13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.82°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.82°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

على طول الحدود

تقرير: نيران الاحتلال المنغص اليومي للمزارعين ورعاة الأغنام

008b3392a5c593063c42ea14e376c54a
008b3392a5c593063c42ea14e376c54a
خاص - فلسطين الآن

في مسلسل جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمر واعتداءاته على المواطنين في مصدر عيشهم وقوت رزقهم ، أصبح المزارعون وصائدو العصافير ورعاة الأغنام هم الهدف اليومي للاحتلال الإسرائيلي ونيرانه المتكررة شرق قطاع غزة، والتي تنغص عليهم حياتهم وأوقات كدّ كسبهم، وهكذا الحال مع صيادي الأسماك في عرض البحر غربًا.

على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة تطلق أبراج الاحتلال العسكرية نيرانها صوب المواطنين في مختلف المناطق، تارة في محيط موقع صوفا العسكري شرق محافظة رفح أو قرب بوابة أبو ريدة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة ، وتارة أخرى تطلق النار من موقع الإرسال شرق بلدة بيت حانون، في اعتداءات مستمرة ويومية.

ينتظر المزارعون ورعاة الأغنام وصيادو العصافير أن تكشف الشمس عن ستارها بعد حجبت أشعتها غيوم المنخفضات والأيام الماطرة التي تصاحبها؛ لينطلقوا بحثًا عن رزقهم في المساحات الواسعة الخضراء الجميلة شرقي قطاع غزة، إلا أن الاحتلال يحول تلك الصورة الجميلة إلى حياة قاتمة.

صائدو العصافير في المرمى

بات صيد العصافير مصدر رزق لكثير من الصيادين بعد أن كانت هواية يمارسونها لملئ أوقات فراغهم، فيخرجون خصوصًا بعد انتهاء الأيام الماطرة إلى المناطق الشرقية لقطاع غزة لا سيما المفتوحة والزراعية؛ لممارسة تلك الهواية وجلب قوت عيشهم.

أحد صيادي العصافير محمد النجار (22عاما) الذي تحول صيد العصافير عنده من هواية يحبها إلى مصدر رزق جيد يسد حياته منه ، قال خلال حديثه لوكالة "فلسطين الآن": "لا يحلو للجيبات العسكرية الإسرائيلية إلا التمركز أمامنا، وإطلاق النار علينا أو حوالينا، وليس أمامنا في هذه اللحظات إلا الهرب ونترك شباكنا وطيورنا".

وأضاف: "ما يدفعنا للمنطقة الحدودية هو أن الصيد فيها وفير، على عكس المناطق الداخلية المزدحمة بالسكان، لكن الاحتلال ينغص علينا تلك اللحظات الجميلة ويحولها إلى جحيم ونار".

وأوضح أنه وقرابة ثلاثون صيادا معه ، ينتظرون تنحي المنخفض الجوي وبزوغ الشمس، حتى يمارسوا هوايتهم في صيد العصافير في المناطق المفتوحة شرق القطاع وتحديدا شرق بلدة خزاعة قرب بوابة أبو ريدة، منوهًا إلى أن طير "الحسون" و"الخدر" هو ما تنتظره شباكهم في هذا الموسم.

وينتهج الاحتلال من خلال هذه الممارسات ومثلها الكثير، سياسة استهداف كل شيء متحرك قرب السياج الفاصل بين أراضي القطاع والأراضي المحتلة عام 1948؛ليجعلها منطقة مغلقة أمنيا، في حين تعتبر السلة الغذائية لسكان القطاع ومصدر رزق لمئات العوائل الغزية في ظل الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

المزارعون على خط النار

يتشبث المزارعون بأرضهم ويحرثونها ويزرعونها، رغم الخطر المحدق بهم من الأبراج العسكرية التي تلاحقهم نيرانها في كل وقت وحين، ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والخسائر التي يتكبدونها جراء المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.

الشاب بلال أبو طعيمة طالب جامعي، يخرج مع والده لزراعة أحد عشر دونما من الأرض وفلاحتها في منطقة السناطي شرق محافظة خانيونس، بمزروعات للسوق المحلي مثل السبانخ والجرجير والبازيلاء والقمح.

وقال أبو طعيمة في حديثه لوكالة "فلسطين الآن":" أن تمارس مهنة الزراعة قرب الحدود وفي أرضك، فأنت على خط النار حتى لو كنت لا تحمل السلاح"، موضحًا أن: "عملهم هناك بمثابة لعبة "فر وكر" مع الاحتلال".

وأشار إلى أن الاحتلال يملك المناظير ويمكنه كشف كل شيء في تلك المنطقة، ويعرف المزارعين من غيرهم، لكنه رغم ذلك يتعمد إفزاعهم ومضايقتهم بشكل شبه اليومي.

وتابع أبو طعيمة: "لا نملك في تلك اللحظات -إطلاق النار- إلا أن نترك كل ما في أيدينا ونتراجع هربا من النار والموت"، مؤكدًا أنهم يصرون على العودة لعملهم بعد انتهاء إطلاق النار ويتحدون آلة حرب الاحتلال، مشيرًا في ذات الوقت أن الزراعة مهنتهم الأساسية في مواجهة الحياة وتعد مصدر رزق لعشرات العائلات.

ونوه إلى أن معظم الاستهدافات تكون في وضح النهار، ناهيك عن أنه محرم على أي شيء التحرك في ساعات الليل وإلا فالرصاص الحي والمباشر ينطلق نحوه دون تردد.

رعاة الأغنام كذلك الذين انحبست أغنامهم عن الرعي طيلة أيام المنخفض، يخرجون إلى تلك المناطق لتأكل أغنامهم من حشائش الأرض وعشبها الرغيد؛ لكن الاحتلال أضفى على صورتهم الجميلة ألوانا قاتمة، بإطلاقه النار عليهم بشكل مباشر وغير مباشر.