يعيش اللاجئون الفلسطينيين أوضاعا مأساويا صعبة منذ بداية هجرتهم من ديارهم عام 1948، حيث تعيش المخيمات بين محطات مد وجزر بما يتعلق بالخدمات الأساسية المقدمة لهم.
مخيمات لا تزال تنقصها أبسط مقومات الحياة، ينتشر في كل منطقة منها بيوت متهالكة، يعلوها بعض ألواح الزينكو والأسبست، يغطيها في فصل الشتاء أكياس نايلون لعدم تسرب مياه الأمطار داخل المنازل.
وبعد قرابة 68 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني لا يزال عدد من مخيمات اللجوء تعيش نقصا واضحا في الخدمات الأساسية، حيث تسعى بلديات المخيمات وبالتعاون مع المؤسسات المانحة إلى تطوير المخيمات من خلال تحسين الخدمات المقدمة للمخيمات من حيث النوع والكم.
وتم إنشاء مخيم دير البلح في عام 1948، ويعد الأصغر من بين ثمانية مخيمات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، ويمتد على مساحة 174,200 متر مربع، ويقع على شاطئ البحر المتوسط، يعيش فيه أكثر من 21,000 لاجئ مسجل، ويعتبر الازدحام والفقر من الملامح الرئيسية للحياة في هذا المخيم.
مشاريع تجريبية للتطوير
تسعى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إلى تطوير مخيم دير البح كخطوة تجريبية لتطبق على باقي مخيمات القطاع، حيث تهدف الوكالة من خلال تطوير المخيم إلى توفير البنية التحتية العمرانية الملائمة داخل مخيمات اللاجئين ومناطق تجمعهم، بما في ذلك تمكين الوصول وبشكل أفضل إلى خدمات طرق ومواصلات جيدة.
ويهدف المشروع التجريبي لتطوير مخيم دير البلح إلى تحسين مستوى حياة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، وذلك عن طريق القيام بأعمال تطوير مستدامة في بيئة المشروع الإجتماعية والمادية.
وأمكن القيام بهذا المشروع بفضل منحة مالية بقيمة 40 مليون $ قدمها برنامج مجلس دول التعاون الخليجي لإعمار غزة عبر البنك الإسلامي للتنمية، وهذا المبلغ تم تحديده ودفعه مقدما ولا يمكن زيادته بعد ذلك، حيث يشارك سكان المخيم في تقرير كيفية صرف هذا المبلغ.
ويعتبر المشروع التجريبي لمخيم دير البلح مفعم بالابتكار والتجديد، حيث يتم اشراك أفراد المجتمع المستهدف وتشجيعهم على طرح الأفكار التي تخدمهم وتساهم في زيادة الخدمات المقدمة لهم، وإشراكهم أيضا في التنفيذ، حيث من المتوقع أن يستمر المشروع لمدة ثلاث سنوات بدأت منذ أبريل 2015.
واختارت وكالة الغوث مخيم دير البلح لبدء تنفيد هذا المشروع التجريبي، وهناك احتمال أن يمتد هذا المشروع في المستقبل إلى 7 مخيمات أخرى للاجئين في قطاع غزة.
آلية عمل المشروع
بجانب إشراك السكان في تحديد الأولويات وفي تطوير خطة عمل رئيسية، فالمشروع يقوده طاقم عمل مكرس لهذا الأمر ومقره في دير البلح.
وسيتم تخطيط هذا المشروع وتنفيذه بشكل مشترك من قبل برنامج البنية التحتية وتطوير المخيمات وبرنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية التابعة للأونروا.
وفيما يتعلق بآلية تنفيذ المشروع سيتم تطوير مخيم دير البلح على مرحلتين، مرحلة ما قبل الإنشاء (بمدة تقديرية سنة واحدة)، وتحتوي هذه المرحلة على عملية التخطيط التشاركي التي يقوم فيها سكان المخيم بتحديد أولويات المشروع، وتحتوي كذلك على وضع الخطة العامة للتنفيذ بحسب الأولويات التي تم تحديدها من قبل سكان المخيم.
في جين ستكون المرحلة الثانية بمثابة مرحلة الإنشاء (بمدة تقديرية سنتان)، وتشمل تنفيذ الخطة العامة التي تعكس احتياجات وأولويات اللاجئين، بحسب توجيهات الخبراء الذين قاموا بوضع خطة التنفيذ.
وبين التخطيط لتطوير المخيم وبدء تنفيذ المقترحات، لا يزال ما يزيد عن 40 ألف لاجئ يعيشون بمخيم دير البلح، تنقصهم أبسط مقومات الحياه، ويترقبون نتائج عملية تخفف من معاناتهم.