لا يمكن للكلمات والعبارات أن تصف الحالة الرياضية للمنطقة الوسطى التي تفتقر لأدني مقومات الرياضة، بعدم وجود الملاعب التدريبية والرئيسية فيها، فعادت أزمة الملاعب في المنطقة الوسطى لتطل برأسها من جديد، حارمة فرق الممتازة والأولي والثانية التابعة للمنطقة من لعب المباريات البيتية عليها نظرا لقلة وجود الملاعب الرئيسية والتدريبية للفرق.
تعاني فرق المنطقة الوسطى من تدني في المستوى وعدم تقديم الأداء المطلوب منها في المباريات الرسمية أصبح يرهق مشجعيها ، فالوسطى التي كانت تعتبر نداً قويا لفرق القطاع على مستوى درجاته، نراها فريسة سهلة لأي فريق نظراً لعدم وجود الملاعب.
تدني مستوى الفرق
فهل يكون تدني مستوى فرق المنطقة الوسطي يعود إلي تقصير اللاعبين في المباريات؟، أو إلى عدم وجود الملاعب في المنطقة التي تؤثر تأثيرا كبيرا على مستوى الفرق نظراً لأهميتها في التدريب والتحضير للمباريات.
فعدم وجود الملاعب في المنطقة الوسطى أثر تأثيرا كبيرا علي فرق خدمات البريج وخدمات النصيرات الموسم الماضي، حيث اضطر الفريقين للعب جميع مباريتهما البيتية خارج أرضهم لعدم جاهزية ملعب الشهيد محمد الدرة الملعب الوحيد في المنطقة الوسطي لاستقبال المباريات، ما جعل الفريقين يغادرون دوري الدرجة الممتازة.
خدمات المغازي لم تكن حالته أفضل من حالة فريقي البريج والنصيرات، فبالرغم من لعبه على ملعب الشهيد محمد الدرة الذي يصلح لأن يكون مضماراً لسباق الخيول، إلا أن يحتل الترتيب الأخير في الدوري.
أسباب عديدة
أسباب كثيرة جعلت المنطقة الوسطي تفتقر إلي المنشات الرياضية والملاعب الخاصة بالأندية التي يصل عددها إلى أكثر من 22 ناديا في منطقة صغيرة لا تحتمل أن يكون فيها 10 أندية.
وقال القائم بأعمال رئيس بلدية البريج محمود عيسي، أن المشاكل الرياضية التي تعاني منها المنطقة الوسطي لا تكمن فقط في افتقارها للملاعب، بل في تدني اهتمام الأندية بفرقها مما أدي إلى تراجع مستوي الفرق الرياضية في المنطقة الوسطى بشكل عام والبريج بشكل خاص.
وأوضح عيسي بأن مخيم البريج يعتبر من أفضل المخيمات رياضيا، خاصة أنه البطل الأول في لعبة كرة السلة، الأمر الذي أدى إلى تجاهل المنظومة الرياضية في البريج للعبة كرة القدم.
وكشف بأن البلدية حاولت أكثر من مرة دعم الرياضة في مخيم البريج، من خلال تقديم بعض المشاريع الصغيرة للأندية في المخيم خاصة خدمات البريج.
وأشار عيسي بأن البلدية تعاني من نقص في الأراضي في مخيم البريج، مما دفعها لعدم الاهتمام الكبير في توفير أي ملعب رئيس أو تدريبي لأندية المخيم.
ووعد بالعمل على توفير قطعة أرض لصالح أندية المخيم من أجل إنشاء ملعب خاص بالمخيم.
إهمال أبناء النادي
من جانبه، أرجع رئيس بلدية النصيرات محمد أبو شكيان تراجع مستوى الفرق في مخيم النصيرات، إلى النواحي الإدارية وفقدان الملاعب الخاصة بالتدريب وعقلية اللاعبين والجمهور.
وقال أبو شكيان إن اهتمام الأندية بشراء اللاعبين من خارج المخيم والاعتماد عليهم أثر على مستوي الفرق، طالباً من أندية مخيمه الاعتماد علي الفئات العمرية الصغيرة من أجل بناء جيل قوي قادر علي المنافسة على البطولات في المستقبل.
وأثار قضية الحزبية في الأندية بمخيم النصيرات، حيث باتت الأندية تعتمد في فكرها على الفئوية والحزبية، الأمر الذي أدى إلى تراجع الفكر الرياضي لدى الإدارات الموجودة في المخيم.
وأشار أبو شكيان بأن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كان له الدور الكبير في تراجع الرياضة في المنطقة الوسطى وقطاع غزة، بعدم منحه الملاعب للأندية وتطوير البنية التحتية في الضفة الغربية التي أصبحت ممتلئة بالملاعب.
وأوضح أبو شكيان بأن بلديته تعمل جاهدة علي إيجاد ملاعب أخرى لمخيم النصيرات خلافاً عن ملعبها البلدي، الذي تستفيد منه أغلب أندية المنطقة الوسطى.
وطالب المؤسسات الحكومية والشخصيات الرياضية، دعم صندوق البلديات من أجل توفير أراضي لإقامة الملاعب عليها من أجل تطور الرياضة في المنطقة الوسطى.
وناشد أبو شكيان السيد عبد السلام هنية لدعم مشروع إقامة مدرجات لملعب النصيرات البلدي، وتحويل الملعب من عشب طبيعي إلى عشب صناعي خاصة بأن الملعب بدأ بالتلف نظرا لكثرة إقامة المباريات عليه.
كثرة الأندية
بدوره قال محافظ المنطقة الوسطى فؤاد أبو بطيحان بأن ندرة الملاعب الرياضية في المنطقة الوسطى تعود إلي قرارات وزارة الشباب والرياضة في عدم تخصيص أراضي إلى أهل المنطقة الوسطى لإقامة ملاعب عليه.
وأشار أبو بطيحان بأن وجود الأندية بهذا العدد في المنطقة الوسطى، أثر سلبا على الأوضاع الرياضية في المحافظة التي تتطلع نحو حجز مكان لها في دوري الدرجة الممتازة في المواسم المقبلة.
وأوضح أن القائمين علي الرياضة في المنطقة الوسطى، بعضهم لا يصلح لقيادة هذه المنظومة، التي تعتبر من أهم المنظومات في قطاع غزة.
وكشف أبو بطيحان بأن المنطقة الوسطى تستطيع الخروج من أزمة عدم وجود الملاعب لديها، بتقديم طلبات إلى البلديات ووزارة الشباب والرياضة، لتخصيص أراضي لإنشاء الملاعب التدريبية والرئيسة عليها.
ويبقى السؤال، متى سترى المنطقة الوسطى ملاعب جديدة للتدريب وأخرى للمباريات؟، ومتى سيكون لكل نادٍ ملعب؟ فالملاعب هي شريان الحياة وبدونها لن تكون رياضة...