27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

الشعب يسأل: إلى متى؟!

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

عندما يقبع الأسير داخل سجنه دون حكم يظل منشغلًا بموعد الإفراج عنه، وقد يصاب بالإحباط والأمراض النفسية أكثر مما قد يصاب بعض المحكوم عليهم بأحكام عالية، الذين في العادة يتعايشون مع واقعهم الجديد، وحال شعبنا في السنوات الأخيرة هي مثل حال ذلك الأسير، مع فارق الشبه بين من يسجنه عدوه ومن يرهقه تقصير أبناء جلدته.

الحصار المضروب على قطاع غزة طال أكثر مما يمكن احتماله، ولكن أهلنا في قطاع غزة صمدوا وصبروا لأنهم أصبحوا أمام خيارين: إما حرية زائفة تتمثل في فتح المعابر وتسهيل الحياة مقابل الاعتراف بشرعية المحتل، وإما حرية حقيقية تأتي بعد اعتراف المحتل بفشله في تركيع غزة وأهلها، ولكن لا يجوز الاعتماد فقط على قوة الصامدين وقدرتهم على التحمل، بل يجب القيام بما يكفل دعم صمودهم ورفع الحصار عنهم في أقرب وقت ممكن، وهنا لابد للقيادة الفلسطينية بكل مكوناتها من الدفع تجاه رفع الحصار عن قطاع غزة وإدانة من يحاصره، فلا يحق لكيان الاحتلال الاستمرار في حصاره، وكذلك لا يحق لمصر فعل الشيء نفسه، والسكوت عما يفعله الكيان أو عد إغلاق معبر رفح شأنًا مصريًّا خطأ جسيم، وحجم المعاناة المخيف في غزة لا ينفع معه الاكتفاء بعبارات المديح التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

انتفاضة القدس دخلت شهرها السادس وكلٌّ يقف متفرجًا، وليس هناك أي دعم يذكر من جهة رسمية أو فصائلية، وقد قلنا إن الفصائل تفضل عدم الظهور في الواجهة لحسابات معينة، وقد نقبل ذلك مع بدايتها أو بعد مرور شهر أو اثنين أو ثلاثة أشهر، ولكن الاستمرار في هذه السياسة قد يكون له أثر سلبي على مصداقية الفصائل لا الانتفاضة، لأنها ستستمر مع كل التخاذل الذي تلاقيه من الداخل والخارج، ومن العرب الذين حتى لم يفكروا في دعمها كما فعلوا في الانتفاضتين السابقتين.

الأمور حتى الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة قد تبدو تحت السيطرة، ولكن إن استمر الوضع على ما هو عليه فلن تظل كذلك، ومن يتفحص ويدقق يجد أن حالة من الغليان تتصاعد يومًا بعد يوم، ولابد من الإجابة في أقرب وقت ممكن عن أسئلة الشارع الفلسطيني: إلى متى سنظل على هذه الحال؟!، متى سيرفع الحصار وينتهي الانقسام والفقر والمعاناة؟!، وإلى متى سنظل رهينة لاحتلال إسرائيلي يقتل ويدمر ويتوسع ويستوطن؟!، إلى متى سنلتزم ولا يلتزمون؟!، إلى متى سيظل الأقصى عرضة للتدنيس وسكان القدس للتهجير والتضييق والتنكيل؟!، إلى متى ستظل كل قضايانا ملفات مفتوحة قيد البحث والدراسة دون قرارات وأفعال؟!