19.45°القدس
19.3°رام الله
18.3°الخليل
24.5°غزة
19.45° القدس
رام الله19.3°
الخليل18.3°
غزة24.5°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. من يهتم؟

اغر ناهض الريس
اغر ناهض الريس
أغر ناهض الريس

حل موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية مجددًا حاملًا معه العواصف نفسها من التكهنات والتحليلات عمن سيكون سيد البيت الأبيض الجديد أو سيدته للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي ينظر فيه العالم بترقب مشوب بالخوف إلى وصول الملياردير الفاشي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، وهو الذي جعل جورج بوش الابن يبدو مثقفًا ومتسامحًا مقارنة بتصريحاته المليئة بالكراهية والعنصرية؛ يبدو العالم العربي غير مهتم برئيس الولايات المتحدة الجديد لأنه _ببساطة شديدة_ يعلم أن تغير الوجوه في المكتب البيضاوي لم يغير _ولن يغير_ من سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط في شيء.

فبين ترامب المتشدد الذي لا يريد أن تطأ قدم مسلم أرض الولايات المتحدة، وهيلاري كلينتون الصهيونية التي لم تعدم وسيلة تتقرب بها من الكيان العبري؛ يقف العرب عامة والفلسطينيون خاصة أمام خيارين أحلاهما مر، فكلاهما ينذر بمزيد من الخراب لمنطقتنا، والدعم غير المشروط للكيان العبري استمرارًا لسياسة رسمت منذ مدة وتنفذ حسب ما هو مخطط لها.

فإذا ما تذكرنا كلمات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس في أثناء مدة رئاسة بوش الابن عن إثارة الفوضى الخلّاقة في منطقتنا لخلق شرق أوسط جديد؛ ازددنا إيمانًا أن كل ما جرى لنا خلال السنوات الخمس الماضية كان حصيلة ذلك المخطط، وأن ثورات الربيع العربي كانت الوسيلة لتحقيقه إذ وجهت حالة الغضب السائدة بين الجماهير العربية إلى تمزيق دول المنطقة خدمة لمصلحة الدول العظمى.

والحقيقة هي أننا لا نستطيع لوم إلا أنفسنا لأننا كنا _ومازلنا_ ننفذ مخططات البيت الأبيض والكرملين اللذين يعملان على حماية مصالحهما الاستعمارية، التي تضمن استمرار هيمنتهما على مقدرات العالم الثالث وبقاءهما متربعين على عرش الدول الثمانية والعالم.

فالانتخابات الرئاسية الأمريكية لا تستحق فعلًا أن نأبه بها، لأن العالم لا يأبه برأينا، ولأن السياسة الأمريكية لا تتبدل بتبدل الوجوه؛ فهاهو الرئيس أوباما الذي علق عليه أحرار العالم الكثير من الآمال لم يختلف عن سابقيه فيما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط، بل إن المنطقة عانت خرابًا غير مسبوق في أثناء ولايتيه الرئاسيتين، وبدل عويل الثكالى وبكاء اليتامى في سوريا وليبيا واليمن والعراق بأصوات الفرحين بقدومه.

هنيئًا للولايات المتحدة برئيسها الجديد أو رئيستها، ولنأمل منهم أن يرأفوا بهذه الشاة في أثناء تقطيعها، لأن صغارها لم يعد لديهم ما يخسرونه بعد ذبح أمهم فإما الخلاص أو الموت دونه.