تباينت الأسباب وراء وقوع الحادث المفجع -مساء أمس الأربعاء-، للمعتمرين الفلسطينيين في المدورة (جنوب العاصمة عمان والقريبة من الحدود السعودية)، الذي أدى إلى وفاة 16 شخصا، وإصابة 34 آخرين.

 فقد كشف مصدر أمني أردني أن تغيير المسار بشكل مفاجئ من سائق الحافلة تسبب بالحادثة.

وحسب إفادته قال السائق: "فقدت السيطرة على الحافلة وحاولت الرجوع إلى المسرب، إلا أنها انقلبت على الجهة اليسرى ما أدى إلى انزلاقها لعدة أمتار واستقرت على جانبها".

وللوقوف على أسباب الحادث الأخير، تم تشكيل لجنة من إدارة السير برئاسة رئيس شعبة التحقيق المروري ونخبة من الضباط الخبراء في هذا المجال، وفق المصدر الأمني الأردني، الذي أكد أن الحادث حظيت بمتابعة شخصية من ملك الأردن وحكومته، ومن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.

لكن متابعين لرحلات الحج والعمرة، أرجعوا السبب في مثل هذه الحوادث إلى عدة أسباب، منها طول الطريق التي تحتاج في بعض الأحيان ليومين وليلة، أو يوم وليلتين (حسب وقت مغادرة الحافلات)، وإلى طمع بعض شركات العمرة الذين يستخدمون باصات قديمة وغير مهيئة لهذا السفر الطويل، وإلى افتقاد السائقين للمهارات المطلوبة، أو إلى عملهم لأيام متواصلة، ما قد يدخلهم في "غفوة" نوم لثوان، تكون كفيلة بوقوع حادث مروع ومميت.

حادثة سابقة

واليوم سجلت مصادفة غريبة عقب الإعلان عن الحادث المؤلم، إذ أنه في اليوم ذاته تحديدا وقبل ثلاث سنوات تماما انقلبت حافلة تقل معتمرين عائدين من السعودية في منطقة الأغوار الوسطى بالأردن وأسفرت عن عدد مشابه من الضحايا والمصابين.

في الحادثين كان السبب فقدان السائق السيطرة على الحافلة، وعزى المعتمرون الناجون من الحافلتين سبب وقوع الحادث إلى نوم السائق أثناء القيادة بسبب التعب الشديد، ما تسبب في فقدان السيطرة على الحافلة وانقلابها وتسجيل هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين.

راوية الناجين

وكالات الأنباء تحدثت إلى الناجي بأعجوبة من الحادث الحاج فارس عتيق، الذي قال إن الحادث وقع بعد أن نام سائق الحافلة بسبب التعب الشديد أثناء سيرها، ما تسبب في فقدانه السيطرة عليها وانحرافها وانقلابها على جانبها ما تسبب في هذا العدد الكبير من الوفيات والمصابين.

وأضاف، إن الركاب الذين كانوا خلف السائق أيضا كانوا قد ناموا أيضا، ولم يشعروا بشيء، إذ لم يعمل أحد من أجل تنبيهه أو مساعدته، ولم يكن هناك سائق إضافي مساعد له، الذي من المفترض أن يقود مسافة تتجاوز 1500 كيلو متر من جسر الكرامة حتى المدينة المنورة.

وتابع قائلاً، "عندما لاحظ ركاب الحافلة في الخلف أن الحافلة تسير بسرعة كبيرة جدا طلبوا من السائق تخفيف السرعة عدة مرات بعد أن نام على المقود دون جدوى"، وقد علمنا بعد فترة من انطلاق الحافلة من جسر الملك حسين أن السائق متعب وبحالة غير طبيعية وطلبنا منه التوقف والاستراحة لفترة من الزمن لكنه رفض ذلك".

الحل..استبدال السائقين

الموقف ذاته يحمله الشيخ جواد جعارة وهو أحد أصحاب شركة للحج والعمرة، إذ أرجع السبب لحالة الإرهاق الشديدة التي تصيب بعض السائقين، الذين يعملون ليل نهار دون نوم أو استراحة.

وأوضح في حديث إذاعي أن "على شركات العمرة التي تعمل على تنظيم الرحلات أن تتأكد من وجود سائقين في كل حافلة تذهب إلى الديار الحجازية ليقوم سائق بإراحة زميلة، عوضا عن قيادة كل تلك المسافة دون استراحة تذكر".

وتابع "حسب متابعتي للحادثة الأليمة، فالحافلة جديدة، لكن السائق -حسبما فهمت- قد غفى لثوان، وهذه مدة رغم قصرها كافية لأن يقع حادث مميت كهذا.. لا يكفي سائق واحد لرحلة تبلغ آلاف الكيلومترات، لا بد أن تصدر وزارة الأوقاف قرارا وتنسق مع الجهات المختلفة في الداخل وفي الخارج ومع الدول العربية الشقيقة لتطبيق هذا القرار".

وكان رئيس السلطة محمود عباس أعلن اليوم الخميس، "الحداد العام على أرواح شهداء حادث انقلاب حافلة المعتمرين على الحدود الأردنية السعودية، على أن تنكس الأعلام على المقار الحكومية".