18.57°القدس
18.25°رام الله
17.19°الخليل
23.67°غزة
18.57° القدس
رام الله18.25°
الخليل17.19°
غزة23.67°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

ثقافة التسول وصنع القرار

عصام شاور
عصام شاور

نقل عن قائد فلسطيني أنه كان يرد على بعض من يطلبون المساعدة منه (من سلطته لا من جيبه الخاص) بعبارة: "كفاكم تسولًا"، وقد أبهرت وأعجبت تلك العبارة الكثيرين، ومن المعجبين بالعبارة والسياسة الجديدة من كان دخله يوازي دخل عشرات الموظفين، ومنهم من اعتاد صرف أموال تساوي أضعاف أضعاف راتبه بفساده لا بركة عمله، ومع ذلك العبارة نفسها جميلة، إذا عمل القادة على تهيئة الظروف المناسبة لمحاربة الفقر ومنع ظاهرة التسول.

الفقراء في فلسطين ضحايا احتلال ومؤامرات دولية واتفاقات اقتصادية رمت إلى إفقار الشعب، ونشر ثقافة التسول من أجل السيطرة عليه وتركيعه وإضعافه، حتى يتعايش مع الاحتلال ويعجز عن مقاومته.

إذا نظرنا حولنا فسنجد أن عامة الشعب الفلسطيني تعتمد بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الرواتب ومخصصات الشؤون الاجتماعية، وكذلك سنجد أن فصائلنا _وخاصة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية_ تعتمد على مخصصات تصرف لها بانتظام، وكذلك أن السلطة تعيش على ما تقدمه الدول المانحة من أموال ومساعدات، وعلى هذا إن كل فئة من تلك الفئات تتسول بطريقتها الخاصة، وترتهن لمن يقدم لها الدعم بإرادتها، إلا المواطن الذي يعجز عن علاج طفل أو تعليم ابن؛ فإنه مضطر إلى طرق الأبواب، ولولا المؤامرة _كما قلنا_ لكان الكثير من هؤلاء الفقراء أغنياء، لما يمتاز به الشعب الفلسطيني من ذكاء وجد وإبداع، وفوق كل ذلك عزة النفس التي تحاول بعض الأطراف كسرها بإصرار شديد.

أمس أعلنت الرئاسة الفلسطينية قطع مخصصات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وربما يكون ذلك بسبب تخطي الجبهة الخطوط الحمراء، وكما تفعل الرئاسة مع فصائل المنظمة تفعل الاحتلال مع السلطة حين يمنع تحويل أموال الضرائب إليها حتى ترضخ لمطالبه، وكذلك تفعل الدول المانحة؛ فأين نحن أو منظمة التحرير من إمكانية اتخاذ القرار، فضلًا عن حق تقرير المصير، لابد لنا أن نتحرر من قيود الأموال المسيسة حتى نتقدم خطوة باتجاه تحرير الوطن، وأعتقد أن عبارة: "كفاكم تسولًا" يجب أن توجه إلى الفصائل والقيادة قبل أن توجه إلى المواطن الضحية.