28.9°القدس
28.66°رام الله
27.75°الخليل
30.36°غزة
28.9° القدس
رام الله28.66°
الخليل27.75°
غزة30.36°
الجمعة 22 اغسطس 2025
4.58جنيه إسترليني
4.81دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.96يورو
3.41دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني4.81
جنيه مصري0.07
يورو3.96
دولار أمريكي3.41

المحرر سباعنة: السجون الإسرائيلية على صفيح ساخن

d09f85e4-8071-47c5-8c05-b49ef7f72562
d09f85e4-8071-47c5-8c05-b49ef7f72562
القدس - فلسطين الآن

يستذكر المحرر المربي ثامر سباعنة "39 عاماً " من بلدة قباطية قضاء جنين رحلة الأسر الأخيرة مع إعلام الأسرى والتي استمرت 36 شهراً خضع فيها للتحقيق لفترة 55 يوماً.

يبدأ حديثه عن فترة التحقيق القاسية قائلاً: " 55 يوماً من التحقيق تمت فيها مساومتي باعتقال زوجتي والضغط على شقيقي الأسير واعتقال كل العائلة من أجل انتزاع اعتراف يثبت التهمة وبالتالي إصدار الحكم القاسي بعد الاعتراف، وكان التحقيق عبارة عن محطة ضغوط نفسية لا تطاق من قبل ضباط التحقيق الذين يتعاملون من الأسير بهمجية غير معهودة ووحشية غير مسبوقة ".

تفعيل .. وقف التنفيذ

ويضيف المحرر سباعنة أنه وخلال اعتقاله 14 محاكمة عسكرية لأن الاحتلال والنيابة العامة تعمل في الآونة الأخيرة على تفعيل وقف التنفيذ السابق، فالاحتلال قد أصدر بحقه سابقاً 30 شهراً مع وقف التنفيذ، فيما طالبت النيابة بتوصية من المخابرات إيقاع وقف التنفيذ إضافة للحكم الجديد، وخلال مداولات تم اعتماد نصف وقف التنفيذ السابق مع الحكم الجديد، الأمر الذي وصفه بالدلالة على مدى التغول بحق الأسرى من خلال خطف أعمارهم لاسيما وأن المحاكم العسكرية تشرعن العنصرية القانونية بحق الأسرى الفلسطينيين ".

وعن تعامل مصلحة السجون مع الأسرى في الآونة الأخيرة أشار المحرر سباعنة إلى أن سحب الإنجازات من الحركة الأسيرة أصبح بشكل يومي، إضافة إلى أن معظم الأسرى الجدد ليس لهم أي تجربة اعتقالية سابقة وهذه الثغرة استطاعت من خلالها مصلحة السجون التغول تجاه الأسرى من خلالها وفرض إجراءات لم تكن موجودة , لاسيما انعدام ظاهرة الحركة الأسيرة الموحدة والتنسيق بين السجون، وأصبح كل سجن يتعامل بطريقة مغايرة عن السجن الآخر وكان للانقسام في الساحة الفلسطينية الأثر السلبي على وحدة الحركة الأسيرة في السجون .

ظواهر صعبة

وتحدث المحرر عن ظواهر صعبة في الأسر شاهدها خلال الرحلة الأخيرة منها ظاهرة أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم وأعيدت لهم أحكامهم السابقة، فهم في حالة تأثر شديد وخصوصاً بعد أن اندمجوا في الحياة وتزوجوا وأنجبوا، فهم من أكثر شرائح الأسرى تأثراً في الوضع الراهن.

وتحدث سباعنة عن الأسرى المرضى وقال: " أريد التحدث عن أسير يتألم على مدار الساعة وهو الأسير بسام السائح الذي عشت معه في غرفة واحدة وكيف أن نومه ألم واستيقاظه ألم ولا دواء له سوى ما يتم التخفيف عليه من خلال خدمة إخوانه له، وعندما قررت الإدارة نقله إلى سجن الرملة توسل قائلاً: " هنا أفضل من المسلخ، فالجميع هناك مرضى ولا يستطيعون مساعدتي " وهذا الأمر يشير إلى صعوبة الحالة المرضية للأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي ".

استعداد ما قبل البوسطة

وعند الحديث عن البوسطة وآلامها منذ الصعود إلى حافلة السجن المتنقل وحتى الوصول إلى السجن المنقول إليه ، فالأسير يدخل في الرحلة النفسية منذ إبلاغه بقرار النقل ويبدأ بالتحضير لهذه الرحلة المؤلمة وتجهيز نفسه بالامتناع عن الأكل لان السفر سيكون لفترات طويلة دون السماح له باستخدام الحمام ، فيفضلون الصوم خلال التنقل بين السجون، إضافة لمرارة التعامل الوحشي من قبل حراس النحشون الذين يمارسون ساديتهم في الصيف بإغلاق النوافذ بالكامل وفي الشتاء بتشغيل جهاز التبريد انتقاماً من الأسرى ، هذا عدا عن التفتيش والقيود في القدمين واليدين طوال فترة النقل ".

بعد استخدام وقف التنفيذ وتفعيله أصبح هناك ظاهرة الغرامات المالية الباهظة، وتم تغيير مدة السجن لكل غرامه للانتقام من الأسرى، فأحدهم فرض عليه غرامة مائة ألف شيقل وهو الأسير أنور السخل أو أن يتم سجنه عام، ففضل أن يعتقل عاماً على ألا يدفعها، بعد هذه الحادثة وتحدي الأسرى للغرامات، تم تغيير المدة حيث تم فرض غرامة مالية على أحد الأسرى بقيمة 65 ألف شيقل أو أن يسجن بدل كل ألف شيقل شهر واحداً مما اضطر الأسير لدفع الغرامة بدلاً من أن يسجن 65 شهراً".

عقوبات داخلية

وعن العقوبات التي تفرض على الأسرى من قبل مصلحة السجون قال سباعنة: " العقوبات متعددة فخطيب الجمعة إذا ذكر اسم حيفا وعكا أو القدس أو الانتفاضة يتم عزله وفرض غرامة عليه ويمنع من الزيارة وأي أسير يخالف القانون الداخلي يعاقب بالعزل الفوري والغرامة المالية ".

ووصف سباعنة استقبال التلاميذ له بعد الإفراج بالدليل على مدى أهمية تعريف الجيل بثقافة الاعتقال فمشروع الأسر معرض له كل فلسطيني وهناك ضرورة لتدريس ثقافة الأسر داخل المنهاج الفلسطيني منة خلال الحديث عن يوميات الأسير وحياته داخل السجن وأن يتعرف الطالب من خلال المنهاج الدراسي عن معاناة الأسير وعائلته".

ويضيف تحدثت للطلاب عن تجربتي الخاصة حيث أن ابني وطن جاء إلى الدنيا وأنا في السجن وابنتي مجد جاءت في الاعتقال الأخير ولم تتقبلني لغاية الآن وابني عز الدين هو الوحيد الذي حضرت مولده، فهذه الآلام يجب أن يتعرف عليها الجيل الجديد من الفلسطينيين.

رسائل متعددة

وقد نقل عن الأسرى رسالة الوحدة وإنهاء الانقسام بأنها الرسالة الأولى لأن مصلحة السجون مازالت تلعب على وتر الانقسام، وضرورة أن يكون هناك استثمار من مكانة فلسطين كدولة وتدويل قضية الأسرى ورفع القضايا على الاحتلال لجرائمه ضد الحركة الأسيرة وإلى وسائل الإعلام رسالة أن يتم نقل معاناة الأسرى ليس للشارع الفلسطيني بل إلى كل دول العالم وبكافة اللغات وترجمة المعاناة ليسمع بها كل شخص.

وختم المحرر سباعنة اللقاء مع إعلام الأسرى بالقول بحادثة اصطحاب صديق والده الذي جاء للمنزل طالباً أن يأخذ نجله إلى رحلة مع أولاده، وكانت لهذه الخطوة أثراً كبيراً على الطفل وعائلته وعلى الأسير نفسه الذي شعر بسعادة لا توصف.

وأضاف أن الاقتراب من عائلات الأسرى وتحسس همومهم له أثر يفوق كل التقارير المكتوبة عنهم.