالوقوف مع الطلبة في وجه العدوان المستمر.
وأكد المجلس على أن الرد الحقيقي على هذه الحملة يتمثل بالاستمرار في خدمة الطلبة أولا، والثبات على المبدأ وتلبية نداء المقاومة والواجب، مشيرا إلى أن المجلس حدد أعضاء جددا ليكونوا خلفا للأعضاء المعتقلين في سجون الاحتلال.
حراك دولي
من جهتها أدانت جامعة بيرزيت حملة الاحتلال الشرسة بحق طلبتها، واعتقال عدد منهم خلال الأشهر الأخيرة، وكان آخرهم رئيس مجلس الطلبة سيف الإسلام دغلس، وعدد من أعضاءه.
وأكدت الجامعة في بيان لها أن التعليم حق مكفول في كل القوانين والشرائع الدولية، وأن عضوية الجامعة في حملة الحق في التعليم ستمكنها من فضح الاحتلال، الذي يسوّق نفسه على أنه واحة للديمقراطية، وستخاطب الجامعة كل المؤسسات الأكاديمية في العالم، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، لتطلعها على جرائم الاحتلال بحق التعليم في فلسطين، التي يرتكبها بذرائع وحجج واهية.
وطالبت المؤسسات الدولية بالضغط على دولة الاحتلال للإفراج عن الأسرى في سجونها، ومنهم الطلبة.
وأضافت أن استمرار الاحتلال في ممارساته القمعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام، والطلبة بشكل خاص؛ سيعزز من الحراك الدولي المتصاعد في حملات المقاطعة الأكاديمية التي تتعرض لها مؤسسات الاحتلال، ولن يثني جامعة بيرزيت عن دورها الريادي في التصدي للاحتلال.
ووصل عدد طلبة الجامعة المعتقلين في سجون الاحتلال إلى 90 طالباً وطالبة، إضافة إلى موظف في الجامعة، وأستاذين آخرين.
في الصدارة
يذكر أن جامعة بيرزيت كانت ولا زالت تتصدر المواجهة مع قوات الاحتلال، وطلابها وطالباتها في طليعة المواجهات المندلعة منذ الانتفاضة الحالية.
وتشن قوات الاحتلال حملات مستمرة بحق طلاب الجامعة منذ اكثر من 5 شهور اعتقلت خلالها أكثر من 100 طالب وطالبة من الجامعة.