قالت وسائل إعلام بلجيكية نقلا عن مصادر أمنية إن قوات الأمن عثرت على أسلحة في مطار بروكسل، بينما يستمر إخلاء المطار وأماكن أخرى إستراتيجية بالمدينة بعد الهجمات المتزامنة التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات صباح اليوم.
وذكرت قناة "آر تي بي أف" البلجيكية أن الشرطة عثرت على بندقية كلاشنكوف في المطار، بجوار جثة أحد الأشخاص، كما تم العثور على حزام ناسف، بينما تفحص الفرقة الخاصة بالمفرقعات عبوة مثيرة للريبة.
كما أفاد تلفزيون" أف تي أم" أن جسما مشبوها تم تفجيره في جامعة بروكسل بعد إخلائها من الطلاب.
وقال مراسل الجزيرة محمود الزيبق إن ما يرجح فرضية وجود أسلحة بالمطار سماع أصوات إطلاق نار صباح اليوم، يرجح أنها كانت من أجل اختراق الإجراءات الأمنية المشددة بالمطار وإدخال كمية من المتفجرات.
وأشار إلى أن مطار بروكسل لن يعاود العمل اليوم، كما أن معظم أجزائه مغلقة كإجراء أمني وقائي، ومن أجل استكمال التحقيقات في الحادث.
وأكد المراسل أن عدة شركات طيران قامت بإلغاء رحلاتها، ما أدى إلى تراجع أسهمها، ولم تسلم أسواق المال من تأثيرات تفجيرات بروكسل، حيث هوت أسهم البورصات الأوروبية، ولا سيما أسهم شركات الطيران والسياحة.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية أن السلطات قررت إخلاء مفاعل "تيهانج" النووي القريب من الحدود مع ألمانيا كرد فعل على الهجمات، وذلك وفق ما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية استنادا إلى مصادر بالشرطة.
وكانت حصيلة التفجيرات في مطار بروكسل ومحطة قطار الأنفاق اليوم قد ارتفعت إلى 34 قتيلا على الأقل ونحو مئتي جريح، في أعنف الهجمات التي شهدها بلجيكا التي رفعت تأهبها الأمني إلى الدرجة القصوى.
وأعلن رئيس بلدية بروكسل أن عشرين شخصا قتلوا في تفجير محطة قطار الأنفاق، وجرح 106 آخرون بينهم 17 حالتهم خطيرة، بينما أكدت مصادر من الدفاع المدني أن 14 قتيلا و92 جريحا سقطوا في تفجيري مطار بروكسل.
ونقلت وسائل إعلام عن المدعي العام الاتحادي قوله إن أحد التفجيرين نفذه مهاجم "انتحاري".
واستهدف تفجير محطة "مالبيك" -على بعد ثلاثمئة متر عن المفوضية الأوروبية- لدى وصول القطار أثناء ساعة الذروة الصباحية، وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في بروكسل، حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل.
من جانبها، ألغت هيئة يوروستار لخدمات القطار السريع تسيير قطارات من وإلى بروكسل بعد التفجيرات. كما أعلنت عدة مطارات أوروبية حالة التأهب وشددت إجراءاتها الأمنية.
ورفعت السلطات صباح اليوم مستوى الإنذار من خطر "إرهابي" إلى أقصى درجة في أنحاء البلاد، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جان جامبون إن مستوى الإنذار رفع إلى الدرجة الرابعة، وهي الدرجة القصوى في بلجيكا. ودعت السلطات السكان إلى عدم التنقل، وملازمة أماكنهم.
ووصف رئيس الوزراء شارل ميشيل الهجمات بأنها "غاشمة وجبانة" معتبرا أنها "لحظة سوداء في تاريخ بلادنا، وندعو المواطنين للتضامن والهدوء" مؤكدا أنه جرى نشر تعزيزات عسكرية، كما تجري عمليات تدقيق على الحدود.
ووقعت التفجيرات بالمطار ومحطة قطار الأنفاق بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت الحكومة في حالة تأهب لأي عمل انتقامي.
وألقت تفجيرات بروكسل بظلالها على العواصم والمدن الأوروبية، حيث أعلنت دول من القارة تعزيز إجراءاتها الأمنية بالمطارات ومحطات القطارات والمناطق الحيوية فيها، ووضعت ألمانيا قوات النخبة على أهبة الاستعداد، كما أدانت عدة دول ومنظمات التفجيرات التي ضربت العاصمة البلجيكية.