13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

مناشدات بفتحه يوميًا

تقرير: معبر رفح.. معاناة وألم شعب بأكمله

094e712ef6b8647cf19df2277ed2a12a
094e712ef6b8647cf19df2277ed2a12a
رفح - مراسلنا

يتكرر المشهد كل مرة على بوابات المعاناة والانتظار داخل معبر رفح البري، وعلى مدار سنوات طويلة من الحصار على قطاع غزة تتجدد ذات تعبيرات الألم المرسومة على الوجوه، وهي نفسها كلمات الوجع بمناشداتها بلا حلٍّ نهائي يريح المواطن الغزي المخنوق من كل الجهات.

توافد المسافرون إلى معبر رفح البري جنوب قطاع غزة بعد أن تكدسوا في صالة أبو يوسف النجار في خانيونس، يتفاوتون في فترات انتظارهم الطويلة ويختلفون في أسباب المعاناة التي يكابدونها بين مريض زادت أوجاعه، وصاحب إقامة انتهت أو شارفت على الانتهاء يقلقه مصير عمله ومستقبل حياته، وآخر تأخر في دراسته لعامٍ أو عامين وثانٍ يحمل جوازًا أجنبيًا.

ضجت صالة انتظار المسافرين أبو يوسف النجار بالآلاف منهم، تتعالى صرخاتهم عسى أحدهم ينال أبسط حقوق حياته في التنقل للعلاج أو للتعليم أو للعمل، وتصغي آذانهم بكل ترقب إلى مسجل الصوت الذي ينادي على الأسماء المدرجة في قوائم السفر لتصعد إلى حافلاتها.

مشاهد المعاناة

المسافرة الحاجة أم محمود التي تعزم مغادرة القطاع إلى مصر للعلاج وتحمل إقامة انتهت قبل عدة أيام كما أفادت لـ"فلسطين الآن"، وأوضحت أنها تنتظر منذ ساعات الفجر الأولى حيث مكانها في الحافلة التاسعة، متمنية أن "يفتح المعبر طول العمر لأهالي قطاع غزة".

وقالت:" طالما أنه يوجد إنسان واحد في قطاع غزة لازم يكون معبر رفح مفتوح باستمرار، لأن الناس ليس لها منفذ أو طريق، وليس لنا طيران أو بحر نخرج منه ونستغني عن المعبر لا يوجد غير هذا المنفذ الوحيد".

وتساءلت:"ليش يتسكر، ليش كان زمان مفتوح 24 ساعة وفي الليل نحمل حقائبنا ونسافر بدون عذاب، اليوم الناس بتيجي عل المعبر عدة مرات وبترجع"، مشيرة أن وجودها في المعبر اليوم المرة الرابعة التي تحاول السفر فيها دون جدوى وكل مرة تعود إلى بيتها في غزة رغم وجود اسمها في الكشوفات.

 وأطلقت صرخات تساؤلاتها بألم مرة أخرى:"ليش هذا التعذيب؟، الناس ماتت في قطاع غزة، والمريض مات واندفن ومضى عليه 100 عام مدفون والمعبر مسكر".

وتابعت قولها: "افتحوا المعبر للبشر نحن بني آدمين مثل خلق الله، كل معابر العالم منظمة ومحترمة والمسافر مبسوط ومرتاح إلا قطاع غزة العبيد يتحكموا فيه، افتحوا المعابر للناس، المريض يتعالج والطالب يدرس والمقيم يعوج".

وأضافت: "الذي يأتي ليزور قطاع غزة 20 يومًا تمكث زيارته 7 أو 8 أشهر، وغيرها تكون الأم والأولاد هنا في القطاع وزوجها في أوروبا والخارج، لماذا أنت بتعذبوا العالم تعذيب؟".

ومن جانبه طالب المواطن المريض فايز يونس أن تكون الأولوية في السفر للمرضى للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، وقال:" نحمد الله أن المصريين فتحوا المعبر، ونحب ان يفتح المعبر باستمرار وليس مرة واحدة كل شهر، نحن بيننا وبين المصريين أخوة في دولة وحدة، نحب بعض ونتمنى أن يبقي المعبر فاتح يوميًا".

ويعاني يونس من تليف في الكبد، ومن المفترض أن يسافر في شهر مارس العام الماضي ولكن إغلاق المعبر المتكرر حال بينه وبين السفر لتلقي العلاج، وقال: "نتمنى أن نكون أسوة بمعابر العالم والبشر الآخرين".

ولم تتوقف معاناة المسافرين على أهالي قطاع غزة، بل عانى المواطنون المصريون المقيمون في القطاع من إغلاق المعبر، وقالت إحدى المواطنات المصريات: "نتمنى أن يفتح معبر مصر والناس تدخل مصر بسلام وأمان، وكل واحد يدخل مصر يقول تحيا مصر".

وأوضحت أنها مسجلة منذ عام في السفارة المصرية للسفر ولم تتمكن بسبب إغلاق المعبر، وقالت: "أبنائي حصلوا على الجنسية المصرية ونفسهم يزوروا مصر ويشوفوا مصر".

وطالبت الجانب المصري بفتح المعبر، وقالت:"افتحوا الطريق أرجوكم ودخلوا المصريين،سجلت منذ سنة في السفارة المصرية، كل هؤلاء الناس ذنبهم ماذا، ساعدونا، ساعدوا كل هذا العالم".