20°القدس
19.69°رام الله
18.86°الخليل
23.55°غزة
20° القدس
رام الله19.69°
الخليل18.86°
غزة23.55°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

تقارير "فلسطين الآن"

قادة القسام بالوسطى.. جاهدوا حتى احتضنهم فبراير شهداء

490468373
490468373
الوسطى - مراسلنا

هم كذلك شهداء كتائب الشهيد عز الدين القسام، يرفضون الخضوع أو الخنوع، ويصرون على أن يبقوا دوما في مقدمة الصفوف، لا يهابون الأعداء، ولا يكترثون بالموت، لأنهم علموا علم اليقين أن الإقدام لا يقدم أجلا، وأن التخاذل لا يؤخر أجلا.

فكان قادة القسام دوما الأوائل في صفوف الجهاد والاستشهاد، كما كانوا دوما الأوائل في ميادين الدعوة والإعداد، فعملوا واجتهدوا وتقدموا الصفوف وضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يصل جيش القسام إلى ما هو عليه الآن.

القادة الشهداء القساميين محمود مطلق عيسى، ورياض أبو زيد، وعبد الناصر أبو شوقة، عاشوا معا في دعوة الإخوان، وجاهدوا المحتل سويا في ساحات الوغى، وتقدموا الصفوف دون خوف أو تردد، وجهزوا مئات مجاهدي القسام بالمحافظة الوسطى لقطاع غزة، فعاجلت الشهادة محمود، وتبعه رياض، فصمم عبد الناصر على اللحاق به، فلم يمض عام إلا وتعانقت الأرواح بالاستشهاد بعدما تعانق الأجساد بالحياة.

قساميو البريج

حاز مخيم البريج وسط القطاع على شرف احتضان عدد كبير من قادة القسام، فكان منهم كوكبة كبيرة من القادة الشهداء، وهم: الدكتور إبراهيم المقادمة والقائد محمود عيسى قائد القسام بالمنطقة الوسطى والجنوبية والقائد عبد الله عقل والقائد رياض أبو زيد والقائد عبد الناصر أبو شوقة قائد القسام بالوسطى، والقائد المهندس ياسر طه وغيرهم من قادة وشهداء القسام الذين حازوا شرف الجهاد ومقارعة المحتل حتى ارتقائهم شهداء.

رحلت أجساد هؤلاء القادة الكبار؛ لكن أعمالهم وبطولاتهم لا زالت حاضرة في خاصرة الوطن الفلسطيني السليب، كيف لا وهم من كتب الله على أيديهم شرف تأسيس جيش القسام بالمنطقة الوسطى، وما ثمار اليوم إلا نتاجا لحصاد الأمس الذي رسموه بدمائهم الزكية الطاهرة.

ثبات رغم الاعتقال

على الرغم من الاعتقالات المتكررة التي تعرض لها هؤلاء القادة إلا أنهم ظلوا ثابتين على طريق الجهاد والمقاومة، حيث أن لكل بطل منهم سجل حافل مع الاعتقالات، فاعتقل شهيدنا أبو زيد مرتين في سجون الاحتلال وثالثة في سجون السلطة على خلفية الانتماء لحماس.

أما شهيدنا أبو شوقة فقد اعتقل ثلاث مرات في سجون الاحتلال ورابعة في سجون السلطة على ذات السبب الذي اعتقل فيه أبو شوقة، وعلى ذات الدرب اعتقل القائد محمود مطلق عيسى مرتين في سجون الاحتلال وثالثة في سجون السلطة ضمن حملتها للقضاء على المقاومة، في إطار تطبيق اتفاقية أوسلو المنبوذة.

جدير بالذكر أن جميع هذه الاعتقالات كانت عبارة عن سنوات عديدة قضاها قادة القسام خلف قضبان المحتل والسلطة على حد سواء، غير أنهم لم يبدلوا أو يحيدوا عن الطريق الذي رحل عليه السابقون، وورثوه من الشهداء الخالدون.

أبطال الانتفاضتين

ليس بالغريب على من باع نفسه لله أن تكون له حكايات عز وبطولات تخطت كل الحدود، فكانوا رحمهم الله شعلة بالانتفاضة الأولى عام 1987، وقادة الانتفاضة الثانية عام 2000، والتي توجت بتطهير قطاع غزة من المحتل الغاصب.

تجمع القادة عيسى وأبو زيد وأبو شوقة على حب الجهاد والاستشهاد، فكان لهم شرف الرباط على الثغور، والتصدي للاجتياحات الإسرائيلية المتكررة آنذاك، بل تعدى الأمر أكثر من ذلك، فكان لهم دور كبير في الإشراف على عدد من العمليات الاستشهادية، والتي آلمت المحتل، وتسببت له في خسائر كبيرة.

رحيل متتابع

فجعت المحافظة الوسطى لقطاع غزة خلال أعوام 2002، 2003 و 2004 باستشهاد عدد كبير من قادة القسام بالمحافظة، فكان الرحيل الأول لقائد القسام بالوسط والجنوب محمود عيسى بتاريخ 20-2-2002 أثناء قيامه بإعداد كمين محكم للاحتلال شرق المغازي.

لم يمض عام على استشهاد أبو مصعب حتى لحق به القائد رياض أبو زيد بتاريخ 17/2/2003 أثناء توجهه للمشاركة في تشييع جثامين ستة من فرسان القسام كانوا قد اغتيلوا في غزة.

وما هو إلا عام واحد أيضا حتى لحق الفارس الثالث برفاق دربه فارتقى القائد عبد الناصر أبو شوقة 5/2/2004 بعد عملية اغتيال جبانة نفذها الاحتلال بحقه بمخيم البريج، ليمثل شهر فبراير خلال تلك الأعوام شهر تضحيات القادة الكبار الذي أكدوا أنهم قبل الجند في كل الميادين، ورسموا بدمائهم خريطة تحرير الوطن السليب، وما تحرير غزة إلا عاجل بشريات تضحياتهم، وكرامات من لا يزالوا على عهد السابقين، لم يبدلوا بل جددوا عهدهم "إنا على لقاء قريب".