18.26°القدس
18.19°رام الله
18°الخليل
24.89°غزة
18.26° القدس
رام الله18.19°
الخليل18°
غزة24.89°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: وقـــودكم لا زكـــاة ولا صدقـــــة

كادت غزة أن تتنفس الصعداء حين انتهاء ثورتكم العظيمة التي نسجت خيوطها وتغلغلت في كل الميادين ، كانت غزة معكم قلباً وقالباً مناصرين ومؤيدين حكومةً وشعباً مباركين هذا المنعطف التاريخي لمصر العروبة التي احتضنت غزة وقضيتها ، أنتم أشقاؤنا وأراضيكم همزة الوصل التي توصلنا إلى كل العالم . أطفال غزة تاقوا لإنارة بيوتهم وشوارعهم ، نساء غزة أضحين يحلمن بكهرباء طوال اليوم ، شيوخ غزة باتوا على أمل بانقشاع هذه الغيمة التي شلّت حركتهم وعطّلت أمورهم الحياتية ، غزة تتجرّع كؤوس الألم كأساً تلو الآخر ما إن يوشك أن ينبت فيها الزرع إذ بالقريب والبعيد لها بالمرصاد ، هناك من يتلذذ بإغراق غزة في ظلامٍ دامس أي مقارنةٍ هذه وظلام الآخرة . وقودكم لغزة مقابل التسعيرة الدولية التي حددتها الجهات المعنية عندكم مشكورة وهذا يندرج تحت بند التجارة العالمية ، لا بـــ (التسعيرة الخاصة) التي قمتم بتحديدها لجهات خارجية مقابل ضخ الغاز ، لذا فإن توريد الوقود لغزة لا يعتبر هبة ولا صدقة ، لا يوجد أي دواعٍ للتلكؤ واختلاق العراقيل ، إن أسس التجارة العالمية تعتمد على سهولة ومرونة الاستلام والتسليم لطرفيّ المعادلة والابتعاد عن أية شوائب يمكن لها أن تتسبب في عرقلة حركة التجارة لذا فإن مصطلحي السهولة والمرونة يتم ترجمتهما واقعياً عبر معبر رفح الحدودي كونه يخضع لحكومة دولتين بينهما هذه الصفقة التجارية . أما إذا وضعتم غزة تحت الأمر الواقع وبالإكراه على وصول الوقود عبر منافذ أخرى يسيطر عليها أعداء غزة حتى يتم إدخاله يوماً ومنعه شهوراً فهذا هو التنفيذ الفعلي لأجندات خارجية كنا نأمل بسحقها بعد الثورة ، لكن إذا كانت هذه سياسة دولتكم الموقرة التي اتبعها النظام السابق وسيتبعها النظام اللاحق رغماً عنكم فافسحوا المجال لغيركم من دول العالم للقيام بهذه المهمة التي ينتظرها الآن مليون ونصف سجين . نحن نحترم ونثمّـن ونشيد دوركم الفعّال والبارز برعايتكم الكريمة للمصالحة الفلسطينية وإصلاح الشأن الداخلي كذلك صفقة وفاء الأحرار لكننا الآن بأمسّ الحاجة لإصلاح شأن الحياة الغزية ، إن أوضاع الوضع الراهن تحدث دون أن يتوقعها أحد ، كم من موارد طبيعية تفجرت أنابيبها ومحطاتها ، كم من رئيس دولة ما بين طريدٍ ومعتقلٍ وتحت التراب بعدما كانوا يمثلون دور الآلهة في بلدانهم ، كم من قانون طوارئ تم إلغاؤه بعد ممارسته سنوات طويلة ، ها هو ثمار الربيع العربي التي لم ينتهِ بعد ولا نعلم ما خلف الكواليس وما يخفيه الزمن المستقبلي المجهول الذي وصفه بعض المحلّلين بالقنبلة الموقوتة . أعداؤنا فرحون بنا لأنهم يدركون تماماً ماهية نقاط ضعفنا أننا نلهث خلف الفرقعات الإعلامية وخلف التصريحات المزيّفة والوعود الوهمية استناداً لبعض الكلمات الملتهبة في الخطابات لابد ويجب وينبغي ومن الضرورة ومن الواجب ---- إلا أنه هباءً منثورا .