17.77°القدس
17.51°رام الله
16.64°الخليل
22.77°غزة
17.77° القدس
رام الله17.51°
الخليل16.64°
غزة22.77°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

كم «إسرائيل» تحتمل الخاصرة العربية؟!

علي سعادة
علي سعادة
علي سعادة

ثمة «إسرائيل/الدولة العبرية» على أرض فلسطين، وشبه دولة كردية مستقلة في العراق، ودولة في جنوب السودان، والآن يضع الأكراد أسس دولتهم في شمال سوريا، وثمة همس عن دول هنا وهناك وإعادة «تقسيم» لما هو «مقسم».

ولن نتحدث عن الاحتلال الأجنبي لكثير من الجغرافيا العربية فالأمر يطول وأيضا حتى لا تضيع الفكرة.

الأكراد هم أقلية عرقية في سوريا وعددهم في أحس الأحوال ما بين نصف مليون ومليون نسمة وسط 23 مليون عربي هم سكان سوريا ( 92% منهم سنة)، مذهبيا فإن غالبية الأكراد هم من السنة لكنهم لا يعطون لهذا الأمر أي وزن لأنهم ينظرون إلى القضية نظرة قومية بحتة، تماما كنظرة إيران للمنطقة العربية.

هاجر قسم كبير من الأكراد إلى سوريا قادمين من تركيا عام 1925 عقب ثورة الشيخ سعيد بيران التي قمعتها حكومة كمال أتاتورك بقسوة.

 والمجتمع الكردي في سورية صغير جدا بالمقارنة مع نسبة الأكراد في إيران والعراق وتركيا، غير أن الأكراد في سوريا حصلوا على حقوق المواطنة الكاملة بعد نشوء أول حزب لهم عام 1958، وحصلوا على مناصب عليا في الدولة.

يعيش معظم أكراد سوريا في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا وفي القامشلي وراس العرب، وفي بلدتين صغيرتين في محافظة حلب شمال سوريا هما عين العرب (كوباني) وعفرين (جبل الأكراد) والمناطق المحيطة بهما، وهم يشكلون اليوم الغالبية في هاتين المنطقتين خصوصا بعد طرد العرب منها بعد اندلاع الثورة السورية قبل نحو خمس سنوات.

مصطلح الأكراد تاريخيا كان يطلق على جميع البدو الرحل والقبائل البدوية في إيران على اختلاف أعراقهم ولغاتهم بما في ذالك «البلوش» و»الفرس» و»اللور».

ومع هبوب رياح التحالف الدولي بقيادة والولايات المتحدة التي ضربت سوريا بحجة قتال «تنظيم الدولة / داعش» ومن بعدها رياح روسيا التي أكملت الدور الأميركي ووضعت أسس التقسيم الجغرافي لسوريا على أسس عرقية وطائفية ودينية، دخل الأكراد المعادلة السورية بقوة بوصفهم الجهة «المدللة « لموسكو للغرب ول»إسرائيل» أيضا.

وبات في حكم المؤكد أن الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، سيبحثان في موسكو قريبا خارطة المصالح الإسرائيلية في أي تسوية للأزمة في سوريا، في وقت يتزايد فيه الحماس الإسرائيلي لقيام دويلة كردية في الشمال السوري. بحسب مجلة «Israel Defense» في عددها الصادر الجمعة.

ونوّهت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن حديث الروس عن الحل الفيدرالي يعني واقعيا تقسيم سوريا إلى دويلات وليس إلى اتحاد فيدرالي يحافظ على وحدة سوريا، وهذا ما يتطابق مع المصالح الإسرائيلية.

«دويلة كردية» مصلحة مشتركة لموسكو وتل أبيب، في النهاية ستكون دولة « مبتزة» لتركيا، وشوكة في خاصرة أنقرة التي لا تزال تقاوم الضغوط الروسية والغربية للدخول في صفقة تقسم سوريا.

وستكون أيضا شوكة في عيوننا وفي قلوبنا نحن العرب.