17.77°القدس
17.51°رام الله
16.64°الخليل
22.77°غزة
17.77° القدس
رام الله17.51°
الخليل16.64°
غزة22.77°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

مواقف مميزة أذهلتني

ظاهر أحمد عمرو
ظاهر أحمد عمرو
ظاهر أحمد عمرو

في ظل هذا الظلام العربي الدامس، هناك مواقف حقيقية تعبر عن جينات هذا الشعب العربي المسلم، وهو ما أثار إعجابي و تقديري، وحرك مشاعري ومنها:

أولا: موقف طفل تونسي في الثانية عشرة من عمره، وصل الى مرتبة عالمية في لعبة الشطرنج، وكانت التصفية النهائية على العالمية لتلك اللعبة، مع شاب صهيوني يعيش على أرض فلسطين التاريخية، فما كان من الطفل التونسي، إلا أن رفض اللعبة معه فخسر البطولة، بحجة أن الصهاينة يقتلون إخوانه الفلسطينيين، وقد انسحب وعاد إلى تونس، غير نادم على ما فعله، بل كان يشعر أنه ملك الدنيا ومن عليها لأن الحياة موقف.

ثانيا: كان هناك ثمانون ألف متفرج جزائري في استاد رياضي في الجزائر، لحضور مباراة اولومبية بين فلسطين والجزائر، وكان هذا الحشد الغير مسبوق في الجزائر لمباراة كانت تهتف وبصوت واحد للفريق الفلسطيني وليس للفريق الجزائري، وكلهم قالوا بلسان واحد: لن تغلب فلسطين على أرض الجزائر، وكان فرحهم غامرا للهدف الفلسطيني الوحيد الذي حسم المباراة لصالح فلسطين، وهذا موقف غير مسبوق في التاريخ لجمهور يشجع الفريق الاخر عن بكرة أبيه، ولهذا كانت الروح الوطنية تتغلب على الروح الرياضية، ولا يغيبن عن البال أن الموقف الرسمي الجزائري، هو الذي طلب من الجزائريين تشجيع فريق فلسطين، تعبيرا عن حب وتقدير الجزائر لفلسطين.

ثالثا: موقف الأسير الفلسطيني الإعلامي محمد القيق، فقد أضرب عن الطعام لمدة 94 يوما، وكان كل يوم وكل ساعة يشرف على الموت ولم يغير موقفه مطلقا، أمام ارادته ضد الاعتقال الاداري الذي تعرض له من قبل العدو الصهوني، وفي نهاية المطاف وبعدما نجح في معركته الإعلامية، اضطر العدو الصهيوني للرضوخ الى عناد بطلنا القيق، ووافق على الافراج عنه بعد ستة أسابيع، وهي فترة علاج في المستشفى بإشراف أطباء فلسسطينيين، فأي إرادة تقوى على ذلك لخدمة قضية هو يؤمن بها ويقدم روحه فداءا لها، إنه موقف غير مسبوق وارادة شخص واحد فقط انتصر على عدو صهيوني مجرم وعنيد ، فما بالك لو إتخذنا موقفا جماعيا واحدا ضد هذا الكيان؟

رابعا: شاب أردني في مقتبل العمر، وراتبه لا يتعدى بضع مئات من الدنانير شهريا، وعليه التزامات كثيرة، وقد عرض عليه مبلغ 100 ألف دينار أردني، رشوة لتزوير وكالة بيع أرض بمبلغ مليون دينار، لكنه رفض هذا الإغراء الكبير حفاظا على أخلاقه ودينه ومبادئه، وحرصا منه على هذا الوطن، انه شاب سلطي من عائلة العوامله، فكل الاحترام لهذا الشاب ولعائلته ولمحافظته، ولكل أبناء الوطن الذي أنجب هذه المواقف العظيمه.

خامسا: أم جبر المرأة العجوز الفلسطينية التي وقفت في محكمة تنتظر الحكم على ابنها، الذي وصل إلى 99 سنة سجنا مكرر مرتين، فقالت للقاضي كلاما ينم عن سخرية وتهزيء لا مثيل لهما، وأضافت: أنا لا أقبل بحكم كافر مثلك ولكن أقبل بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره! وبدأت تزغرد وتعبر عن فرحتها، لتفسد الفرحة عند ذلك القاضي المجرم، وعندما رجعت إلى بيتها وهي تزغرد ، توافد الجيران عليها ظانيين أن الفرج تم لابنها واكتشفوا العكس تماما، ولكنها فلسطين التي تستحق كل تلك التضحيات.

سادسا: أذهلني استفتاء لموقف أطفال من غزة، حول إدخال مليون سوري إلى غزة المحاصرة والفقيرة، فكانت الأجوبة عند الأطفال تنم عن الترحيب بالسوريين لأنهم إخوة، وقال أحدهم أنه سيستضيف طفلا سوريا في بيته، ويدعه ينام على سريره، وينام هو على الأرض، وقد عبر كافة الأطفال عن شيء واحد، نستطيع أن نتعلم منه أن الوحدة العربية موجودة في جينات كل الشعوب العربية، عكس بعض الزعامات التي تظهر في الاعلام لتسجيل مواقف فقط.

وأخيرا ، ما أذهلني حقيقة، هو قدرة المعلمة حنان الحروب التي فازت بجائزة عالمية لأفضل معلمة على وجه الأرض، وذلك بالاشتراك في مسابقة تقدم اليها 8000 معلم ومعلمة، من مختلف دول العالم حول أفضل وسيلة تعليمية للأطفال لنبذ العنف، فهذه فلسطين المحتلة التي تقع تحت الحصار وتعاني من الاحتلال، تعطي العالم أجمع درسا مفاده كم أن هذا الشعب حضاري ومتقدم.

لذلك كله لا أستطيع أن أحصي الشخصيات والمواقف العظيمة في هذا الظلام، ولكن لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.