13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.82°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.82°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

بالفيديو: "النشار" منشد واعد ينصر انتفاضة القدس‎

12675147_1733733143522715_1868856829_o
12675147_1733733143522715_1868856829_o
رفح - محمد كمال

على ورقة يسيل مداد القلم، وتتكلم لغة الحروف، ليبوح الصوت بها ويُعلي كلماتها تعبيرًا عن خلجات النفس المتأثرة بمشاهد الظلم والقهر الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا الفلسطيني، والمناصرة لكل شابٍ مقاومٍ بسلاحه البسيط بحجمه القويّ بإرادته، في تجسيد شكل آخر من أشكال المقاومة بالكلمة والأنشودة والصورة.

الشاب أسامة النشار منشد واعد من قطاع غزة ينصر بكلماته وأناشيده قضايا شعبه وينصر حقوقه المسلوبة، وهذا التقرير الذي أعده مراسل "فلسطين الآن" يسلط الضوء على موهبته في كتابة الكلمات الإنشادية وإنشادها وتفعيلها في دعم قضايا شعبه المختلفة خصوصًا انتفاضة القدس القائمة.

بداية الموهبة

بدأ المنشد أسامة عيسى النشار( 18 عامًا) مسيرته الإنشادية في مرحلته الإعدادية، واكتشفها من خلال مشاركته في مخيم تابع لجمعية براءة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة حيث يسكن، واعتمدته الجمعية كمنشد لها في كل فعالياتها بعدما أعجبهم صوته.

وخلال حديثه لـ"لفلسطين الآن" قال النشار: "بدأ الاهتمام من أهلي فكانوا يدعمونني ماديًا ومعنويًا، وتشجعت من بعدها فأصبحت أشارك في المسابقات المدرسية ومسابقات الكتلة الإسلامية، وأصبحت أنشد في المدرسة والمسجد وشاركت في العديد من المسابقات ومما شجعني أني كنت أحوز على المرتبة الأولى والثانية".

كان لانتقال النشار مع عائلته من حي لآخر سببًا لانقطاعه عن الإنشاد لعامين، وأوضح أنه استأنف مسيرته حال إقامة مسجد حيه لمسابقة إنشادية على مستوى المساجد فانتهز الفرصة وشارك وحصل على مرتبة عالية في المسجد.

وتابع بقوله:"من بعدها بدأت أنشد في المسجد وتشجعت وشاركت في العديد من المسابقات وكان هذا في بداية المرحلة الثانوية، وفي هذه المرحلة بدأ يتحسن صوتي وبدأت أطور منه ولكن لا يوجد أي جهات تهتم وتدعم الصوت وكل ما أفعله كان مجهودًا شخصيًا".

لم يكتفِ النشار بالإنشاد، بل استغل موهبته الصوتية في القرآن الكريم، وشارك في مسابقات للأصوات الندية في تلاوته وحصل على المراتب الأولى فيها، وقال: "تفاجأت في رمضان من الاتصالات التي كانت تأتيني للإمامة في المساجد، وعندما رأيت إعجاب الناس بي في الإمامة بشكل كبير أنهيت دورة تأهيلية ودورة عليا في أحكام القرآن الكريم".

أبدع المنشد النشار بصوته في عدة مجالات، وتميز في الإنشاد وإلقاء الشعر وتلاوة القرآن وتقديم الحفلات، وزاد تميزه كتابته للكلمات الإنشادية.

كتابة ومواقف مؤثرة

"أعز الصحاب"، كانت أول أنشودة يكتب النشار كلماتها بنفسه ويسجلها في أستوديو، حيث كتبها متأثرًا بفقد صديقيه الشهيدين عبد الرحمن الزاملي ويحيى لافي الذين ارتقيا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014م.

ويروي بقوله: "أكثر المواقف التي أثرت في مسيرتي الإنشادية وكانت فاتحة لبداية تسجيلي في أستوديو فقدي  لصديقين من أقرب الناس على قلبي وتفكيري المتواصل بهم، وشعوري بألم كبير على فقدهم"، وضمنها كلمات لشقيقه الأكبر الشهيد علي عيسى النشار، وهو نجل أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس السبعة المؤسس عيسى النشار.

مضيفًا:"تفاجأت أن كتابتي أعجبت كثير من الناس مما شجعني على المتابعة، وكنت من الإعدادية أحب التعبير والكتابة ولكني لم أحاول كتابة الأناشيد إلا في الثانوية العامة، وقمت بعدها بكتابة أنشودة أخرى وتسجيلها وكانت بعنوان "عظم الوداع".

وعبر النشار أنه "أحب الأناشيد الإسلامية والروحانية، وأكثر الأناشيد التي تجذبني هي الأناشيد الحزينة لأننا عندما ننظر حولنا لا نرى إلا الألم والقتل وفقد الأهل وفقد الأحباب، فأكثر كتابتي عن هذا اللون وفي هذا الإطار".

كليب الضفة

"اطعن يا ابن الضفة قاوم، وادعس في قدميك الظالم، لا ترضى أبدًا بهوان، قطع مزق هيا ملاحم"، بهذه الكلمات بدأ النشار أنشودته نصرة لانتفاضة القدس، وقال:"لم يكن في الحسبان هذا الكليب ولكن بعد مشاهدتي لإطلاق النار على هديل الهشلمون وبيان عسلية والجرائم المتتالية تجمعت في حنجرتي كل معاني القهر على بني صهيون فكأنها أختي أو أمي تلك التي ارتقت".

وتابع:"مشاهد صعبة، فأمسكت القلم عصرآ وانتهيت من كتابتها بعد المغرب، وعرضت الكلمات على صديق يساعدني في كتابتي فأعجبته الكلمات وشجعني، وكانت كلماتي ممزوجة بكل ألوان القهر والغضب على أعداء الأمة وعلى ما يفعلونه من جرائم".

واعتبر أنها"لم تكن منظمة حسب المطلوب ولكن والله من قهري استعجلت وأردت أن تخرج في حمو الوطيس وتعبيرا وتحريضا على ما يقوم به هؤلاء الصهاينة الجبناء"، مشيرًا أن والداه كان مساعده لإنتاج الكليب، منوهًا أنه لو كان هناك دعم واهتمام لأخرجنا شي أفضل.

وكانت الكتلة الإسلامية برفح من الداعمين له في تصميم ومونتاج الكليب، وقال:"سجلتها على عجالة بسبب حرصي على أن يكون لي بصمة، لكن كم هو مؤلم ومخجل أن تقاوم بصوتك أمام أولئك الأبطال الذين يقاومون بأرواحهم".

وأوضح النشار أنه تعرض لعدة مخاطر في تصوير الكليب عند ذهابه مع مجموعة من المصورين إلى عدة أماكن وكانت خطرة ومنها حدود الشجاعية ورفح والبريج، وكانت الأجواء صعبة بسبب مسيل الدموع الذي كان يلقيه الاحتلال علينا بشكل كثيف، وإطلاق النار على المتظاهرين في حال تقدمهم، وقال:"مع هذا استطعنا أن نخرج هذا الكليب رغم الصعوبات التي واجهتنا بفضل الله".

وأضاف:"وبعد كل هذا العناء قامت إدارة الفيسبوك بحذف الأنشودة بذريعة أنها لا تتناسب مع معايير فيس بوك وتم حذفها من اليوتيوب، ولكن طريق الحق صعب يجب أن نسير فيه وأن نخوضه وأن نظهر للعالم مدى جرائم الاحتلال البشعة في حق شعبنا الفلسطيني".

طموح وآمال

وعبر المنشد الشاب الواعد عن هدفه الأسمى هو "أن أدافع عن قضيتي وعن ديني وأن أنشد وأكتب كلماتي فيها، وإيصال صوتي وتنمية موهبتي ودعمها فكل شخص موهوب في غزة في أي مجال فني يطمح إلى إيصال موهبته إلى العالم فله الحق في أن تصل موهبته وإن يجد الفرصة في إخراج ما عنده من موهبة ودعمها وتنميتها".

واعتبر أن الجهد الشخصي لا يكفي ويحتاج الإنسان دائمًا إلى جهة ذات خبرة لكي تحتضن وتدعم طموحه، متمنيًا أن يجد فرصته في الانطلاق وتنمية موهبته.

وكشف النشار أن أنشودته القادمة بعنوان "معاناة أسير"، وهي تجسد ما يحصل للأسير من ظلم بشتى أنواع العذاب في السجون الإسرائيلية وفي السجون المصرية، مشيرًا أن أكثر ما شده للكتابة هو حال الأسرى الذين أبعدوا عن أهلهم وبلادهم وشوق الأهل إلى لقائهم.

وأضاف: "مما شدني أكثر هو الأسرى الأربعة الذين اختطفوا في مصر ومنهم ياسر زنون مثال للشاب الخلوق فهو يسكن بجانبنا وكم آلمنا فقده وكم أحزن وأتألم عند رؤية حال أهله وأصحابه".