29.45°القدس
29.21°رام الله
28.3°الخليل
32.16°غزة
29.45° القدس
رام الله29.21°
الخليل28.3°
غزة32.16°
السبت 02 اغسطس 2025
4.51جنيه إسترليني
4.81دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.93يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.81
جنيه مصري0.07
يورو3.93
دولار أمريكي3.41

#أعيدوا_المختطفين

نصف عام وماريّا وإسلام يتجرعان الآلام

12714251_10203973424096143_889652788_n
12714251_10203973424096143_889652788_n
غزة - فلسطين الآن

نهارها كليلها قاتم السّواد، وحزن يملأ القلب الصغير، وعذابات تلامس أفكارها البريئة، فما عاد الأب يمسح على رأسها، يقبّلها صباحًا ومساءً، وما عاد يضمها إلى صدره بكل حنانٍ ورفق، مستبشرًا بها وبأخيها الذي يكبرها بثلاثة أعوام، ذهبتْ ابتسامات الأيام، وبدأت حكاية مزيج بين الألم والغربة والحسرة والحنين.

"مارية" التي تبلغ عامين، تخفي في فؤادها الكثير من الحب والشوق، رغم قصر ذاكرتها، فتحمل وردة وتنتظر أباها قرب باب منزلهم، وتستيقظ في ليلها، كأن الرعب قد تملكها، صارخة "بابا.. بابا.. بابا"، فتحتضنها الأمّ مخففة عنها مصابهم الجلل الذي ألمَ بعائلة المختطف "عبد الدايم أبو لبدة".

177 يومًا مرّت على اختطافِ أربعة شبان فلسطينيين من حافلة الترحيلات التي كانت تسير من معبر رفح صوب مطار القاهرة الدولي، وقد وجه أهالي المختطفين رسائل عديدة للجهات المعنيّة كافة، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم والإفراج عنهم في أقرب وقت.

عيونها الجريحة، تناشد العالم أجمع، للضغط على السلطاتِ المصرية، والكشف عن مصير أبيها، وثلاثة من أصدقائه، اختطفوا ظلمًا وعدوانًا، وقد سرقوا البسمة من على شفاه العائلة جمعاء، فوالدة عبد الدايم، ما زالت دموعها العنوان لبداية كل يومٍ جديد، والأب في حيرة ولوعة، والزوجة في عذابِ الفراق والغياب.

غياب يشتد معه الألم

الحال لا يختلف كثيرًا عن شقيقها الطفل "إسلام" الذي يبلغ من السنوات خمسًا، وينتظر بالساعات الطوال على شرفة نافذة المنزل، وهو يشدو لوالده، بالحب والأمل، طالبًا منه أن يعود إليهم عاجلًا.

يداعب الألوان بيديه الصغيرتين الناعمتين، يرسمُ سجنًا يخرج منه والده، رافع الرأس يلوح بيده، بأني قد عدّت إليك يا بني، عدت لألاعبك، أمسح دموعك، أجفف بحار أحزانك، وأحضنك بكل قوةٍ بعد غياب الأيام الطويلة.

فتقاعس السلطات المصريّة، في الكشف عن مصير والد الطفلين وإخوانه الثلاثة، قد طعن الطفلين بخنجرٍ مسمومٍ، بحجم البعد ومعاناة العائلة، التي باتت لا تنام الليل، ولا ترتاح النّهار، منتظرة عودة ابنها إلى أحضانها من جديدٍ.

قتلوا طفولتهم

قتلوا الطفولة بعدما استباحوا حريّة المسافرين، خطفوهم بلا أدنى رحمة، اقتادوهم من باصات الترحيلات، إلى المجهول، دون إبداء أي معلومات تتعلق بهم، أو تخفف عن أهلهم، أو تطمئن أطفالهم الصغّار، الذين باتوا يعيشون حياة صعبة، بسبب غياب والدهم عنهم.

وما زالت صرخاتُ الأطفالِ، وآهات النساء، ولوعة الآباء مستمرة، منذ اللحظة الأولى، التي اختطف فيها المجرمون الشبان الأربعة، من أراضي جمهورية مصر العربية.

وتبقـى الأسئلة الكثيرة، التي تراود عوائل وزوجات وأبناء المختطفين، متى سيكشف عن مصير أبنائهم المختطفين ويعودون إلى أهلهم سالمين غانمين، وإلى متى سيبقى الصمت العربي والدولي تجاه الاعتداء السافر على أبنائهم أثناء سفرهم بشرعية تامة وفقًا للقوانين الدولية المعمول بها في كل الدنيا؟