هو أحد سبعةُ أقمارٍ أعارتهم جنَّة السماء للأرضِ برهةً، ثم استردَّتهم شهداءَ طاهرين ولجنة الفردوسِ عاشقين، وهو أحد سبعة أبطال، فقدت وحدة الأنفاق في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الاتصال بهم أثناء تأدية واجبهم الجهادي.
إنه الشهيد القسامي المجاهد جعفر علاء محمد هاشم حمادة، والذي ولد في التاسع عشر من شهر اغسطس في عام ألف وتسعمائة وثلاث وتسعون للميلاد، في بيت متواضع بمنطقة التفاح شرق مدينة غزة.
"فلسطين الآن" هاتفت عائلة الشهيد جعفر حمادة، والذي لم يمضِ على زفافه سوى شهرين، معبرةً عن رضاها بقضاء الله وقدره إلا أن نبأ استشهاده ولدهم كان عليهم كالقاضية.
لم يتمالك يوسف الأخ الأصغر للشهيد جعفر نفسه من البكاء على فراق أخيه، مؤكدًا أن الشهيد جعفر رحمه الله نال الذي تمناه وأن الشهادة في سبيل الله كانت مراده ومبتغاه.
وأشار يوسف، إلى أن أخاه جعفر التزم المساجد منذ صغره وأنه تربى في مسجد سيدنا إبراهيم، على موائد القرآن حتى أصبح فيه محفظًا وتخرج منه مجاهدًا.
أما والد جعفر، فلم يستبعد أن يسمع خبر استشهاد ولده، قائلًا: "كنت كلما أنظر إليه أراه شهيدًا حتى في يوم زفافه لم أره عريسًا بل رأيته شهيدًا".
وأضاف، "رحمه الله كم كان يحاول أن يحصل على رضاي، ساعدني في مهنة النجارة، وهو يعمل في الأنفاق سراً، في البداية لم يشعرني لكنني بعد أن كشفت الأمر تركته وكنت دائما ما أقول له اذهب استودعتك عند ربي فهو لا يضيع ودائع عباده، وها أنا أقول سيجمعني به ربي عما قريب".
واستدرك في حديثه، "لا ولن أندم على فراقه فهو الذي اختار طريقه وهذا هو أمله فلن أندم على استشهاده وقد حقق مراده في هذه الحياة".
ولم نستطع أن نهاتف زوجة الشهيد جعفر ووالدته فصوت بكائهما وعليلهما، كانا أقوى من أي تعبير.