"لا يفل الحديد إلا الحديد" شعار ومبدأ طبقه "رجال الميكنة الزراعية" بوزارة الزراعة.. أعدادهم لا تتجاوز أصابع اليد، لكن إنجازاتهم رغم قلة إمكاناتهم، تتطلب سجلات وسجلات. وهناك، حيث منطقة السودانية بمخيم الشاطئ غرب غزة، تقع الورشة الميكانيكية لوزارة الزراعة، التي تعتبر الدعامة الرئيسية في تسيير حركتها، عبر إصلاح "السيارات، والجرارات، والآلات" التي تتبع لطواقمها والمزارعين أيضاً. انطلقت الورشة بقسم واحد يختص بأعمال صيانة خفيفة للآلات الزراعية باختلافها وبكادر فني صغير، لكن ما لبث وأن اتسعت رقعة عملها لتطال أقساماً جديدة، أشرف على إنشائها رجال ستة، بهمة جيش نظامي كامل. [title]ارتقت شيئاً فشيئاً[/title] يقول المهندس الفني "شاهر الريفي" مدير دائرة الميكنة الزراعية، إن ورشته انطلقت بقسم الصيانة الخفيفة لسيارات وآلات الوزراة، ثم ارتقت شيئاً فشيئاً لتضم الآن قسماً للسمكرة والدهان، وآخر للكهرباء والحدادة و"التشحيم"، والجديد قسم تصميم وتصنيع الآلات الزراعية. ويضيف: "قديماً كان علمنا يقتصر على تغيير زيوت وفلاتر وصيانة سطحية خفيفة، وما يتطلب عملاً وجهداً كبيراً كان يوجه للورشات الخارجية"، مستدركاً: "لكن سرعان ما اختلف الوضع بجهود فنيي الورشة، وأصبحت تستقبل ما بين 3-4 سيارات للوزارة يومياً باختلاف الأعطال صغيراً كان أم كبيرا". وأوضح أن إجمالي ما يتم إصلاحه بالورشة يتراوح بين 35-40 سيارة حكومية شهرياً، مع تجديد الإشارة إلى أن الكادر الفني بالورشة لا يتعدى الـ6 رجال. وأكد الريفي أن عمل طاقمه الفني لا يقتصر على فترة الدوام الحكومي، الذي ينتهي في تمام الساعة الثالثة مساءً؛ إنما يكون على مدار الـ24 ساعة، خاصة في حالات الطوارئ التي تمتد لساعات متأخرة من الليل. [title]تصميم وتصنيع[/title] ولأن البداية كانت صعبة، فإن المشوار بلا شك سيكون حافلاً بالمتاعب والانجازات أيضاً، مصداقاً للحكمة القائلة: "من يصبر يظفر"، فكان لدائرة الميكنة الزراعية ما تمنت –وإن كان متواضعاً بعض الشيء- فأنشأت قسم تصميم وتصنيع الآلات الزراعية، الذي حققت من خلاله نجاحاً مشهود له بالوزارة ودوائرها كافة. وكانت غُرة إنجازات الورشة، تصميم آلة "حفار العنب" التي ساهمت في التخفيف عن كاهل مزارعي العنب بغزة، وأيضاً آلة غربلة السماد العضوي. وما تعكف عليه الورشة حالياً –وفق الريفي- هو تصميم آلة لتعقيم التربة بالبخار، التي ستوفر على المزارعين عناء استخدام الأسمدة والمبيدات الزراعية، لتكون بذلك أول آلة صديقة للبيئة بغزة. وأكد الريفي أن الانتهاء من تصنيع وإصلاح الآلات الزراعية يساهم بشكل كبير في تقديم خدمات جمة للمزارعين الفلسطينيين، مشدداً على تواصل عمليات الصيانة والتصنيع بدائرة الميكنة رغم شح الإمكانات وقلة الكادر الفني. وبما أن الإنجاز ملموس وقائم لدى دائرة الميكنة الزراعية، فإن "الريفي" يطمع في تحسين وتطوير أداء الورشة، وزيادة الكادر الفني فيها، بما يتلائم وحجم الضغط الذي تواجهه، داعياً وزارة الزراعة لتوفير المستلزمات المطلوبة لتطويرها والكادر الفني، خاصة مع التطور التكنولوجي للسيارات والآلات الزراعية. وختاماً؛ عبر "الريفي" عن رضاه التام بأداء دائرة الميكنة الزراعية، مؤكداً أن الطاقم الفني خاصته والدائرة بأكملها رهن إشارة وزارة الزراعة. مصطلح "الميكنة الزراعية" -لمن لا يعرفه- يطلق على الآلات التي استحدثها الإنسان لتطوير النشاط الزراعي، التي ظهرت بظهور المحرك البخاري في ظل الثورة الصناعية وتطورت بعد ذلك الأجيال المتتالية لتدار بمحرك الديزل والجازولين. وقد وفرت الوقت والجهد المبذول في الزراعة، وأمكن زيادة مساحة الرقعة الزراعية؛ بغرض تلبية الاحتياجات البشرية المتزايدة من المحاصيل الغذائية والتجارية.