18.08°القدس
17.83°رام الله
17.19°الخليل
23.02°غزة
18.08° القدس
رام الله17.83°
الخليل17.19°
غزة23.02°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

لماذا كل هذا الصبر على عباس؟

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

ماذا تنتظروا من محمود عباس بعد كل السلوكيات الخارجة عن الوطنية المنافية للشراكة المخالفة للقيم والأعراف الفلسطينية والتي كان آخرها حجب مخصصات الجبهة الشعبية المالية والتي تدفع لها من أموال الصندوق القومي الفلسطيني وليست من ميزانية محمود عباس أو حتى من ميزانية حركة فتح .

محمود عباس يتصرف بالشأن الفلسطيني منذ اللحظة التي تواجد فيها على سدة السلطة أي منذ احد عشر عاما وهو يتعمق في دكتاتوريته وتفرده وضربه عرض الحائط بكل القيم الديمقراطية، فلا يقبل من أحد أن يقول له لا، أو يقول أن ما تقوم به يا عباس يضر بالوطن والشعب والقضية ، وان هذا السلوك السياسي لا يقدم عليه فردا عاديا فكيف بمن هو على رأس للسلطة ، فلم يعد هناك حد بين أعمال وتصرفات العملاء والخونة وتصرفات محمود عباس والتي من المفترض أن توقفه أمام القضاء لمحاسبته، ولكن بسياساته وتصرفاته قضى على كل مؤسسات الشعب الفلسطيني ولم يبق إلا سلطة السيف التي بحوزته فيمنع عن هذا ويمنح هذا ويطرد ذاك ويبقي على من هم على شاكلته.

والسؤال أليست الجبهة الشعبية عضوا أساسيا ومؤسسا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وأنها تتمتع بنفس الدرجة التي تتمتع بها حركة فتح ، وان المخصصات المالية من يقرها ويقدرها ويمنحها هي اللجنة التنفيذية ، إذن لماذا هذا الصمت من اللجنة التنفيذية على هذا التصرف المشين من قبل محمود عباس ؟ أم أن الخوف من أن يلحق بها ما لحق بالشعبية من قرار جائر يجعلها تصمت؟ وإن تحدثت تحدثت على استحياء ؟ تحت مبرر نعمل بهدوء ليعدل عباس عن قراره ونبتعد عن الحديث عبر الإعلام عما نقوم به لثنيه عن قراره .

أليس هذا الموقف بحد ذاته هو تخاذل ورضا مبطن بما يقوم به عباس بعيدا عن اللجنة التنفيذية والتي من المفترض أن تقوم بواجبها وتقول بأعلى صوتها لا يا عباس ما تقوم به جريمة وطنية وهذا التصرف هو الديكتاتورية بعينها، هل بات تحكم عباس بالمال الفلسطيني والذي هو حق مقر من مؤسسات الشعب الفلسطيني وليس منه من عباس أو غيره سيف مسلط على رقاب أعضاء اللجنة التنفيذية.

إذا كان هناك لوم فهذا اللوم لا يقع على عباس وحده ؛ ولكن يقع على الكل الفلسطيني وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية، لأن الرجل لا يعرف للمؤسسة معنى ولا قيمة في كل ما يقوم به ويتخذه من قرارات والأمثلة كثيرة ولا حصر لها، واليوم بات من الضروري وقف الرجل عند حدوده وفق القانون الفلسطيني وليس على قاعدة المعاملة بالمثل أو الانتقام والمكيدة ، وطالما هذه عقيدة الرجل يمارسها على المكشوف ودون مواربة أو لف ودوران وعلى قاعدة ( الي عاجبه عاجبه والي مش عاجبه يخبط رأسه في الحيط) هو يقول ذلك عمليا كونه يدرك حقيقة من هم معه في اللجنة التنفيذية.

لقد آن الأوان لأعضاء اللجنة التنفيذية من القوى والفصائل الفلسطينية أن تخرج للجماهير وتقول أمامها لمحمود عباس (كفاية) وتعلن مغادرتها لمواقعها وترك اللجنة التنفيذية لأنها أصبحت ديكورية لا قيمة لها،ويقاطعوا عباس ويتركوه وحده مع اتخاذ مواقف عملية على الأرض لتغيير هذا الواقع المزري، أقول ذلك وأنا اعلم أن عدد من القوى لن تتخذ هذا الموقف، كما أن لعبة المستقلين والذين ينتمون في غالبيتهم لحركة فتح لن يتركوا أماكنهم وسيزاودوا على موقف من انسحب من اللجنة .

هذا الانسحاب من اللجنة والمقاطعة لمحمود عباس هو رسالة يمكن أن تضع حدا لتصرفاته ورسالة إلى من يتشدقون بالديمقراطيات والحريات بأن من تقفون إلى جواره هو دكتاتور بكل ما تحمل الكلمة وإن كانت هذه الرسالة لن تؤثر بهم كون الرضا عن عباس عال جدا لسبب بسيط انه ينفذ كل السياسات التي تخدم مصالحهم والتي على رأسها حماية أمن (إسرائيل) .