16.91°القدس
16.59°رام الله
16.08°الخليل
20.47°غزة
16.91° القدس
رام الله16.59°
الخليل16.08°
غزة20.47°
الإثنين 11 نوفمبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.75

مضايا.. أخت غزة واليرموك

وسام عفيفة
وسام عفيفة
وسام عفيفة

الموت جوعا في مضايا السورية يذكرنا المثل الشعبي: "اللي يشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته"، فنحن الفلسطينيون أكثر من يشعر بالمحاصرين في مدن وقرى سوريا، لأننا ذقنا مرارة الجريمة، لكن الله عافانا من الموت جوعا، بينما تشاركنا الموت تحت قصف الصواريخ والمدفعية.

 المشترك الآخر بيننا ظلم ذوي القربى، حيث المؤامرة والعار، هكذا تذوب الآلام بين غزة واليرموك ومضايا، لأننا كلنا شام والشام اليوم عنوان الوجع.

 كأني بالشاعر نزار قباني يرثو جراحنا، وهو يردد:
 يا شام يا شام ما في جعبتي طربٌ ** أستغفر الشعر أن يستجدي الطربا

 ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي ** حوافر الخيل عندنا داست الأدبا 

و حاصرتنا و آذتنا .. فلا قلمٌ** قال الحقيقة إلا اغتيل أو صُلبا 

يا من يعاتب مذبوحاً على دمه** و نزف شريانه .. ما أسهل العتبا 

من جرّب الكيّ لا ينسى مواجعه** ومن رأى السمّ لا يشقى كمن شربا

 ثم استأذن د. أسامة الأشقر لأنقل بعضا مما كتبه عن قصة الجليد والنار في مضايا: 

"هناك عند السفح الشرقي لجبال لبنان الشرقية تتبدَّى لك المدينة القديمة التي تترا بقايا أطلال الرومان فيها عند قلعة الديوان، ولا يفوتك أن تتربع عند قمة "الكرسي" عند الصخرة لترى هناك مقامَين لإنسانين يظن الناس بهما الصلاح، ولا يدرون مَن هما، فتلك قمة جبلية عسيرة لا يأتيها إلا راهبٌ متنسِّك فارّ من الناس منقطع عنهم تقترب منهما أشجار السنديانة الخضراء العريقة.

 ولو عرفتَ دروب مضايا جيداً فسترى هناك أنفاقها الجبلية المخفيّة، ومغاراتها الصغيرة التي يعرفها الناس، ويحكون لنا حكاياتها وأسرارها يوم كانت متعبَّداً أو ملجأً للثوار أو مفرّاً للصوص وقطّاع الطرق أو حاجز تفتيش عسكري قديم .

 لن تشعر بالعطش هناك فهناك عين مضايا أول البلدة، وعين الميسة، وعين الحداد وعين أمين وعين صالح... تنزّ من شقوق الصخر، تزداد تفجّراً كلما نزف الثلج الأبيض... 

مضايا قلعة حصينة تحفّها الجبال، وتمدّها الطبيعة التي خلقها الله بالماء والغذاء، حيث تجد فاكهة الشتاء والصيف، وتجد الألبان والأجبان ، واللحم الغض الطريّ والبناء الفاخر الذي يبسطه الأعيان والأغنياء ... 


مضايا الجميلة تحترق ابتساماتها اليوم، وتتخدّد وَجْناتُها الزهراء الجميلة، وتتلوّى على أضلاعها اليابسة جوعاً وحسرةً ومرضاً لتعلن نهاية الإنسان مجدداً ، كما أعلنه مخيم اليرموك من قبل." ! 

مضايا.. أخت غزة واليرموك.