عندما يسأل عن المجد يقف الانسان حائراً في وصف ذاك العملاق الذي تربى منذ نعومة أظفاره على التواجد بين الكبار، الحارس الطائر ونصف الفريق صمام أمان لزملائه في أرضية الملعب.
منذ التحاقه بدوري المحترفين الفلسطيني قادما من الداخل المحتل حرص على القتال والاجتهاد للوصول مع الفرق التي مثلها إلى منصات التتويج، وحجز مكاناً له في تركيبة المنتخب الوطني الفلسطيني ابتداء بالأولمبي ووصولا إلى المنتخب الأول.
غانم محاجنة الحارس الفحماوي البارع الذي ترعرع في كبرى الأندية بالداخل، والقادم من مدينة النور "أم الفحم" التي تشربت عشق كرة القدم منذ آلاف السنين.
البطولات والذهب لهما حكايات مع محاجنة الذي أصبح أحد اللاعبين القلائل الذي يحمل فيه سجله 3 بطولات لدوري المحترفين في السنوات الخمس التي أمضاها في فلسطين، إلى جانب تتويجه بكأس التحدي الآسيوي وتواجده في الكادر الذي مثل فلسطين للمرة الأولى بكأس أمم آسيا.
بداية النجاح
بعدما ترك محاجنة فريقه الذي ترعرع بين جنباته "مكابي نتانيا" في فرق الشبيبة، وتتلمذ عن يد المدرب الألماني الكبير لوتار ماتيوس قبل أن يشق طريقه نحو العشق الأبدي دوري المحترفين بالضفة المحتلة.
وعرف محاجنة كحارس شاب بإمكانيات كبيرة منذ انضمامه لشباب الظاهرية، الفريق الأكثر تطوراً في المستوى والنتائج في السنوات الست لدوري الاحتراف، حيث بنى الغزلان آمالا عريضة على ذلك الحارس لتعويض الحارس التاريخي وليد قيسية في المستقبل.
ومنذ قيادة المدير الفني حسن حسين لدفة تدريب الغزلان قبل موسمين رأي في محاجنة الحارس الأنسب للوقوف بين الخشبات الثلاث والدفاع عن عراقة الظاهرية في المحافل المحلية والآسيوية.
واستطاع محاجنة رفقة كتيبة الغزلان تقديم موسم مميز، إلا أن التوفيق وقف حائلا بينهم وبين الظفر بالبطولات حيث جاء الظاهرية في المركز الثاني بالدوري خلف البطل ترجي واد النيص، وبالكأس خلف هلال القدس، وخرج من تمهيديات كأس الاتحاد الآسيوي على يد آلاي أوش بطل قيرقيستان.
الحارس الأول
وفي موسمه التالي، حرص المدير الفني للغزلان إبراهيم أبو ارقيق على الاعتماد على محاجنة في التركيبة الأولى، حيث أسهم برفقة زملائه على التربع على عرش دوري المحترفين من جديد بعد صراع قوي مع هلال القدس المدجج بالنجوم آنذاك.
وارتأى محاجنة ترك شباب الظاهرية بعد رحلة ناجحة بكل المقاييس والانتقال للغريم الأزلي شباب الخليل بداية الموسم الحالي لمدة موسمين، ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته المليئة بالإنجازات.
وأكد محاجنة أن مشروع شباب الخليل الواضح هو سبب رئيسي دفعه للانضمام إلى فريق أعد ليكون بطلا لدوري المحترفين بنهاية الموسم الحالي، مشيراً أن العميد وفر مناخ صحي ومميز للنجاح هذا الموسم.
المجد الثالث
منذ وصوله إلى قلعة الشباب الخليلي علم محاجنة أن المهمة الجديدة لن تكون سهلة، كونه وضع في منافسة شريفة مع الحارس المميز سائد أبو سليم تحت مبدأ المناوبة والمداورة.
ولفت محاجنة إلى أنه تمكن خلال مشاركته في اللقاءات الحساسة من قيادة العميد لإسقاط شباب الظاهرية واعتلاء الصدارة لأول مرة، ثم أكملها بتأمين مرمى الشباب في مواجهة المنافس شباب الخضر، وكبح جماحه بالاقتراب من الصدارة وتهديد حلم جمهور الشباب.
وأشار محاجنة إلى أن النجاح سيتواصل في الموسم المقبل، نظراً لأن إدارة العميد تبنى مستقبل حراسة المرمى عليه، وكونه تعود على الوفاء للقميص الذي يرتديه.
واستطاع شباب الخليل التتويج بدرع دوري المحترفين بعد منافسة شرسة مع شباب الخضر، الذي سقط بالأمس أمام شباب دورا ليمنح العميد اللقب الغالي قبل ثلاث مباريات على النهاية.