أكد الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، أنه آن الأوان لانتصار المصريين على انقسامهم، واحترام حق كل مصري في التعبير السلمي عن رأيه، والاعتراف بحق معارضته، والتعوُّد على احترام بعضنا بعضًا من أجل مستقبل مشرق لهذا الوطن. وقال- خلال مؤتمر جماهيري، مساء الأحد، عقب افتتاح مقر الحزب بأسوان-: "ننبذ الفرقة والنيل من ثقة بعض المصريين من بعضهم، وضرورة الإعلان عن الرأي بالحكمة والسلوك القويم، وضرورة الاجتماع في صفٍّ واحدٍ على هدفٍ واحدٍ، والاحتشاد لنبذ التنابز وتقديم صورة حضارية للقوى المعادية المتناحرة على وحدتنا، والتي ترفض استقرار بلدنا وتسعى للوقيعة بين أبناء الوطن الواحد. كما أشار إلى دعوة "اللجان التنسيقية للثورة" من أجل إعلاء كلمة الوحدة، دون تخوين أو تهميش في توافق وطني، مؤكدًا أهمية التجمع في الجمعة القادمة، والتضافر لاستكمال بقية مطالب الثورة. وقال د. عصام: "آن الأوان أن نمثل بمشرِّعين حقيقيين في بلد يكون فيه القرار للشعب، وتكون فيه الأمة مصدرًا للسلطات، فأمامنا عهد جديد وجهد جهيد لتحقيق أمن الوطن؛ لأن الديمقراطية ليست مجرد سياسة أو انتخابات، ولكنها المساهمة في تكوين بلد حر، بدلاً من الانشغال بالهتافات ضد الجيش". وأضاف: "يجب أن نتكلم قليلاً، وأن نعمل كثيرًا كشأن البلاد المتقدمة، ونريد لمصر أن تكون قاطرة الإصلاح وليست قاطرة الحريات فقط؛ لأنها قادرة على قيادة العرب لمستقبل واعٍ مشرق يضاهي قوة الاتحاد الأوروبي، كما نريد لمصر أن تتحول إلى عملاق يقود العالم العربي والإسلامي كقوة عظيمة في تاريخ الإنسانية". وفي كلمته، حيَّا أحمد أبو بركة، القيادي بالحزب، شعب مصر الذي علَّم الناس الحضارة والإدارة والتنظيم، واتحد في صف واحد؛ لإحداث ثورة في هتافات واحدة وغاية واحدة هي "الحرية والعدالة"، كما ثمَّن دور الشباب في التحولات الفارقة في تاريخ الأمم مثلما كان في حرب أكتوبر. وثمَّن دور الأزهر الشريف في جهاده على مر العصور، وقال: إن التضحيات التي قدمها الشعب المصري قد أسهمت في ثمرة الحرية التي أبدعها الفقهاء ورجال القانون والعاملون في المجالات كلها؛ ليكونوا شهداء على الحضارة. وأشار أبو بركة- في كلمته- إلى "التحالف الديمقراطي" وما يواجهه من تحديات مستقبلية كبيرة؛ لتحقيق مستقبل الوطن والمواطن، وأوضح أن اختيار الحزب للمرجعية الإسلامية دقيق ومنضبط؛ لوضع القيود على السلطة الحاكمة، وتقديم رقابة ذاتية عليها. وأشاد محمد عبد الفتاح، أمين الحزب بأسوان، بثورة 25 يناير العظيمة والتي أسقطت رأس النظام، داعيًا إلى استكمال الثورة بتطهير البلاد من أوجه الفساد كافة التي زرعها النظام البائد، خاصةً في ظل المرحلة الحالية والمقبلة البالغة الحساسية والأهمية، والتي تحتاج من الجميع الوعي الكامل بمتطلبات المرحلة. وأشار إلى أن الحزب يسعى إلى إصلاح مؤسسات الحكم في البلاد؛ بحيث تكون خادمةً للشعب وليست وصيةً عليه أو مستبدةً به، وإلى الإصلاح الدستوري والقانوني، والفصل بين السلطات، وعدم وجود أي نوع من التدخل في شئون القضاء مع تأكيد أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وتحت ظلالها يعيش المصريون كلهم- مسلمين ومسيحيين- آمنين. وأكد م. أسامة حسنين، مسئول المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بأسوان، أن الله وحده هو الذي أسبغ نعمه على وطننا الحبيب، فقيض له شعبًا كريمًا وجيشًا عظيمًا، وأنه لعزيز علينا أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم لذل أو نرضى بهوان أو نستكين ليأس. وقال إن الإخوان يعملون للناس في سبيل الله وينظرون لأنفسهم على أنهم خيط في نسيج هذا الوطن ولبنة من لبناته، وأن أيديهم ممدودة وصدورهم مفتوحة لكل شريف من شرفاء هذا الوطن، ولكل غيور مخلص لأبنائه، كما نقل تهنئة جماعة الإخوان المسلمين لشعب أسوان بحلول شهر رمضان المبارك. وتساءلت فاطمة نور، أمينة المرأة بالمحافظة، في كلمتها: "والله لا أدري بأيِّهما نفرح؟، بافتتاح حزبِنا أم بقدومِ ضيوفنا؟" وأضافت: "منذُ سنواتٍ طوال، ونحن نحلمُ بيومٍ مثلِ هذا، يُعَزُّ فيهِ الإنسانُ المصري، وَظَنَنَّا أَنَّ الحُلمَ بعيدُ المنال، فإذا بتلكَ الثورةِ العظيمةِ تضعُ حدَّاً فاصلاً بينَ ماضٍ مظلم، ومستقبلٍ مشرق، وأضحى كلُّ ما حولَنا يُبَشِّرُ بالأمل رغم تشاؤمِ المتشائمين". وأكدت أنَّ حزبَ "الحرية والعَدالة" يُولِي المرأةَ شأنَها الذي تستحقُّه، ويُصَحِّحُ النظرةَ السلبيةَ للمرأة، وينشرُ ثقافةَ المساواةِ بين الجنسين، مع احترامِ التكامُلِ في الأدوار، وَيُقِرُّ بحق المرأة في العملِ في ميادينِ الحياة السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، دونَ إخلالٍ بحقِّ الأسرة أو بأحكامِ الشريعةِ الإسلامية. وأوضحت أن حزبَ "الحرية والعدالة" يُجَرِّمُ كُلَّ أشكالِ المَسَاسِ بالنساء، ويُطالبُ بتغليظِ العقوباتِ على التَّحَرُّشِ بهن، أو الاعتداءِ على سُمعَتِهِنّ،أو الاعتداءِ المباشرِ عليهنّ، كما يطالبُ الإِعلامَ بكلِّ ما يَدعَمُ لُحمَةَ الأسرة، ويحافظُ على قُدسِيَّتِها، والعزوفِ عن كُلِّ ما يهدد استقرارَها؛ لأن الأسرة أساس المجتمع، وَلَبِنَةُ بِنَائِه، فهي تقوم على مبادئ الدين والخلق والوطنية، وَمِن ثَمَّ وجبَ الحفاظُ على الطابَع الأصيل للأسرة المصرية، وما يَتَمَثَّلُ في المجتمع من قِيَمٍ وتقاليد، وهذا ما قَرَّرَتهُ شريعةُ الإسلام، والشرائعُ السماويةُ السابقة، وأنه يُولِي اهتمامًا بالغًا أيضًا بقطاع الشباب من الجنسين. وفي كلمته، أقسم الفنان وجدي العربي على الحاضرين أنه لم يسمع من قبل النشيد الوطني يؤثر في وجدانه مثلما سمعه في هذا المؤتمر، وخاصةً بعد الثورة التي جسدت معاني الوطنية، وأنه فخور بوجوده بين أبناء أسوان في بلد الفطرة ونقاء الروح. ودعا المخلصين كلهم في مصر عمومًا، وأسوان خصوصًا، إلى بذل الجهد؛ للمشاركة في تقدم وطننا الحبيب، قائلاً: "والله لن يقوم لهذا البلد قائمة إلا بجهود المخلصين من أمثالكم". وفي ختام المؤتمر، قام المجتمعون بتكريم المتفوقين من طلاب الثانوية العامة بالمحافظة، وتسليمهم جوائز وشهادات تقدير لهم، كما تم تكريم الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية من أبناء المحافظة.