تحول باب العامود في المدينة القديمة بالقدس المحتلة خلال الأسابيع الماضية إلى نقطة مركزية تستهوي منفذي العمليات من الفلسطينيين من القدس وحتى الضفة المحتلة، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير لها نشرته اليوم الأربعاء.
قوات الاحتلال حولت المكان لثكنة عسكرية، إذ دفعت بالعشرات من عناصر الشرطة والضباط وأقامت النقاط والأبراج العسكرية عند هذه البوابة التي قدمت حتى اللحظة بحسب يديعوت 5 قتلى من الجنود والمستوطنين وعشرات الجرحى على يد شبان فلسطينيين قدموا من مناطق القدس والضفة ونفذوا عمليات طعن وإطلاق نار في نفس المكان.
في هذا المكان الذي تحول "لنقطة قتل مثالية" لمنفذي العمليات جرى تنفيذ 18 عملية من شبان فلسطينيين بين طعن وإطلاق نار، تم إحباط عدد منها، في حين تمكن المنفذون من قتل 3 مستوطنين وشرطية في عمليات مختلفة في المكان منذ مطلع أكتوبر الماضي وإصابة عدد آخر بجراح معظمهم جراحهم خطيرة.
وتورد الصحيفة العملية التي نفذها 3 شبان من بلدة قباطية في المكان التي قتلت فيها مجندة بشرطة الاحتلال وأصيب 7 آخرين، مشيرة إلى أن قوات الأمن تمكنت من إحباط 7 عمليات أخرى في المكان، في حين استشهد 9 شبان من منفذي تلك العمليات وتم اعتقال 6 آخرين.
أهداف سهلة
وتقول الصحيفة "هذه الأرقام تلخص الواقع الذي أصبح عليه المكان، لا يمكنك اليوم أن تلحظ أي مستوطن يتوقف في المكان، لأنه يعتقد أنه سيكون هدفا سهلا للشبان الفلسطينيين، وينتشر في المكان عشرات الجنود من الشرطة ينفذون عمليات تفتيش للشبان الذين يشتبه في نيتهم تنفيذ أعمال مقاومة ضدهم او سيستهدفون المستوطنين".
في تقريرها تشير إلى حدوث تطور في أسلوب العمليات في المكان الذي بدأ بعمليات الطعن وانتهى بالاشتباكات بواسطة أسلحة أوتوماتيكية، كما جرى قبل أيام عندما اشتبك شابان مع قوات الاحتلال في المكان قبل تمكن عناصر الاحتلال من إعدامهما.
عوامل جذب
وتقول الصحيفة: "باب العامود يعتبر مكانا حيويا في المدينة قبل ذلك مكانته التاريخية، الذي بقي يعج بالزوار والمتسوقين من المستوطنين حتى قبل أيام من اشتداد عمليات الشبان الفلسطينيين فيه، كذلك قربه من مركز المدينة ووجوده على بعد أمتار من محطة القطار الخفيف، وانتشار عشرات عناصر الشرطة وقوات حرس الحدود فيه يعطي منفذي العمليات من الفلسطينيين حافزا لعدم ليكون المكان هدفا استراتيجيا لعملياتهم".
وتضيف "كما أن باب العامود يعد أكبر مداخل القدس القديمة، كما أن المكان كان مسرحا للعديد من عمليات التصفية لشبان فلسطينيين يعتقد هؤلاء الشبان أن ما جرى معهم هو عمليات إعدام دون ذنب، الامر الذي فجر شعورا بالثأر لهم في هذا المكان".
وتنقل الصحيفة عن مسؤول مركز الشرطة على باب العامود تأكيده أن "البعد التاريخي للمكان يجذب الشبان الفلسطينيين له لتنفيذ عملياتهم، وهو أكثر الأبواب شهرة".
وساق الضابط بشرطة الاحتلال عدة عوامل تعتقد مخابرات الاحتلال أنها هي السبب في جذب هؤلاء الشبان من الفدائيين الفلسطينيين أولاها: التقليد، حيث من المرجح أن يكون منفذو العمليات يحاولون تقليد بعضهم البعض في هذا المكان الذي شهد تنفيذ العديد من العمليات الدقيقة، مثله تماما مفرق "غوش عتصيون" الذي شهد العشرات من عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار، بحيث يرون في هذا التقليد عملا بطوليا يحاكي أعمالا سابقة مشابهة".
والعامل الثاني هو "قربه من باحات المسجد الأقصى، هو أكثر الطرق استخداما من المستوطنين للوصول إلى حائط البراق وداخل باحات الأقصى بعد باب المغاربة الذي يمكن وصول الشبان الفلسطينيين إليه".
والعامل الثالث هو قرب باب العامود من محطات النقل التي توصل إلى الضفة الغربية ومنها إلى القدس، فهو أول مكان يصل إليه القادم من مناطق الخليل وبيت لحم وباقي الضفة الغربية، لهذه العوامل بحسب المزاعم الإسرائيلية يقدم الشبان الفلسطينيون القادمون من الضفة والمخيمات الفلسطينية على تنفيذ عملياتهم في هذا المكان على الرغم من انتشار العشرات من عناصر الشرطة وقوى الأمن فيه، من أجل إحداث أكبر قدر من الضرر والخسائر.