أبدع عدد من مؤسسات المجتمع المحلي الرسمية وغير الرسمية في تنفيذ مشروع يعزز القيم والأخلاق والمبادئ لدى شريحة من طلبة المدارس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بهدف الارتقاء بالطلبة وتغيير سلوكياتهم إلى الأفضل، وحثهم على الالتزام بتعاليم وآداب الإسلام الحنيف، والتحذير من مخاطر الإدمان والتكنولوجيا وغيرها.
و رعت مديرية التربية والتعليم برفح المشروع الذي يحمل عنوان "تعزيز القيم"، وشاركت أكثر من جهة في تنفيذه تمثلت في الكتلة الإسلامية وهيئة التوجيه السياسي والمعنوي بوزارة الداخلية ورابطة علماء فلسطين ووزارة الأوقاف برفح، وبدأت فعاليات المشروع منذ بداية شهر مارس.
طبيعة المشروع
وخلال حديث "فلسطين الآن" مع مسئول الكتلة الإسلامية في المشروع أحمد شيخ العيد أوضح أن مشروع "تعزيز القيم" استهدف طلاب وطالبات الصف العاشر داخل 20 مدرسة من مدارس المحافظة على مدار أربعة أسابيع.
وأفاد شيخ العيد أن المشروع شمل تعزيز أربع قيم يتم التركيز طوال الأسبوع الواحد على قيمة واحدة فقط يتم إيصالها بعدة وسائل وطرق، مشيرًا أن القيم الأربعة التي تم تعزيزها في المشروع تمثلت في أحكام الطهارة والصلاة، وبر الوالدين، وسلوكيات أخلاقية، ومخاطر التكنولوجيا.
وقال:"قيمة السلوكيات الأخلاقية شملت العديد من المواضيع المتعلقة باحترام المعلم وآداب الطريق وأهمية الصحبة الصالحة والتحذير من الإدمان والمخدرات، بينما استعرضت مخاطر التكنولوجيا سلبيات الإنترنت وكيفية التعامل معها والاستخدام الآمن للحاسوب والأجهزة الخلوية".
وفيما يخص طبيعة البرامج التي تم تنفيذها، بيّن أنه تم استضافة ثلاث دعاة خلال الأسبوع الواحد في كل مدرسة يتحدثون عن القيمة المخصصة للأسبوع، مشيرًا إلى إقامة ملتقى دعوي مؤثر خلال الأسبوع في كل مدرسة، بالإضافة إلى الإذاعات التي يقوم بها الطلبة في باقي أيام الأسبوع.
وقال:"قمنا بعمل مسابقات ميدانية ينفذها المدرسون وبعض الطلبة والدعاة حال تواجدهم، تركز أسئلتها على القيمة التي تم التحدث بها خلال الأسبوع، إما في وقت الاستراحة أو في الفصول أمام كل الطلبة وتقدم الجوائز للمشاركين".
وأضاف:"بعض المدارس استضافت أولياء أمور الطلبة وكرمتهم أمام أبنائهم لتعزيز قيمة بر الوالدين في أسبوعها، وتم التعاون مع دار القرآن الكريم والسنة لتوفير كتاب "السهل" للأحكام الفقهية وتم عرضه خلال أسطوانة وأقيمت دورات لشرح الكتاب".
وشرح بقوله:"ساهم التوجيه السياسي والمعنوي في محاضراته التوعوية معرفًا الإدمان والمخدرات وأشكالها محذرًا من مخاطرها بالإضافة إلى طرق الإسقاط، وعرض لذلك برامج وثائقية خلال محاضراته".
ونوه شيخ العيد أنه تم الانتهاء من الأسابيع الأربعة التي استهدفت أربعة قيم بانتهاء شهر مارس وبذلك ينتهي المشروع، مشيرًا أنه ستقام مسرحيات هادفة داخل المدارس كتعزيز للمشروع تحمل عنوان "الصاحب ساحب".
إقبال كبير
ولقي المشروع إقبالًا كبيرًا جدا من الطلبة وكذلك مدراء المدارس والمدرسين والدعاة كما أفاد مسئول الكتلة الإسلامية في المشروع، وقال:"كان هناك إقبالًا كبيرًا جدًا من الطلبة، بل تنافس من المدرسين أنفسهم لإنجاح المشروع".
وقال:"وجدنا الاستجابة الكبيرة من الطلاب ورأينا إقبالهم خصوصا في الملتقيات الدعوية وشاهدنا دموع التائبين والعائدين، وصلاة الجماعة داخل المدارس التي أقيمت وجمعت أعدادًا كبيرة من الطلبة، وكان الطلبة يقولون لنا: لا تتركونا واستمروا في تعزيز هذه القيم وتجديد علاقتنا مع الله".
وأضاف:"بعض مدراء المدارس عاتبونا عتابًا شديدًا بسبب تأخرهم في المشروع وعدم بدئه من بداية العام"، ونقل قول أحدهم:"والله لا أسامحكم، نحن نريد هذه القيم والأخلاق وفي أمس الحاجة إليها، لماذا تأخرتم ولم تأتوا من بداية العام؟".
ولفت شيخ العيد أن مدراء المدارس أبدوا استعدادهم الكبير للعمل في العام القادم بتنظيم أكبر للمشروع وخبرة وإبداع.
وبدورها شكرت إحدى الطالبات القائمين على المشروع وقالت:"شكرا لكم، أنتم دائما تحاولون أن تساعدونا وتضعونا على الصراط المستقيم، وتعطونا الكثير من النصائح الدينية التي تفيدنا وتساعدنا في حياتنا، وإن شاء الله نستفيد منها وتكون مفاتيح لقلوبنا".
وقالت طالبة أخرى:"الشكر موصول لمشروع تعزيز القيم، شكرا لهم على جهودهم الطيبة والرائعة، نتمنى أن يكونوا داعمين لقيم الطالبات، ويزرعوا في قلوبهن القيم السامية والأخلاق الرائعة، وينموا لديهن مقدرتهن على التقرب من الله سبحانه وتعالى".