22.21°القدس
21.96°رام الله
21.08°الخليل
26.03°غزة
22.21° القدس
رام الله21.96°
الخليل21.08°
غزة26.03°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

الحكومة الفلسطينية (6)

عماد الافرنجي
عماد الافرنجي
عماد الإفرنجي

أجبرنا اتفاق أوسلو على التعاطي مع مصطلحات كبيرة لحقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، فأصبح لدينا رئيس ورئيس وزراء ووزراء ومجلس تشريعي ومحافظون وأجهزة وغيرها من المسميات التي لا تنطبق إلا على دولة حرة مستقلة كاملة السيادة ، بيد أن الواقع يصفعنا بزيف هذه المصطلحات، فجندي إسرائيلي يستطيع منع أكبر رتبة مدنية أو أمنية من الحركة والتنقل و...!!

لكن السياسة كما يقول البعض انعكاس لموازين القوى ، وسارت الحياة وفقا للمسميات السابقة ، واختلفنا بعد نتائج انتخابات 2006 ، وزاد الانقسام بعد أحداث 2007 ، لكنها ليست نهاية العالم ، فالواقع السياسي والمصلحة الوطنية تقتضي تجاوز الآلام والمصالح الخاصة الشخصية والحزبية حتى نصنع لشعبنا أملا وحياة وحرية ومستقبلا .

وربما يكون تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الكل الفلسطيني هو الأقرب لتحمل المسؤولية والنجاح بمساندة الفصائل والجهات كافة مستندة إلى وثيقة الوفاق الوطني (برنامجا سياسيا) على أن تفرض هذه الحكومة ولايتها على كل مناطق السلطة ، وتمارس كافة صلاحياتها السياسية والإدارية والفنية والأمنية .

إن حركتي فتح وحماس مطالبتان بالتفاهم مع جميع الفصائل والقوى لتشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة الشراكة الوطنية والتعاون في حمل هموم الوطن والشعب دون إقصاء لأحد ، وتحظى بدعم قاعدي وشعبي كبيرين يقفان إلى جانبها ، وتكون مرجعيتها قيادة منظمة التحرير بعد إصلاحها أو الإطار القيادي المؤقت إلى حين حدوث عملية الإصلاح.

وبالمقابل لا بد من تحديد دقيق لمهام هذه الحكومة ، لا سيما إنهاء الانقسام بكافة أشكاله ومعالجة تداعياته ، وتحقيق المصالحة المجتمعية لتعزيز النسيج الاجتماعي ، والاتفاق على مقاومة الاحتلال (نوعا و توقيتا) ، وإعادة توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة ، وإعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية وتحديد وطني لعقيدة رجل الأمن الفلسطيني، وترسيخ وحماية الحريات العامة والإعلامية ، والعمل على إنهاء الحصار على غزة وإعادة الإعمار، وحل مشاكل الموظفين والمعابر والكهرباء والغاز في قطاع غزة التي بعضها مصطنع كما يقول محللون ، والتحضير السليم والتنظيم الحر النزيه لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية .

لقد عانى شعبنا الأمرين بسبب الاتفاقات المجحفة والتنسيق الأمني والانقسام السياسي ، ومن حقه أن يحظى بحكومة تمثله وتدافع عن مصالحه وتوفر له الأمن والسلام وتحل مشاكله ، وتعلي من قيم الوحدة والديمقراطية والتعاون والتوافق .

إننا إذا لم نحصن الاتفاق القادم والحكومة المرتقبة ضد كل أسباب الفشل ، سنجد أنفسنا أمام انتكاسة خطيرة جدا لن يصلحها استدراك أو ترقيع أو جولات جديدة من المفاوضات والحوار لأن شعبنا حينها سيكفر بكل قيادة لا ترقى إلى مستوى تضحياته وطموحه ، بينما يمضي الكيان الإسرائيلي في تحقيق مخططاته الاستيطانية والعدوانية ودولته الكبرى !!.