يعاني المزارعون على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة المحاصر، من ويلات وبطش جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكرر ودون رادع، فتارة يقوم الاحتلال بإطلاق النار عليهم وبشكل يومي لإبعادهم عن أراضيهم الحدودية، وتارة تقوم جرافات الاحتلال بين الحين والآخر بتجريف الأراضي القريبة من السلك الفاصل بعد نمو المحاصيل الزراعية، وليس أخيراً بعد قيام طائرات الاحتلال الصغيرة برش المبيدات على المحاصيل الزراعية مما أدى لإتلافها وإلحاق خسائر مادية لأصحاب الأراضي الزراعية على طول الحدود.
وكان من أكثر المزارعين تضرراً على مستوى قطاع غزة، أصحاب الأراضي على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، كمنطقة الفراحين، والقرارة، ومحيط موقع كيسوفيم العسكري.
بين عشية وضحاها
يقول المزارع محمد أبو عابد، أنه قبل أيام قامت طائرات صغيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي فجراً، برش المبيدات على طول الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، لعدة أيام، مما أدى إلى تلف العديد من المحاصيل المزروعة بالقرب من السياج الحدودي.
وأضاف أبو عابد لـ "فلسطين الآن" :" كانت الأراضي مزروعة بمحاصيل موسمية كالفول والبازلاء والقمح والشعير والسبانخ والملفوف، وبعد رش المبيدات من الاحتلال بدأت المحاصيل بالذبول وبعدها تلفت".
وأشار المزارع محمود أبو دقة، أن الاحتلال عمد خلال السنوات الأخيرة إلى إتلاف المحاصيل المزروعة، من خلال رش المبيدات وإطلاق قذائف المدفعية عند حدوث أي شيء.
ونوه أبو دقة أنه قبل حوالي شهر أصيب مزارعان من عائلة النجار بالقرب من منطقة الفراحين بعد إطلاق دبابات الاحتلال قذائف المدفعية تجاه المزارعين، بعد زعم الاحتلال تعرض أحد دورياته لإطلاق نار في منطقة قريبة.
وشدد المزارعون على أنهم لن يتركوا أرضيهم الحدودية بسبب بطش الاحتلال، وأيضاً لأن الزراعة هي التي من خلالها يعيل المزارعون عوائلهم.
وقال أحد المزارعين إنه ومنذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، استخدم الاحتلال طريقة جديدة أيضاً منها ضخ المياه على طول الحدود بحجة محاربة الأنفاق.
كما تطلق الدبابات في كثير من الأحيان قذائف حارقة، تتسبب في إحراق المحاصيل الجافة والناضجة، مثل القمح والشعير، اللذين اقترب موعد حصادهما، إضافة إلى أحدث أسلوب، وهو رش المبيدات السامة.
سلوك متكرر
وأوضح مدير عام وقاية النبات بالوزارة في وقت سابق، وائل ثابت أن مساحة الأراضي الزراعية التي تعرضت محاصيلها للتلف تقدر بنحو 3 آلاف دونم على طول حدود، مشيراً إلى أن طائرات إسرائيلية قامت برش المبيدات على طول حدود القطاع خاصة شرقي محافظتي الوسطى وخانيونس.
وأضاف: "الأراضي التي تعرضت للتلف مزروعة بمحاصيل موسمية كالفول والبازلاء والقمح والشعير والسبانخ والملفوف"، لافتاً إلى أن "إسرائيل" سبق أن رشت المحاصيل بذات الطريقة، في العامين الماضيين، الأمر الذي تسبب بخسائر فادحة للمزارعين.