13.9°القدس
13.66°رام الله
12.75°الخليل
17.46°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل12.75°
غزة17.46°
الجمعة 03 يناير 2025
4.53جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.53
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.66

تقرير "فلسطين الآن"

المحرر "أبو طه" 12 عامًا بين المعاناة والانتصار

12968038_491538831039972_515850522933082044_o
12968038_491538831039972_515850522933082044_o
رفح - محمد كمال

غمرت الفرحة قلب الأسير المحرر هلال أبو طه وذويه وأهله وأحبابه، بعدما أفرج عنه الاحتلال الإسرائيلي بعد اثني عشر عامًا قضاها داخل سجونه وزنازينه، تحدى فيها بجلده وصبره الاحتلال وسطوته والسّجان وظلمه.

تقرير أعده مراسل "فلسطين الآن" خلال حوار مع الأسير المحرر هلال سعدو أبو طه بعد أن أفرج عنه الاحتلال في الرابع والعشرين من شهر مارس الماضي، ويعرض تحديه وإرادته الصلبة في وجه السّجان، وينقل صورة المعاناة والألم التي يعانيها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

والأسير المحرر هلال سعدو أبو طه ( 39 عامًا) من سكان مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، متزوج وله ثلاثة من الأبناء، اثنتين من البنات وطفل رزق به بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2004 وأمضى في سجونها 12 عامًا.

كمين للاعتقال

وخلال حديث الأسير المحرر أبو طه مع "فلسطين الآن" قال إنه اعتقل في أشبه بكمين أعده الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن ضابط من جهاز "الشاباك" الإسرائيلي اتصل به لإحضار بيانات وأوراق لإكمال إجراءات لمّ الشمل كونه كان متزوجًا من الداخل الفلسطيني، وذلك يستلزم إثباتات وأوراق.

وقال:"كان هذا بداية شبه الكمين، نريد أوراق حتى ننهي موضوع الهوية، وتفاجأت هناك بأسئلة ليس لها علاقة نهائيًا بلم الشمل ولا بأمور من هذا القبيل، وكانت الأسئلة عن أسماء معينة لماذا تتصل بي ويكلموني على الجوال، وماذا يريدون مني، وبدأ التحقيق من هذه اللحظة".

وأضاف:"تم اعتقالي ووجهت إلي تهمة محاولة أسر جنود ومحاولة حيازة سلاح، وهناك الكثير من البنود كانت على لائحة الاتهام، لهذا كان الحكم عالي"، وحكمت المحكمة عليه 12 عامًا أمضى معظمها في سجن ريمون.

معاناة الأسير

"معاناة السجين أول ما يضع قدمه داخل السجن أو بداية التحقيق، تبدأ المعاناة ولا تنتهي عنده أو حتى عائلته حتى يخرج"، بهذه الكلمات وصف المحرر أبو طه معاناة السجن.

وأكد أن كبت الحرية والإرادة وتقييد كل شيء هي المعاناة، قائلًا:"أبسط أمور الحياة أنت مقيد فيها حتى الطعام، أحيانا تصل إلى درجة الذهاب إلى الحمام تخاف أن يأتي لك وقت العدد أو تفتيش مفاجئ، هذه أبسط أمور يعاني منها السجين، وعلى هذا قيس ما هي أبعد أمور المعاناة من حرمان من كل شيء".

 وأضاف:"كل شيء يريد أن يحصل عليه الأسير يحصل عليه بعد معاناة تصل إلى إضرابات وقمع من أجل أن ينال شيء بسيط من حقوقه"، معتبرًا أن أي شيء بسيط بالنسبة للأسير يعتبر إنجاز وأي إنسان عادي يمكن أن يضحك عليها، لأنه لا يعرف قدر هذه الأمور بالنسبة للأسير، وأشار "هذه معاناة الأسر وإلى الآن ولن تنتهي معاناة الأسرى ما دام في سجون".

واعتبر أبو طه أن إضراب عام 2012 الذي خاضه الأسرى كان أسوأ 28 يومًا عاشها داخل السجن، وقال:"بدون مبالغة فقط سيفهم كلمة إضراب الذي عاشه وخاضه، 28 يومًا فقط على الماء من أجل تحقيق إنجازات بسيطة جدا جدا، لكن بالنسبة لنا تعتبر شيء مفرح أو هدف نسعى لتحقيقه".

ومنذ أسرالمقاومة الجندي شاليط بدأت عقوبات تحت مسمى "عقوبات شاليط"، منع خلالها أسرى غزة من الزيارة واستمرت لمدة 5 سنوات ونصف، وقلت الاتصالات جدًا ولاحقها تشويشات كبيرة من قبل إدارة السجون، ولم يخفف من حدة العقوبات إلا الإضراب.

زيارة بضيافة الألم

ونوه أبو طه أنه حتى بعد السماح لأهالي غزة بالزيارة بعد إنجاز  الإضراب عام 2012، كانت مقيدة جدًا بحيث الزيارة كل شهرين ولمدة نصف ساعة وإلى الآن لا يزور الأسير من غزة إلا الابن أو الأم أو الأب أو الزوجة، ولا يدخلوا أي قريب من الدرجة الثانية أو الثالثة ولحتى الآن.

ويروي أبو طه بقوله:"أحيانا الأسير ينتظر أهله بعلم من الصليب بزيارة، ويتفاجأ أن الاحتلال عبر معبر إيرز مرجع أهله، أو لا أحد مبلغ أهله أنه عليهم زيارة، طبعا في هذه الحالة ينتظر شهرين غير الشهرين الذين مضوا".

وتابع:"الزيارات كانت صعبة جدا رغم أننا ننتظرها وقت طويل، ولكن تكون معاناة بسبب الحاجز الذي يفصل بينك وبين أهلك الزائرين لك".

وأجمل أبو طه معاناة الزيارة للأهالي والأسرى بقوله:"لحتى الآن عقوبات الزيارة يعاني منها الأهالي، في تدخيل الملابس، ومعاناة الممنوعين أمنيا، والتوتر الذي يحدث أحيانًا بين أهل الأسير وجنود الاحتلال على معبر إيرز فييعيدوا الأهل، وكذلك ضعف التنسيق مما يمر أكثر من 4 أشهر ولا يتمكن بعض الأهالي من زيارة أبنائهم".

وقال:" انتصار إضراب 2012 كانت أكبر فرحة لي وأنا داخل السجن 12 عام، وإنجاز أن المعزولين خرجوا، وزارونا أهالينا، وأول زيارة كانت بالنسبة لي لأمي وأبوي تفاجأت جدا جدا ماذا عملت فيهم السنين وحصار غزة، لا يوجد شيء على مكانه لا بالشكل ولا بالهمة الجسدية".

رسالة الأسرى

وأكد المحرر أبو طه أن الرسالة التي يحملها كل أسير هي الوحدة أجل إطلاق سراحهم وتخفيف معاناتهم، معتبرًا أن الوحدة تعني صف واحد وكلمة واحدة بحق الأسير وقرار واحد بحق الأسير، وفرحة للأسير أن كل أطياف الشعب الفلسطيني ومؤسساته تقف في صف واحد.

"نريد الحرية اليوم قبل الغد"، بهذه الكلمات نقل أبو طه رسالة الأسرى للمقاومة الفلسطينية، منوهًا أن الأسرى خاصة بعد الصور الأخيرة التي رأوها خلف أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام يمثل لهم الكثير من المعاني، ولولا هذا الأمل لما صمدوا إلى حتى الآن.

وختم حديثه بقوله:"أول ما خرجت من آخر باب في حاجز إيرز رفعت يدي ونزلت الحقائب وقلت: "يا رب الستر"، لحتى الآن من كرم الله 12 عامًا بأتخيل في استقبال، ما مر علي استقبال مثل الذي رأيته، والذي حدث هو أضعاف أضعاف ما توقعته".

مضيفًا:"وهذا الفضل يعود إلى عائلتي الكريمة والتنظيمات جميعها والمؤسسات والأحزاب، كان استقبال لم يسبق له مثيل، حسب الشهود الذين شاهدوا الحدث من أوله لآخره، وأنا مدين لكل هؤلاء، وفرحة لا توصف، وأتمناها لكل أسير بإذن الله".