تعتبره الحكومة عطلة رسمية في أعوام، وفي أعوام أخرى تنكر هذه العطلة، وفي مرات أخرى تقره الحكومة عطلة للنساء فقط، وتلزم الذكور من الموظفين بالدوام، وما بين تيه الحكومة في كونه يوم يستحق العطلة أم لا، فللنساء رأيهن الخاص به، كيف لا وهو يوم المرأة " الثامن من آذار".
"فلسطين الآن" حاولت أن تستكشف نظرة النساء ليومهن، وفي حديث خاص التقت "اعتماد عبد العزيز الطرشاوي"، الناشطة النسوية، ومدير عام التنمية والتخطيط في وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث قالت أن الثامن من آذار هو يوم
لإعلاء صوت النساء في مواجهة كافة أشكال الظلم والإقصاء والتهميش، وهو يوم يذكر الجميع أن المرأة شريكة الرجل وشق الحياة.
وأضافت الطرشاوي: "أن هذا اليوم يذكرنا أيضا بأن زمن السكوت على الضيم ولّى ومضى، والمرأة قادرة على الاندماج في المجتمع بقوة في الحياة السياسية، سواء كانت نقابية أو مدير عام أو وزيرة أو عضو بلدية أو عضو في المجلس التشريعي، أو قيادية في حزب أو محللة سياسية، أو حتى مقاتلة عسكرية، وهي في دورها الإنجابي مربية الأجيال ومقلقة الصهاينة بمزيد من الأولاد والبنات الذين يحملون هم التحرير ويرضعونه من لبنها، وهي من تسهم بقوة في الحياة الاقتصادية عملا ومثابرة وصاحبة مشاريع، المرأة بحق نصف المجتمع، ولا تحلو الحياة إلا بها".
"يسرى عقيل"، الأمين العام لتجمع المعلمين الفلسطينيين في أوروبا، أوضحت في حديثها لـ"فلسطين الآن" "إن الثامن من آذار يعني إحياء خطوات النساء الرائدات اللاتي صنعن التاريخ مشرقاً ناصعاً متميزاً، وهو الوفاء والدعم والإخلاص الزوجي الذي صنعته "خديجة" رضي الله عنها".
وأردفت عقيل:" الثامن من آذار يعني إحياء علم "عائشة" الصديقة بنت الصديق، حبيبة النبي عليه السلام ، ووارثة علمه ومبلغة فقهه، ويعني إحياء كرم وعطاء " زينب بنت جحش" التي كان يقول فيها المصطفى الحبيب ( أطولكن ذراعاً)، وإحياء جهاد " نسيبة بنت كعب " والذي كان لا يلتفت نبي البشرية يميناً ولا يساراً إلا ويجدها تنافح عنه في أحد.
وأكملت عقيل: "ويعني يوم المرأة إحياء النجاح الاقتصادي لسيدة الأعمال الناجحة " الشفاء بنت عبد الله العدوية القرشية" المراقب العام للسوق عماد اقتصاد الدولة، وهو يوم لإحياء حكمة و صبر وشموخ "أسماء بنت أبي بكر"، وهي ترفض التنازل أمام الطاغية وقد قتل ابنها وصلبه، ويعني تضحية "مريم فرحات" بفلذات كبدها دون أن تلين لها قناة وهي تعلن أنها تحب أبناءها ولكن حبها لفلسطين أكبر وأعظم، كما أن الثامن من آذار يعني مرابطات صامدات ينافحن عن الأقصى رغم تخلي المتخاذلين عنه، وهو يوم تحدي المعتقلات الصابرات المنتصرات على القيد، ويعني أن المرأة المسلمة عامة
والفلسطينية خاصة، يجب أن تتمثل في مسيرتها وفاء " خديجة" وعلم "عائشة"، وكرم " زينب" وجهاد " نسيبة" ونجاح "الشفاء" وصبر " أسماء" وتضحية "مريم "، وذلك من أجل نهضة الأمة وعلو شأنها.
الدكتورة "ديما طهبوب" دكتوراة دراسات نسوية وشرقية، كاتبة وناشطة اجتماعية، قالت: "هذا اليوم لا يعني لي شيئا، لأني لا أؤمن بثقافة التوقيت المجتزئة، والمرأة يجب أن يحسن إليها في كل وقت هكذا علمنا ديننا فكل يوم لها وللرجل وللأسرة ولكل فرد محسن في الحياة، الإحسان والذكرى يجب أن تكون طبيعة الحياة وحالة مستدامة وليست أياما تمضي.
الإعلامية والناشطة النسوية "ميسون القواسمي"، قالت :" يوم المرأة بالنسبة لي هو كل الأيام، وبكل الأوقات، وهو احترام لحقوق شريكة النضال في كل المحافل، فهي أم الأسير وزوجة الشهيد، هي شريكة بالتنمية والبناء، وفي يوم المرأة سنخصص هذا اليوم للمرأة الفلسطينية غير عن كل نساء العالم، التي تدفن ابنها الشهيد وترجع لتربي علی حب الوطن وتشارك في صمود أهالي الأسري، وتكمل يومها لتزرع الأرض القريبة من الجدار، هذا هو يوم المرأة الفلسطينية.
الكاتبة "لمى خاطر" برأيها أن الثامن من آذار شأنه شأن أي يوم عادي بالنسبة للمرأة، واقتطاع يوم من السنة لتكريمها لا يعني ضرورة اتخاذه يوماً للاحتفاء بالمرأة؛ لأن ما تحتاجه المرأة في مجتمعاتنا يتجاوز الشكليات.
وتضيف خاطر " تحتاج المرأة أن تحظى بالاحترام الكامل داخل المجتمع، فعلاً وليس كلاما، وألا يتم التعامل مع حقوقها المشروعة كشعارات للتسويق الإعلامي أو لمجاراة المنظمات الغربية التي تموّل بعض الجهات المهتمة بقضية المرأة وفق أجندة معينة؛ لكن غالبية التنظير المتعلّق بيوم المرأة يدور في فلك الشكليات ولا يمسّ احتياجاتها المباشرة والمعقولة سواء أكانت ابنة أم زوجة أم أمّا، لذلك فالأصل بالنسبة لنا كمجتمعات مسلمة أن ندفع باتجاه وصول المرأة إلى مكانتها الطبيعية وفق ما أقرّته الشريعة الإسلامية، وأن يغدو الأمر ثقافة اجتماعية لا تؤثر عليها العادات والأعراف الجائرة، وعندها لن تعود المرأة بحاجة لتنظير حول حقوق شكلية أو ليست أولوية بالنسبة لها.