يحاول حازم أبو كميّل، من غزة، جاهدًا ملئ الفراغ الكبير الذي تركه غياب زوجته الأسيرة نسرين أبو كميّل، في حياة أطفاله الثمانية الذين لم يتوقفوا منذ اعتقالها قبل 4 شهور عن السؤال عنها والبكاء عليها.
أميرة (11عامًا) استبدلت كتبها المدرسية وألعابها بدور الأم "مؤقتًا"، وكرست كل وقتها لشقيقها الرضيع أحمد، فاضطرت لترك مدرستها حتى يكتب لوالدتها الفرج من معتقلات الاحتلال، وتعود تحتضنهم مجددًا.
بتاريخ الـ18 من شهر أكتوبر 2015، كانت نسرين أبو كميّل على موعد مع الاعتقال، عندما توجهت إلى معبر بيت حانون "إيرز"، بعد أن اتصلت عليها سلطات الاحتلال وأخبرتها بضرورة التوجه للمعبر لاستلام تصريح لزوجها يسمح له بالدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948.
يقول زوجها حازم في حديث مع "أنين القيد" "نسرين تحمل الجنسية الإسرائيلية فهي من حيفا، لذلك تقدمت لي بطلب تصريح للدخول إلى الأراضي المحتلة، وبناءًا على طلبهم توجهت للمعبر وبعدها تفاجئت بضابط من مخابرات الاحتلال يتصل بي ويخبرني أنها معتقلة، حيث مكثت في تحقيق "المجدل" لمدة 11 يومًا في الزنازين".
ولا يخفي حازم قلقه على زوجته وحزنه عليها، فهي مصابة بسرطان في الغدد وصل لمرحلة متقدمة، وتخضع لعلاجات مكثفة ولكنها تحرص دائمًا خلال مكالمتها معه، والتي انقطعت منذ أسابيع بعد انتقالها من معتقل "الشارون" إلى معتقل "الدامون"، على طمأنته عليها وأنها بخير مع الأسيرات اللواتي يغمرنها بلطفهن وحبهن.
ويبين حازم "حياتنا انقلبت رأس على عقب بدونها، حتى الطعام الطبيعي حرمنا منه وأصبحنا نعيش على المعلبات والأكل الجاهز، بعد أن كانت تملأ البيت بالحياة وتحرص دائمًا أن تصنع كل ما لذ وطاب للأولاد".
في معتقل "الدامون" بجدرانه العالية وغرفه الضيقة، تمضي نسرين أيامها والشوق والألم رفيقها لغياب أولادها عنها وعدم تمكنهم من زيارتها، وبفضل اتقانها "للغة العبرية" تحاول مساعدة رفيقاتها في الأسر بكل ما تستطيع رغم معاناتها من مرض السرطان.
ويؤكد حازم "قبل أيام أثناء لقاء مع إحدى الإذاعات حول قضية نسرين، لم أملك نفسي وانهمرت دموعي والأولاد تأثروا كثيرًا وبدؤوا بالبكاء ولكننا في النهاية لا نملك لها سوى الدعاء، وأقول للأولاد دائمًا بأن يقرأوا لها سورة يس لعل الله يخفف عنها".
يشار إلى أن الاحتلال يتهم نسرين أبو كميل بمساعدة المقاومة في غزة، من خلال تصوير بعض المنشأت "الحساسة" في الداخل المحتل، وتنتظر حكمًا قد يكون عاليًا.