30.55°القدس
29.91°رام الله
29.42°الخليل
28.71°غزة
30.55° القدس
رام الله29.91°
الخليل29.42°
غزة28.71°
الأحد 16 يونيو 2024
4.72جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.99يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو3.99
دولار أمريكي3.72

كتّابٌ ومحللون فلسطينيون يتحدثون عن "الياسين"

12442719_10154035916118118_522015751_n
12442719_10154035916118118_522015751_n
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

اثنا عشر عامًا، مرّت على رحيلِ الشيخ المجاهد أحمد الياسين، الذي صنع صنع جيلًا، مدججًا بالإيمان قبل السّلاح، وبنى منهجًا ربانيًا، لأبنائه وتلاميذه، ساروا عليه، فما وهنوا وما استكانوا وما ضعفوا، فحملوا الأمانة، ورفعوا الراية عاليًا خفاقة، ومزقُوا قلبَ الاحتلال الغاشم.

وكانت فلسطينُ، في الثامنِ والعشرين، من شهر يونيو لعام 1936، على موعدٍ، مع إطلالةِ الطفلِ الذي سيكبرُ ويقض مضاجع "إسرائيل" بجنودِه وعتاده وإيمانه، فكان الكابوس الأبدي للاحتلال ولأعوانه، حتى أقدمت "إسرائيل" على اغتيال الشيخ في الثاني والعشرين من مارس لعام 2004، وهي تظن وقد خاب ظنّها، أن توقف سيل المقاومة، وشلال الانتفاضة، وبركان الغضب الذي ثار على جنودِها ومستوطنيها ومواقعها العسكرية.

وتعرض الشيخ المجاهد، أحمد الياسين، ابن قرية الجورة، المحتلة، عام 1948، إلى حادثٍ في شبابه، أثناء ممارسته الرياضية، نتج عنه شلل تام، وقد عمل مدرسًا للغة العربية ثم خطيبًا في مساجد غزة، فألهب قلوب الشعب بكلماته، التي كانت وقودًا للمقاومة والانتفاضة، إلى يومنا هذا.

اثنا عشر عامًا، وما زالت المقاومة منتصرة بإيمانها ومنهجها، وعتادها، الذي أنشأه تلاميذ الشيخ، أمثال صلاح شحادة، وأحمد الجعبري ومحمد الضيف، والعديد من القادة الشهداء، فدكوا حصون "تل أبيب" وأرعبوا الاحتلال في حيفا، وما زالت المقاومة تحملُ في جعبتها الكثير من المفاجآت للاحتلال الإسرائيلي، في أي مواجهةٍ قادمة.

أعوام كثيرة مضت، ولم تسقط المقاومة، ولم تسلم الراية، وما زالت على العهد، بدماء شهدائها، وتضحيات أبنائها، وثبات قادتها، وصمود الشعب الذي ساند المقاومة الفلسطينية، في الحروب التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة.

مغّير معادلة الصراع

وأكد الكاتب والباحث الفلسطيني، رامي أبو زبيدة، أن الشيخ "الياسين" كان شيخًا للمجاهدين، ورمزًا للمقاومة، الذي غير معادلة الصراع مع الاحتلال.

ونوّه الكاتب خلال حديثه لــ "فلسطين الآن" أن ذكرى الشيخ، يجب أن تكون نقطة انطلاقٍ نحو تصعيد المقاومة، ووحدة الشعب الفلسطيني في كل مكانٍ، مشيرًا إلى قول الشيخ "الياسين" " أن العدو لم يترك للشعب الفلسطيني من خياراتٍ سوى المقاومة والجهاد والاستشهاد"

مدرسة في كل شيءٍ

وقال مدير هيئة الإعجاز في مركز القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، الدكتور رمضان الصيفي، " لا أحد يستطيع أن يفي الشيخ الإمام حقه في التعبير والكلام لأن الشيخ مدرسة في كل شيء ويكفي أنه المقعد الذي حرك أمة لا بل حرك العالم كله وأحدث تغييرا بفكره ودعوته ليس في فلسطين وحدها بل في عالمنا العربي والإسلامي دون مبالغة"

وأضاف في حديثه لـ "فلسطين الآن" لا أبالغ لو قلت أن الشيخ كامل الأوصاف في أخلاقه وعطائه وعقله وتضحيته وكأن الله صنعه على عينه فالذي عاش عصره وتعامل معه يدرك ما أقول إذ لا توجد شخصية فلسطينية يوجد عليها إجماع فلسطيني سوى الشيخ رحمه الله"

وختم حديثه واصفًا الشيخ: "الذي كان يجمع ولا يفرق ويزرع الحب في قلوب الجميع لا بل ويطبقه على أرضِ الواقع"

دهاءٌ في التعامل مع الاحتلال

وأوضح المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني، الدكتور فهمي شراب، أنه كلما مر الزمان، كلما علِمنا قيمة الشيخ الياسين، الذي سبق برؤيته الحكيمة، كل المحللين والدارسين، وذوي الاختصاص في الأمور الفقهية والسياسية والاستراتيجية والفكر الإسرائيلي.

ولفت في حديثِه لــ "فلسطين الآن" أن الشيخ في كل مرةٍ كان يثبت صحة وصواب، تلك الآراء، مع تقدّم الزمن، والوصول لمرحلة متراجعة على المستوى العربي الإقليمي، ووصولها للمستوى الحالي.

وختم "شراب" حديثه، " عندما تدلهم الخطوب، وتتوه الرؤى، يظهر لنا الشيخ الياسين، النبراس والشعلة وبقعة الضوء، التي تنير الدروب وتجدد الأمل، وترسم من جديد معالم الطريق.

بشرى خير

وقال الدكتور إيهاب النحال، في ذكرى الشيخ الياسين " لينم في سلام، فلقد ازدهرت وأثمرت غراس الياسين.

وبيّن في حديثه لـ "فلسطين الآن" أن الأمة، تستبشر خيرًا، بأبناء الياسين الذين سيحررون المقدسات في أيديهم، داعيًا للشيخ بالرحمة والفردوس الاعلى.

ملهم وصاحب رسالة ربانية

وقال الناشط السياسي الفلسطينية، أدهم أبو سلمية، "الشيخ احمد ياسين رحمه الله كان ملهما للشباب وما زال، لأنه يمثل نقطة قوة في لحظة الضعف والعجز".

وأضاف في حديثه لـ "فلسطين الآن" هو رسالة ربانية لشعبنا وقضيتنا أن ضعف الجسد أو ضعف العدة والعتاد ليس هو الميزان الحقيقي في المعركة مع العدو وأن الايمان الراسخ بعدالة قضيتنا والإرادة الدافعة هي مصدر القوة والانتصار".

وتابع "أبو سلمية" متحدثًا في ذكرى الشيخ الياسين" لقد أعاد الشيخ الأمام وإخوانه تشكيل الوعي الفلسطيني والعربي والعالمي تجاه القضية الفلسطينية في الوقت الحرج حين كان يراد لهذه القضية أن تدخل في دهاليز التصفية والتسوية والاستسلام فكانت إرادة الله عبر حماس وبقيادة الياسين ان الحقوق لا تسقط بالتقادم وأن ثورة شعبنا التي بدأها القسام ما زالت روحها متجددة عصية على كل محاولات التمييع".