19.45°القدس
19.3°رام الله
18.3°الخليل
24.5°غزة
19.45° القدس
رام الله19.3°
الخليل18.3°
غزة24.5°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

بين القائم والمتوقع نار ونار؟!

يوسف رزقة
يوسف رزقة
يوسف رزقة

(إن لم نقم بحل الأزمة السورية سلمياً فإن النار ستلتهم الجميع ؟!). هذا القول لنائب رئيس الوزراء التركي. نار الحرب ستلتهم الجميع؟! من يقصد الوزير التركي بالجميع؟! ألم تصل نار الحرب السورية حتى الآن الجميع؟ في اعتقادي أن نار الحرب قد أصابت سوريا والعراق وتركيا وإيران ودول الخليج والسعودية، وربما هذا ما اضطر الوزير التركي للإقرار به عندما قال: كانت الحرب في سوريا بالوكالة قبل التدخل الروسي، واليوم وبعد التدخل الروسي انتهت الحرب بالوكالة وبدأت الحرب المباشرة بين القوى الدولية على الأرض السورية؟!

نار الحرب إذًا مشتعلة في المنطقة العربية وفي محيطها الإقليمي والدولي ، وبالتالي نفهم أن النار التي ستلتهم الجميع ستكون غير النار الموجودة الآن. أي إنها نار ستكون أوسع انتشارا في المنطقة من النار القائمة، ولكي يتم تفادي ما هو أصعب على دول المنطقة لا بد من البحث في الحلول السياسية.

من المعلوم أن تركيا تقف ضد التدخل الروسي والإيراني، وهي أيضا تصف الموقف الأميركي بالمتذبذب، فتارة مع إسقاط الأسد، وتارة تهمل هذا المطلب وتقفز عنه، وفي اعتقادي أن هذا التذبذب لا ينبع من جهل، بل من سياسة أمريكية لها مكونات إستراتيجية، في استبقاء نار الحرب في سوريا والمنطقة العربية لاستنزافها، وربما إلى إعادة تقسيمها. وهذه ربما هي النار القادمة التي ستحرق الجميع كما في التحذير التركي.

إن ضرب مثل بقيام دولة كردية في شمال سوريا على حساب سوريا وتركيا فهذا يعني أن تدخل تركيا في دائرة النار بشكل مباشر لأن مصالح تركيا الإستراتيجية تقوم على معارضة مطلقة لقيام دولة كردية، بينما لا تمانع أميركا وروسيا وإسرائيل من قيام هذه الدولة.

ربما تكون تركيا على حق في تخوفها من النار القادمة إذا لم تنجح عملية وقف إطلاق النار في سوريا، ثم الذهاب إلى حلول سياسية تكون طريقا لمنع النار القادمة، وإخماد النار القائمة.

إن هذا التخوف في تركيا له تخوف مماثل في إيران التي بدأت تشعر بأن النار القائمة قد تسفر عن سوريا كونفيدرالية كما تقول روسيا، أو عن سوريا مقسمة إلى دويلات كما قال جون كيري، وبهذا تخسر إيران الحليف السوري، وتقترب النيران الحارقة من ثوب حزب الله والاستقرار الهش في لبنان.

وربما تشعر السعودية بتخوفات مستقبلية غير محددة، بسبب النار السورية المشتعلة، وهي ترى جيدا تذبذب أوباما، بينما تقدم مراكز الدراسات الأميركية لصانع القرار في البيت الأبيض خرائط في إعادة تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات. وبينما تسمع أقوالا من إيران تهدد الكويت، وأخرى تهدد البحرين، بينما الخليج مشغول أيضا بنار اليمن المشتعلة منذ عام.

أنا مع تحذيرات الوزير التركي، ولكن الحلول السياسية تحتاج إلى وجود تركي وعربي قوي ومؤثر في محادثات جنيف على نحو يوفر ضغطا على القوى الدولية لتعيد النظر في سياستها في سوريا والمنطقة العربية، وبدون تجمع عربي تركي، وربما إيراني أيضا متفاهم على خطوات الحل السياسي، فستفرض القوى الدولية رؤيتها التي ربما تتعارض مع رؤية دول التجمع المقترح. إنه لكي تكون موجودا على الطاولة، لا بد أن تكون موجودا في الميدان من خلال تجمع متفاهم على حلّ سياسي يلبي طلبات أهل المنطقة والسوريين أولا.