تثبت الأيام عاماً بعد عام أن الإرادة الصلبة التي يتمتع بها أبناء الشعب الفلسطيني أقوى من إرادة العدو وإرهابه، وأن سموم الموت التي ينفثها الصهاينة عبر آلة الدمار والخراب ليخبتوا الحياة كلها، لم تكن لتنجح في كسر إرادة الشعب وثنيه عن مشوار نجاحه وصموده. ومن أبرز ملامح الصمود والتحدي، الطالبة كتائب صالح محمود التلاحمة، ابنة القائد القسامي الشهيد صالح التلاحمة من دورا الخليل والتي حصلت على المرتبة الرابعة على مستوى الوطن في الفرع العلمي بمعدل 99.3%، فاستطاعت تحويل محنتها إلى منحة تنير لها طريق الجد والاجتهاد نحو مستقبل مشرق. ففي مقابلة خاصة بـ "فلسطين الآن"، أبت كتائب إلا أن تبدأ حديثها بشكر الله تعالى على كرمه وتوفيقه لها بحصولها على معدل مميز، وعبرت عن فرحتها الغامرة وسعادتها بما أنجزت. وأوضحت المتفوقة أن والدتها بذلت مجهوداً استثنائياً وعوضتها عن فقدان والدها الشهيد، ووفرت لها كل ما يلزمها، فكانت والدتها وأختها وصديقتها وكل حياتها. وأهدت كتائب نجاحها لوالدها الشهيد أولاً، وللأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني بشكل خاص، متمنية أن تنفع الإسلام والمسلمين بنجاحها وتفوقها. وأوصت المتفوقة طلاب الثانوية العامة بذكر الله تعالى، والمداومة على طاعته، لأن التفوق والتميز يأتي بطاعة الله، كما دعتهم لعدم ضغط أنفسهم وإجهادها بالدراسة المتواصلة، وأخذ أقساط من الراحة للصفاء الذهني. وفي سياق متصل، هاتف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الطالبة التلاحمة وهنأها بالتفوق والنجاح، متمنياً لها حياة جامعية ملؤها التفوق والنجاح. يذكر أن والد كتائب هو الشهيد القائد القسامي صالح التلاحمة الذي ارتقى شهيداً في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني مع اثنين من إخوانه على أرض مدينة رام الله فجر الاثنين 1/12/2003م.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.