يظن البعض أن المقاومة هي سقوط أكبر عدد من الشهداء لفصيل ما, أو سقوط أكبر عدد ممكن من القذائف الصاروخية على "إسرائيل", حتى ولو في أماكن فارغة, وإن كانت تلك القذائف تفعل فعلتها من إرباك المدن المحتلة المحيطة بغزة, ولكنها يجب أن تكون أكثر دقة وأكثر إيلاماً لتلائم التغيرات المحيطة في آلية الصراع. والتصعيد الأخير لمدة "أسبوع فقط" أفقد عدد كبير من المجاهدين المدربين جيدا والقادمين منذ فترة زمنية قصيرة فقط من الخارج والذين أمضوا سنوات في التدرب والإعداد جيدا للمواجهة, وكان تكلفة صاروخ يطلق على الاحتلال حياة مجاهد أو اثنين, فلماذا والمجاهد المدرب جيداً والقادر على استخدام الأدوات المتاحة بكفاءة عالية هو أغلى ما تملكه الفصائل؟. الاحتلال منذ اللحظة الأولى لعملية اغتيال "القيسي" لم يتوقع أن يستمر التصعيد أكثر من يومين, وهو لم يرغب في توسيع دائرة الصراع, بالرغم من كون عدد من قيادات حماس والقسام كانوا تحت الهدف ولكن "إسرائيل" لم تكن معنية في دخول حماس المواجهة, بقدر ما أرادت معرفة آخر الأسلحة التي تستخدمها الفصائل, ولعل أحد أسباب التهدئة العاجلة هو المكالمة التي حصل عليها الاحتلال من خلال أجهزة التنصت لقادة أحد الفصائل في الخارج يعطي الضوء الأخضر لضرب "تل أبيب". لا تكمن المشكلة في الدخول بالمواجهة مع هذا الاحتلال بل في الخروج منها, والفترة الزمنية التي ستأخذها المعركة! , والمخزون الاستراتيجي للقذائف والأدوات التي تملكها المقاومة للصمود أكبر فترة ممكنة في وجه الاحتلال! , وتقييم مقومات الصمود التي يمتلكها الشعب من كهرباء وماء ووقود, وجاهزية الطواقم الصحية والطبية لاستقبال شهداء وجرحى, ولعله من الانتحار إضافة أزمة التصعيد للأزمات التي تحيط بنا, وبالرغم من ذلك لم تمنع حماس أي فصيل من إطلاق الصواريخ وتركت الميدان مفتوحاً للجميع, وقامت بحماية ظهور المقاومين والمجاهدين, ودعمت الحق الطبيعي للرد على جرائم الاحتلال. وقد طالبتهم قبل التصعيد بتوحيد جهودهم والتريث والانتظار قليلاً, لمواجهة قادمة بعد ضمان صف أحد الأطراف العربية القوية المجاورة والمؤثرة, ولكن فصيلاً أراد دخول المعركة مبكراً, وبعد أيام أصبح ينادي لماذا تركنا في الميدان و حدنا؟ كان مطلوباً من لجان المقاومة أن ترد بقوة على اغتيال أمينها العام, من خلال إطلاق صواريخ على أهداف دقيقة, أو من خلال عملية استشهادية قوية, بحجم اغتيال أمينهم العام, لتعطي رسالة للاحتلال مفادها أن اغتيال القادة ليس بالأمر السهل, ولكن دون تخبط. المعركة قادمة لا محالة, ولن تقتصر على إطلاق صواريخ على المدن المحتلة فقط, بل هناك مواجهة برية, وعمليات في الداخل والخارج قد تخفف عبء المواجهة وتوزعه على مناطق مختلفة, فهل استعدادات المقاومة على ما يرام لحرب طويلة؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.