18.08°القدس
17.83°رام الله
17.19°الخليل
23.02°غزة
18.08° القدس
رام الله17.83°
الخليل17.19°
غزة23.02°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

القدس لوحدها في مواجهة مخططات تهويد المعالم والأسماء

غسان الشامي
غسان الشامي
غسان الشامي

تشتد الآلام والمآسي والنكبات على مدينة القدس المحتلة، وتتكالب عليها المؤامرات الصهيونية يوما بعد يوم، كما تتسارع مخططات التهويد والاستيطان لهذه البقعة المباركة من أرضنا، ويواصل العدو الصهيوني جرائمه العنصرية بحق القدس والمسجد الأقصى دون حسيب أو رقيب، ولا تتوانى الحكومة (الإسرائيلية) الفاشية في المصادقة على بناء الثكنات الاستيطانية في القدس، كما ترصد الملايين من الدولارات من أجل تنفيذ مخططات التهويد الجديدة في المدينة المقدسة.

وتواصل سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) هذه الأيام فرض العقوبات على المقدسيين وهدم المنازل، وسحب الهويات من المقدسين، كما تشدد الإجراءات التعسفية الصارمة بهدف تنفيذ مخططات تهجير المقدسيين، وتتواصل حملات الاعتقالات بحق المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، وعلى الجانب الآخر تواصل عصابات وقطعان المستوطنين الاقتحامات اليومية لباحات المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الصلوات (التلمودية) في ساحات الأقصى.

وقد شعرت بالغضب والحزن والأسى على القدس والمسجد الأقصى المبارك عندما أعلن الحاخام الصهيوني (يهودا غليك) على صفحته عبر الفيس بوك عن سروره بمواصلة اقتحام المسجد الأقصى الذي يسميه (جبل الهيكل) وأن المسلمين اعتادوا على هذه المشاهد قائلًا: "نحن في جبل الهيكل والمسلمون يحيطوننا بصمت.. بدؤوا يتعودون على أن هذا مشهد طبيعي"، كما يعمل الحاخام (غليك) باستمرار على تنظيم اقتحامات لقطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى تحت حراسات مشدد من قبل جنود الاحتلال.

أخشى ما أخشاه اليوم أن يتحقق ما يقوله الحاخام الصهيوني "غليك" ويصبح مشهد اقتحام المسجد الأقصى مشهدا اعتياديا طبيعيا، من أجل تحقيق ما يصبوا إليه الاحتلال وهو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

وحديثا وضمن مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك قامت ما تسمى وزارة السياحة (الإسرائيلية) حسب ما كشفته الصحافة العبرية – بإصدار نشرة سياحية إرشادية تتضمن خارطة خاصة بمدنية القدس تخفي هذه الخريطة كل ما هو إسلامي وعربي وتعتمد الخارطة المسميات العبرية، وتحمل الخريطة فقط موقعا إسلاميا واحدا، وخمسة مواقع مسيحية فقط من أصل (57) موقعا، كما أطلقت التسميات العبرية في الخارطة على باقي المعالم في مدينة القدس، وتم استخدام أسماء مثل (حائط المبكى) و(جبل الهيكل) و(بيت إيلياهو)، و(بيت تساهل)، و(بيت دانون)، و(بيت حفرون)، وغيرها من التسميات العبرية.

وكاتب السطور يتساءل إلى متى الصمت على ما يحدث من جرائم تهويد في القدس؟ متى يصحو العرب والمجتمع الدولي على ما يحدث في القدس؟ إلى متى تبقى القدس وحدها تواجه هذه المخططات والمؤامرات الماكرة؟

اليوم تحيا القدس واقعا مريرا، والعدو يواصل تنفيذ مخططات التهويد على مرأى ومسمع العالم، بل ويعمل العدو على تغيير المسميات والمعالم، ويواصل الاحتلال منع الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني والمسلمين من الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه، وعلى الرغم من كافة الدعوات الدولية للاحتلال من أجل وقف جرائمه بحق القدس والمسجد الأقصى إلا أنه يضرب عرض الحائط كافة الدعوات والمطالبات الدولية ويواصل تنفيذ مخططاته وجرائمه بحق القدس. إن الحفريات تتواصل أسفل أساسات المسجد الأقصى، وهذا ما حذر منه شيخ الأقصى الشيخ الجليل رائد صلاح، الذي أكد على وجود حفريات سرية في محيط المسجد الأقصى وأسفل الأساسات، كما يصعد الاحتلال من أعمال الحفريات أسفل الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى باتجاه الجنوب، مما تسبب بتكشف حجارة عملاقة من حجارة أساساته، وأساسات وحجارة سور القدس التاريخي، وفي كلتا المنطقتين وصلت الحفريات إلى المنطقة الصخرية.

كما كشف فيلم توثيقي حمل عنوان (تحت الأقصى) عن أن الحفريات التهويدية وصلت إلى أسفل باب المغاربة، وحائط البراق، وهي طويلة وعميقة، ولا يمكن التعرف إلى أي نقطة وصلت، وذلك لأن مناطق الحفريات مغلقة ولا يسمح الوصول إليها، كما أنه تم توثيق "تعمق" في امتداد حفريات تتفرع عن الحفريات أسفل أساسات الأقصى، وتم توثيق نفق مضاء طوله أكثر من 70 مترا، لا يُعرف مداه أو طوله أو إلى أين وصلت الحفريات في هذا النفق.

إن المشهد في القدس المحتلة مشده مأساوي ومرير، جراء مواصلة مخططات التهويد، ومواصلة أعمال الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك، والقدس اليوم بحاجة ماسة لجهود الجميع من أجل مواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدف هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وتحتاج القدس من الفلسطينيين أنفسهم جهد دبلوماسي وأممي كبير من أجل فضح مخططات التهويد أمام المجتمع الدولي، والعمل على تنظيم حملة دولية لدعم ومناصرة المسجد الأقصى المبارك، والوقوف بوجه المخططات التهويدية الشرسة.

ويتوجب على منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، أن يكون لها مواقف جادة ومسؤولة تجاه أعمال الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى، وأن تدعو لحملات دعم ومساندة للمسجد الأقصى، والعمل على توفير الدعم المالي للمرابطين في المسجد الأقصى والوقف سدا منيعا في وجه مخططات الاحتلال، ودعم صمود المقدسيين على أرضهم.