18.94°القدس
18.8°رام الله
18.3°الخليل
24.93°غزة
18.94° القدس
رام الله18.8°
الخليل18.3°
غزة24.93°
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
4.97جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.14يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.97
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.14
دولار أمريكي3.72

لا أمل بلا عمل

cropped_business_team_work_jpg
cropped_business_team_work_jpg

تكمن مشكلتي في أن تدويناتي عن قصص الأمل والتفاؤل تجلب أكبر قدر من مرات المشاهدة، كما أوضحت إحصائيات مستضيف موقعي خلال الأسابيع الماضية. المواقف اليابانية وصدى الصوت والشرطي، كلها قصص أمل، حصدت قدرا كبيرا من المشاهدات، أكبر من تدوينة ملتقي القراء والعصاميين، والتي في رأيي أكثر أهمية من أي شيء آخر كتبته.

سبب المشكلة أن قصص الأمل ترفع معنويات القارئ، ثم ماذا بعد؟ في عالم التسويق، يخبرك الخبراء أن عليك جذب اهتمام العميل المحتمل، ثم أخذه من يده ليتم علمية الشراء، ويحذرونك من أن تترك العميل بدون إرشادات كافية وسهلة ويمكن ملاحظتها بسهولة لكي يكمل عملية الشراء. الأمر ذاته، مهمتي هي أن آخذ القارئ من يديه، وأتركه وقد بدأ نشاطه التجاري الخاص، الذي يحرره من قيود الحاجة للمال. ما يحدث حاليا يوضح أني لا أوفر الإرشادات الكافية لإتمام هذه الدورة، أو لعل قارئي لا يريدها، يريد قراءة قصص ترفع من معنوياته، فقط، بدون الشجاعة لاتخاذ الخطوة التالية.

بعد أكثر من 6 سنوات مع التدوين، وجدت أن القاسم الأكبر من قرائي يمكث معي لمدة سنة على الأكثر (عدا قلة قليلة وفية تبقى لفترة أطول، وقلة أخرى متقطعة) وبعدها لا أجد له أثرا. البعض يعثر على تدوينة عشوائية ويقرأ أخري أو اثنتين، ثم لا أجد له أثرا بعدها. قلة أخرى استفادت مما أكتبه، ونفذت وعملت، لكني لم أفلح في إنشاء قناة اتصال بيني وبينها تجعلني أعرف أين انتهى بهم المطاف.

هذه المشكلة تتكرر معي كثيرا، عقدت مسابقة لمن يصمم تطبيقا ما، وفاز فائز وعدني بالبقاء على اتصال، لكنه انشغل بأداء الخدمة العسكرية، ولما أنهاها انشغل بالاستعداد للزواج، واختفى تماما. حين عثرت على مبرمج لتطبيق على آيفون، وعدني بدوره بتطوير البرنامج وحل مشاكله، لكنه حصل على منحة دراسية وسافر بعدها، ورغم وعود كثيرة لكنه اختفى. حين أهديت كتبا لمن يكتب ملخصات عنها، أوفى فائز وحيد بوعده، وشرع آخر ولم يكمل، وتخلف آخر تماما.

كلما أجبرت نفسي على الجلوس للكتابة، أوقفني التساؤل الداخلي: ما فائدة ما ستكتبه؟ سترفع معنويات القارئ؟ كذلك يفعل الفيلم الكوميدي، والمسلسل المدبلج، والنكتة والدعابة والمزاح. بعدما ركبت إضافة أكثر المقالات قراءة في المدونة، تبين لي أن تلخيصي لكتب دكتور إبراهيم هو الأكثر قراءة على الدوام، في حين أن مقالاتي تحصل على المرة والمرتين والثلاثة. السوق يريد من يرفع معنوياته، وأجد مشكلة في أن أحلق بالقارئ في سماء التفاؤل، ثم أتركه بلا خطة عمل تنقله هو نفسه من الإحباط إلى عالم الأمل الواقعي والفعلي…

هذا هو سبب تأخري في الكتابة بانتظام مؤخرا، فهل أجد عندك حلا لمشكلتي؟ أريد متحولين، لا سعداء منتشين من قصة كفاح. أريد من يقرأ ثم يقرر تحويل حياته ليكون ناجحا هو الآخر، وأريد كذلك أن يهتم هذا المتحول بأن يخبرني بما حدث له، والإنسان يسير على قدمين، ولا تغني يمنى عن يسرة!

أرجو عدم تفسير مقالتي هذه على أنها تشاؤم، على العكس، هي مشكلة تواجهني وأطلب فيها المشورة من القراء. هل أنا على الطريق الصحيح؟ هل من الأفضل لي أن أركز على موضوع دون الآخر؟ هل تراني أحقق نتائج أفضل إذا تحولت بمدونتي إلى اتجاه آخر؟ إنها المشورة، وما خاب من استشار، وهي كذلك سُنة من سُنن الإسلام دعونا نحييها.