27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

رهانات خاسرة

إياد القرا
إياد القرا
إياد القرا

الثلاثاء الاسود هو الوصف الذي اطلقه المحللين والمتابعين الاسرائيليين لما حدث في القدس ويافا وتل ابيب من عمليات اطلاق نار وطعن قام بها ثلاثة من الفدائيين الفلسطينيين ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، في يوم جديد من ايام انتفاضة القدس التي اسقطت كل المعادلات الامنية التي ادعى الاحتلال انه وفرها منذ عام 2004 ، بعد اعادة احتلال مدن الضفة الغربية، وتعزيز التنسيق الامني مع السلطة وأجهزتها الامنية

الا أنه بعد 12 عاماً انهارت تلك الآمال تماما حيث يخرج المقاومون الشبان من جنين وطولكرم والخليل ويصلون الى قلب القدس وتل ابيب ويافا ويقتلوا ويجرحوا جنود الاحتلال والمستوطنين ، وعبر عن حجم التأثير لتلك العمليات أفيغدور ليبرمان بأن مدينة القدس خالية ويخشى المستوطنين التجول فيها ويشبه ما قبل عام 1967 تماماً.

تصريحات القاتل ليبرمان تعبر عن حالة اليأس التي تسيطر على قادة الاحتلال في مواجهة الشبان الفلسطينيين الذين يمتلكون العزيمة والاصرار على مقاومة الاحتلال وتدفيعه الثمن، حسب ما إن يعتقد الاحتلال انه نجح في احتفاء الانتفاضة يجد نفسه مجدداً امام عمليات جديدة وبأشكال متعددة واساليب اكثر ايلاماً له ولجنوده، وتضع قواته في حالة من الاستنفار الدائم.

الانتفاضة تقارب من مرور نصف عام على انطلاقتها نحو مزيد من العمل الجماهيري والعمليات الاستشهادية والبطولية، للتجاوز كافة محاولات الاحتواء التي تمت خلال الاشهر الماضية، ويكد الاحتلال يستسلم ويعلن عجزه عن مواجهتها سواء من خلال استخدام الاجراءات العدوانية ومزيد من القتل والجرائم، او من خلال اتباع اسلوب الحلول الاقتصادية التي يعتقد انها سبب فيما يحدث.

الحقيقية المؤكدة امام ذلك اننا امام انتفاضة فلسطينية مكتملة لأركان تسير نحو انطلاقة جديدة عمادها مزيد من العمليات الفدائية، وتكبيد الاحتلال مزيد من الخسائر، وان الاحتلال يفشل يوماً بعد يوم في مواجهتها فيلجأ لمزيد من القمع العدوان كما حدث من اقتحام مقر فضائية فلسطين اليوم وشركة ترانس ميدا التي تقوم خدمات لها، وكذلك الإقدام على التشويش واغلاق فضائية الاقصى في الضفة الغربية، في محاولة لقمع الاعلام الفلسطيني والحد من تأثيره، بتوجيهات واشراف مباشر من رئيس حكومة الاحتلال.

العدوان الجديد على غزة محاولة لحرف الانظار عن الانتفاضة والهروب نحو غزة في حسابات ورهانات خاسرة مسبقاً، متقداً امكانية الخروج من المأزق الذي يعيشه، ويمثل كابوس له في هذه المرحلة، وقد نشهد مزيد من العدوان والجرائم في الضفة وغزة، وفق سياسة ممنهجة تتبعها حكومة الاحتلال وتبحث عن مبررات لتنفيذها.