"الحاجة أم الاختراع"، مقولة قديمة لكنها لا تزال حاضرة في المجتمع الغزي الذي لا يزال يبدع يومياً في مواكبة التطورات، العصرية في ظل ما يعانيه القطاع من حصار غاشم من أكثر من 10 سنوات.
"الزراعة الحضرية" هي فكرة بدأت بالرواج في قطاع غزة، وبالتحديد في مخيم البريج منذ شهر أغسطس الماضي، حيث تقوم على استغلال أسطح المنازل عن طريق الزراعة عليها، ويستهدف المشروع بشكل خاص السيدات، وبشكل عام العائلة بأجمعها بحسب ما ذكرت منسقة المشروع "نهال الصفطاوي" في حديثها لـ"فلسطين الآن".
وبينت الصفطاوي أن المشروع يهدف بالدرجة الأولى لتعويض المساحات الخضراء المفقودة في قطاع غزة خاصة في المخيمات، عن طريق الاستفادة من أسطح المنازل والشرفات، وتوفير الأمن الغذائي للأسرة والتقليل من البطالة الموجودة في المجتمع عن طريق الاستفادة من الثمار وبيعها في الأسواق.
وتعتمد الزراعة الحضرية على الأسمدة العضوية، وتساهم في سد الاحتياجات الأساسية لدى العديد من العائلات، وأشارت الصفطاوي إلى أن أهم ما يميز هذه الزراعة هي إنتاج طعام صحي خالي من الأسمدة الكيماوية، بحيث تعتمد بشكل كلي على الأسمدة الطبيعية.
وأوضحت أن المشروع أثبت نجاحه حيث استفاد منه ما يقارب خمس عائلات في مخيم البريج، وتنوعت الزراعة فيه كالبابونج، الزعتر، المرمية والنعنع، والبندورة، الخس، الملوخية، الفراولة".
وحول آلية الاستفادة من المشروع بينت الصفطاوي أن مركز "العمل التنموي معا" يقوم بتنظيم العديد من الدورات وورش العمل لربات البيوت، وبعدها يتم اختيار البعض حسب شروط معينة كتوفر سطح منزل، ورغبة الأسرة في الزراعة، مشيرةً إلى أن المركز يتابع المشاريع لدى الأسر من خلال بعض المهندسين الزراعيين لديه.
تقليل البطالة
وفي السياق، أكد المهندس "أسامة السماك" أحد العاملين ضمن الفريق العامل في المشروع، أن مشروع الزراعة الحضرية يساهم في تقليل نسبة البطالة لدى العائلة من خلال توفير فرصة عمل تتمثل في بيع المنتج، وتوفير الأمن الغذائي للأسرة.
وبين أن الزراعة الحضرية ساهمت في إشباع العامل النفسي لدى العائلات من خلال مشاهدة المساحات الخضراء فوق المنازل بشكل يومي، كما أن التي تزرع في المزارع الحضرية تمتاز بقصر دورة إنتاجها، حيث يمكن قطف بعضها خلال فترة لا تتجاوز 60 يوماً من زراعتها.
ولفت إلى أن الزراعة الحضرية ساهمت بشكل كبير في الاستفادة من الأشياء التالفة والموارد المهملة كإعادة تدوير الإطارات والزجاجات بدلاً من إتلافها.