لا يتوقف الثور عن اللف والدوران حول الساقية ليظفر في نهاية كل يوم بطعام لا يستحق كل ذلك الكد والتعب التضحية، قد يعتقد الثور أنه يسير في خط مستقيم للوصول في نهاية الامر الى الاستقرار والراحة ولكنه لا يعرف أنه يدور حول نفسه ويستنفذ عمره في اخراج الماء ليروي بها "السيد" أرضه وينمي ثرواته والذي لن يتوانى في نهاية المطاف في ذبح الثور واستبداله بأخر أكثر شبابا وقوة من أجل خدمته.
لو نظرنا الى أخر عشر سنوات وهي سنوات الانقسام وما الذي فعلناه حتى نطوي صفحته لوجدنا نقاط الخلاف هي ذاتها لا تتبدل ولا تتغير و أننا نلف وندور في حلقة أشبه بالساقية، والمستفيد الوحيد هو الاحتلال الاسرائيلي و الثوابت هي العبثية ومسارنا الدائري والمسافة القريبة من مركز الانتاج الذي يصب لصالح اليهود، فإلى متى سنظل نتخبط ؟
هل ننتظر حتى تتبدل الأجيال الهرمة بأجيال شابة أقدر على المناكفة وادارة الصراع الداخلي؟ هذا لن يكون حتى لو كان ما يتمناه بعضنا أو يخطط اليهود له، وأنا هنا أتحدث فقط عن جهود المصالحة اما المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة فهي بخير وتحقق انجازات مع كل اشراقة شمس ولا خوف على فلسطين ولا على مقدساتها فهي في حماية الله ورعايته، ولكن الانقسام يلقي على كاهل شعبنا المزيد من الاعباء ويرهقه ويعطل الكثير من مصالحه.
للذين يرغبون في استمرار الانقسام وبقاء الحصار على قطاع غزة أقول إن المقاومة في ظل الحصار حققت ما لم تحققه في عشرات السنين، فمن كان يتخيل أن صواريخ المقاومة الفلسطينية ستتطور في زمن قياسي لتصل الى حيفا ؟ ومن كان يتخيل أن يكون لدى المقاومة الفلسطينية قوات بحرية تهاجم المحتلين في العمق الفلسطيني، أو قوات برية خاصة تقتحم معسكرات جيش الاحتلال؟ من كان من السياسيين يتخيل اندلاع انتفاضة القدس واستمرارها ؟
ولذلك لا أستبعد أن ترضخ (اسرائيل) وغيرها قريبا لرفع الحصار عن قطاع غزة وانشاء ميناء بحري يصل غزة مع العالم ، وبالتالي فلا جدوى من الاستمرار في المناكفات والبقاء في تلك الدائرة الضيفة من الصراع الداخلي وخاصة أن رياح التغيير تجتاح المنطقة بأسرها لصالح العرب والمسلمين وليس ضدهم كما يتوهم البعض.
