14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
17.81°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة17.81°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

إعدامٌ بدمٍ بارد

تعثر الجندي.. فُقتلَ المسن "الجابي"

34-696x385
34-696x385
نابلس - مراسلنا

"مهما قلت ووصفت لن أستطيع أن أعبر لك عما رأيت. كنت أسمع عن جرائم قوات الاحتلال وقتلها للعزّل، لكن لم أتوقع يوما أن أكون شاهدا على ذلك. لقد قتلوه وهو في سيارته، قتلوه بكل وحشية".

هذه بعض الكلمات التي خرجت على لسان "داود ج" ابن مدينة نابلس وهو يروي لمراسل "فلسطين الآن" تفاصيل ما رآه على حاجز حوارة عصر أمس السبت، حين قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي المسن ماهر زكي الجابي البالغ من العمر 56 عامًا، بعد أن دب الذعر والرعب فيهم إثر تعثر أحدهم ووقوعه على الأرض.

يضيف "كان الجنود مدججين بالسلاح ويدهم على الزناد يغلقون الحاجز، ويسمحون بمرور سيارة تلو الأخرى. كنت خلفه مباشرة، أشار له الجندي بالتقدم، سار بسرعة لا تزيد عن 20 كيلو مترا، لاحظت أن أحدهم تعثر وسقط على ظهره وهو يرجع للخلف، وفورا ودون سابق إنذار أطلق الجندي الثاني الرصاص على السيارة التي كان يقودها الشهيد".

يحاول رسم صورة للمأساة، فيقول "الحدث لم يستمر أكثر من نصف دقيقة بل ثوانٍ معدودة. قتلوا الرجل وبدأ الجنود يركضون من كل مكان ورفعوا سلاحهم علينا وأجبرونا على التراجع. أغلقوا الحاجز من خلال بوابة حديدية وتركوا الرجل ينزف حتى مات".

منع إنقاذه

مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني عبد الحليم الجعافرة، قال إنهم تلقوا اتصالا عن وجود مصاب على حاجز حوارة، لكن قوات الاحتلال رفضت السماح لهم بالوصول إليه، وبعد نحو ربع ساعة أشاروا لسيارة الإسعاف الفلسطينية بالتقدم، ونقل المصاب.

ويشير إلى أن الحالة كانت خطيرة للغاية، وكان الجريح ينزف من وجهه، حيث تبين في الفحص الأولي أنه مصاب بعدة رصاصات في خده وبطنه وقد نزف كميات كبيرة من الدم.

ويضيف "حاولنا جاهدين أن نسعفه، وأوصلناه إلى مستشفى رفيديا، لكن بعد دقائق معدودة أعلنوا عن ارتقاءه شهيدا.

ورأى الجعافرة أن عدم السرعة في تسليم المصاب للجانب الفلسطيني يعطي انطباعا أنه قتل بدم بارد وبالخطأ، مشددا على أنها ليست الحادثة الأولى التي يمنع فيها الإسعاف الفلسطيني من الوصول للمصاب "بل يرفع جنود الاحتلال السلاح في وجه المسعفين، كما أن المسعفين الإسرائيليين غالبا ما يكونوا مسلحين".

قتل بالخطأ

وخلال انتفاضة القدس، سجلت المؤسسات الحقوقية نحو 10 حالات قتل، لم يكن يشكل فيها المواطن الفلسطيني أي خطر على جيش الاحتلال، الذي يكتفي بإبلاغ الارتباط الفلسطيني أن الشخص قتله الجنود بالخطأ.

ويشير مصطفى الجوهري المختص في قضايا الإعاقة إلى أن الاتحاد العام للمعاقين رصد حالات قتل لأشخاص يعانون من مشاكل حركية أو بصرية، لافتًا إلى أن الشهيدة مهدية حماد من سلواد كانت تعاني من ضعف في الإبصار، كما أن الشهيد الغزالي في القدس يعاني من مرض التوحد، وهو ما يعني أنه قد يقوم ببعض الحركات الخارجة عن إرادته، ويستغلها الاحتلال لتبرير قتله وهمجيته.