19.45°القدس
19.3°رام الله
18.3°الخليل
24.5°غزة
19.45° القدس
رام الله19.3°
الخليل18.3°
غزة24.5°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

بايدن ونتنياهو.. عندما تسعى واشنطن وراء الرضا الإسرائيلي

هشام منور
هشام منور
هشام منور

لم تمضِ ساعات على إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه رفض الذهاب إلى الموعد المضروب للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن بعد أن طلب هو ذاته ذلك اللقاء، وما أبداه البيت الأبيض من امتعاض ومفاجأة جراء التصرف الإسرائيلي، حتى حط نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن رحاله في تل أبيب طلبًا للرضا الإسرائيلي قبيل الانتخابات الأمريكية المرتقبة.

يدرك نتنياهو أن التبرير الذي ساقه مكتبهن وهو رغبته في عدم التأثير على مسار الترشيحات للحزبين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الأمريكية ليس بمبرر مقنع، لا سيما أنه سوف يقابل رئيسًا انتهت مدة ولايته للمرة الثانية، ولن يكون في معرض التأثير على شعبيته إذا ما زاره في البيت الأبيض.

قد يكون التأثير المقصود هو على المرشحين لخلافته، لكن القرار لا يزال غير محسوم في كلا الجانبين الجمهوري والديمقراطي، وسط تقارب الأصوات واحتدام المنافسة، وعليه فإن زيارة نتنياهو لن ترجح كفة أحد المرشحين على الآخر وهي (أي الترشيحات) لا تزال في بدايتها.

وكان يفترض أن تتزامن زيارة نتنياهو لواشنطن مع المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (أيباك)، أكبر لوبي مؤيد لـ(إسرائيل) في الولايات المتحدة، وهي مناسبة شارك فيها نتنياهو مرارًا خلال السنوات الماضية.

صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" ربطتا الحادث بالمحادثات الجارية بشأن تجديد اتفاق المساعدة العسكرية الأميركية لـ(إسرائيل). وقالت "يديعوت أحرونوت": إن أوباما كان سيقوم باستغلال المحادثات مع نتنياهو "لمحاولة إقناعه بتوقيع اتفاق، حتى لا يبدو في موقع الرافض منح أموال حين يتعلق الأمر بأمن (إسرائيل)، في حين أن نتنياهو يفضل من جانبه التعامل مع الرئيس المقبل".

وكان نتنياهو قد أكد في يناير/ كانون الثاني الماضي, أنه مع دخول الاتفاق النووي مع إيران حيز التنفيذ ورفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران، يجب زيادة المساعدات العسكرية الأميركية الحالية التي تقدمها لها الولايات المتحدة وقيمتها 3,1 مليارات دولار. الحكومة الإسرائيلية قلقة من خروج الولايات المتحدة عن موقفها التقليدي الداعم لـ(إسرائيل) ودعم قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو صدور إعلان رئاسي أميركي يحدد معايير حل النزاع. وسبق لبايدن أن انتقد سياسية الاستيطان الإسرائيلي خلال زيارة سابقة. ففي 2010 أعلنت (إسرائيل) خلال زيارة بايدن مشروعًا لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة في القدس الشرقية المحتلة، ما أثار رد فعل حاد من نائب الرئيس الأميركي.

بالمقابل، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن للأراضي المحتلة، لمهاجمة السلطة والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعدم استنكار العمليات الفدائية، متهمًا السلطة بممارسة "التحريض" وتشجيع العمليات.

نتنياهو اعتبر أنّه من غير المقبول على "شركائنا" عدم إدانة العمليات "الإرهابية"، وعلى العكس من ذلك فإن حركة "فتح" التي يترأسها عباس تقوم بمباركة هذه العملية، يجب على كل المجتمعات الحديثة الاتحاد في الحرب ضد "الإرهاب".

بايدن بدوره لم يجد بدًا من مجاراة مضيفه وطلب وده, فأكد أنه "إذا لم نمسك الإرهابيين فإنهم سيصلون إلينا، ونحن نرى ذلك في أنحاء العالم، الولايات المتحدة تدين بشدة هذه العمليات الإرهابية، وكذلك تدين بأن المسؤولين لا يدينون هذه العمليات، من غير المقبول أن يرى بعض المسؤولين أن هذه السياسة مقبولة، هذه العمليات ضد مواطنين أبرياء، لا يوجد أي مبرر لهذا العنف الإجرامي، ونحن نقف إلى جانب (إسرائيل)".

تطرق الرجلان إلى العلاقات المتوترة مع الإدارة الأميركية خاصة في أعقاب إلغاء زيارة نتنياهو لواشنطن، وقال الأخير: "الولايات المتحدة و(إسرائيل) أكثر قوة عندما تعملان بشكل مشترك، وأنا أرغب في العمل معك ومع الرئيس الأميركي أوباما". فيما قال نائب الرئيس الأميركي، إنه يجب الحفاظ على التفوق العسكري الإقليمي لإسرائيل، في لفتة تأييد للمطالب الإسرائيلية في المفاوضات الدفاعية الجارية مع واشنطن.

تنتهي المنح العسكرية الأميركية الحالية لإسرائيل، والتي تصل قيمتها إلى نحو ثلاثة مليارات دولار سنويًا عام 2018. ويريد الطرفان تمديدها قبل أن يترك الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2017 لكنهما اختلفا على حجم الأموال المقترحة. وفيما طلب الاحتلال العام الماضي خمسة مليارات دولار كمساعدات سنوية في المستقبل، ثم عاد المسؤولون الإسرائيليون واقترحوا ما بين 4 و4.5 مليارات دولار، قائلين إن (إسرائيل) بحاجة إلى زيادة حجم جيشها لا مجرد تحديث التكنولوجيات نظرًا لما تتوقعه من سباق على شراء الأسلحة من جانب إيران ودول عربية. طرح المسؤولون الأميركيون رقمًا أقل هو 3.7 مليارات دولار. ودفع هذا الخلاف مسؤولين إسرائيليين إلى التلميح الشهر الماضي بأن نتنياهو قد ينتظر على أمل الحصول على عرض أفضل ممن سيخلف أوباما ليبرم الاتفاق.

هو خلاف وتدلل إسرائيلي على الراعي الأمريكي لكل نشاطاتها الإرهابية في المنطقة والعالم، حاولت من خلاله عبر رفض زيارة الأبيض أن توصل رسالة مفادها أن صك الغفران الإسرائيلي لن يمنح للرئيس الأمريكي الحالي أوباما ولا لمن يخلفه في البيت الأبيض ما لم ينفذ الشروط الإسرائيلية ويدفع الإتاوة المفروضة على واشنطن عبر زيادة المساعدات العسكرية السنوية بحجة تنامي المخاطر الأمنية بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، فهل ترضخ واشنطن للابتزاز الإسرائيلي وتزيد من مدفوعاتها للحليف الذي أضحى الآمر الناهي حتى على إدارة البيت الأبيض؟.