13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.82°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.82°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

الخضروات الناريّة تلتهم فقراء الضفَة

33f5e70beedc539da60d794128847d93
33f5e70beedc539da60d794128847d93
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

سؤال تطرحه أم همام على نفسها في كل صباح، " ماذا سنأكل اليوم؟ "، تفك وتفكر طويلا قبل أن تجد إجابة على سؤالها، فالخيارات أمامها ومحدودة جدا، فزوجها الذي يعمل في إحدى الورش، يحصل على ما يسد حاجات العائلة في ظل الأوضاع العادية، أما إذا اجتاحت الأسواق موجات غلاء فالأمر يتجه نحو السوء أكثر.

أم همام سيدة من الخليل، وفي حديث خاص لها مع "فلسطين الآن" تقول وقد ارتسم على محياها بعضا من ملامح الإحباط: "تصيبني الحيرة عندما أذهب لمحل الخضار القريب من منزلي، فالأسعار مرتفعة جدا منذ أشهر، كيلو البندورة الواحد 12 شيكل، وزوجي يحصل يومية تقدر بـ 70 شيكل فقط، ففي حال قررت أعد " قلاية بندورة" لأولادي ستكلفنا ما يعادل نصف يومية زوجي".

ارتفاع كبير

"فلسطين الآن" التقت "علي ادعيس" تاجر خضار وفواكه من الخليل،  والذي أوضح أن أسعار الخضراوات في الضفة محددة بكمية العرض والطلب، إلا أنها حاليا تشهد ارتفاعا في الأسعار خصوصا " البندورة"، والتي يرتفع سعرها عن المعدل الطبيعي منذ أربعة أشهر على الأقل..

وحول الفترة الزمنية التي ستحافظ فيه الخضار على ارتفاع أسعارها، قال ادعيس بأنه من الصعب تحديد وضع الأسعار، ولا يوجد رقابة على السوق المحلي من أي جهة رسمية ولا يوجد تحديد للأسعار، كما أن هناك بضائع " إسرائيلية"تدخل للأسواق الفلسطينية تؤثر في أسعار الأسواق المحلية.

ويضيف ادعيس:" المبيعات الآن في الاسواق تقدر بربع قيمتها سابقا، فالتاجر الذي يشتري 20 كرتونة من صنف معين، أصبح الآن يشتري خمسة فقط، والنسبة تنطبق على مشتريات المواطنين بطبيعة الحال، فالمواطن ذو الدخل المحدود أكثر من يتأثر بارتفاع الأسعار، ووزارة الاقتصاد لا يوجد لهم تأثير على تحديد الأسعار قطعياً".

"فلسطين الآن" التقت المهندس "إبراهيم قطيشات"، مدير عام الإرشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعة، والذي أوضح بدوره أن السبب المباشر لارتفاع أسعار الخضراوات هو قلة العرض، حيث أن الإنتاج من الخضراوات المطروح في الأسواق لا يغطي الطلب، وسبب هذا العجز هو التقلبات المناخية وارتفاع درجة الحرارة في فصل الخريف مما أفشل العقد في أزهار اشتال الخضراوات، والفرق بين درجة حرارة النهار عن الليل، إضافة إلى الفرق في العروات الزراعية من منطقة لأخرى.

وأضاف قطيشات، الارتفاع في أسعار الخضراوات طبيعي في مثل هذه الفترة من كل عام، لكنه في هذه السنة كان أطول من السنوات السابقة، حيث امتد ارتفاع الأسعار لشهر واحد على الأكثر، أما حاليا فالأسعار مرتفعة منذ نحو شهرين، ولا سبيل إلا انتظار موسم خضراوات الأغوار لتقل حدة ارتفاع الأسعار.

وحول الحلول التي عادة ما تتبع للحد من هذه الأزمة،أوضح قطيشات بأن الوزارة كانت تعمد إلى استيراد الخضراوات من الدول المحيطة في حال نقصها من الأسواق المحلية، لكن الأحوال السائدة تعم المنطقة بأكملها، والوضع سائد في فلسطين وما حولها من دول.

وحول اقتراحات قطيشات لحل هذه الإشكالية، قال بأنه لا بد من انتظار موسم خضراوات الأغوار، كما أن الأصل أن تتدخل وزارة الاقتصاد ، وإلزام التجار، خصوصا تجار الوسط وهو الوسطاء ما بين المزارع وتاجر التجزئة، على تقليل هامش ربحهم حتى تجاوز هذه الفترة.

وما بين سبب ولآخر لموجة ارتفاع الأسعار هذه، يبقى المواطنون من ذوي الدخل المحدود هم الضحية، وهم المجبرون على تحمل هذه التبعات وحدهم، فهم مخيرون ما بين الجوع أو تحويل أغلب دخلهم نحو توفير الطعام مع تعطيل باقي مستلزمات حياتهم اليومية الأخرى.