أنهى وفد حركة حماس زيارته للقاهرة، وفي البيان الرسمي الصادر بهذا الخصوص رسائل واضحة من حماس تجاه مصر وتجاه إعادة ترتيب العلاقة بين الجانبين، وهذا أمر إيجابي ينتظره الجميع، ويريد أن تُترجم تلك البيانات المتفائلة إلى وقائع يلمسها المواطن الفلسطيني.
لذلك نجد أن المواطن في غزة حذر جدًا من التعاطي مع الأجواء الإيجابية وخاصة بعد تجارب مريرة عاشها في هذا الشأن، وخاصة ما يتعلق بالعلاقة بين مصر وغزة، أو المباحثات الداخلية بين حركتي حماس وفتح، والذي يواجه بالكابوس الدائم المتمثل باستمرار الحصار, ورمزيته الدائمة هو بوابة معبر رفح السوداء.
لعل اللقاء بين حماس ومصر مهم جدًا بأبعاده المرتبطة بتمهيد الطريق أمام إعادة ترتيب العلاقة وطرح حركة حماس لوجهة نظرها تجاه المواقف المصرية العدائية من حركة حماس والتي كان آخرها الاتهامات الصادرة عن وزير الداخلية لحركة حماس باغتيال النائب العام المصري. حسب ما صدر من حركة حماس من بيانات يدلل على أنها تذهب إلى القاهرة بعقل وقلب مفتوحين, وأن الزيارة الفرصة يمكن أن تذيب الجليد بين الجانبين، والتأكيد على الدور المصري في القضية الفلسطينية وخاصة ملف المصالحة الداخلية، حتى لو تمت اللقاءات الأخيرة في الدوحة وإسطنبول, تبقى القاهرة هي العنوان.
مصر لها مطالب من حركة حماس تتمثل بمساعدتها في ملف سيناء، الذي تدرك أن حماس قادرة على المساعدة فيه لما لها من ثقل وعلاقات والبعد الجغرافي الذي يخدمها، وفي نفس الوقت فإن حماس تعرف أن هذا الملف الشائك خطير ويمكن أن يتسبب لها بالكثير من المشكلات.
امتناع حماس عن الخوض في ملف سيناء مبرر ومشروع، وبنفس الوقت حماس ترغب من وراء الزيارة أن يقرر الجانب المصري فتح معبر رفح أمام المواطنين والذي يمثل الورقة الرابحة في فك الحصار؛ ما يخفف عنها الضغط الاقتصادي الداخلي نتيجة استمرار الحصار وتأزم الوضع المعيشي.
حماس في القاهرة لكسر الجليد وإعادة بناء الجسور وعينها على بوابة معبر رفح، كحال كل الفلسطينيين, وهي تعتقد أن القاهرة قادرة على أن تساعدها في ذلك، وحماس على استعداد أن تتعاطى مع أي طرح مصري فيما يتعلق برؤيتها لاختيار رئيس السلطة القادم, ولا تخفي مصر رغبتها في تعيين رئيس السلطة القادم وفق رؤيتها القائمة على أن الوحيد القادر على خلافة عباس هو القيادي الفتحاوي محمد دحلان الذي لن يستطيع أن يتقلد هذا المنصب دون موافقة حمساوية يعبر من خلالها لغزة.
معبر رفح هو كلمة السر في إعادة الأمل للفلسطينيين بإعادة العلاقات المصرية مع حماس إلى سابق عهدها وفق رؤية تحافظ على مصالح الطرفين، وتخفف من معاناة المواطن في غزة، وخاصة في ظل معادلة المتغيرات الإقليمية حيث لا صديق دائم ولا عدو دائم.