على الطريق الواصل بين محافظتي رفح وخانيونس وإلى الشمال من محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، يعرض الشاب إياد أبو سمهدانة المشهور ب"أبو هدّاف" على بسطته البسيطة الأواني الفخارية ومنتوجاته المزيّنة المنقوشة عساها تكون قوتًا للعيش ومصدرًا للرزق يعيل فيها أهله وأبناءه الثلاثة.
داخل صالة المعيشة في منزله المتواضع الصغير شمال رفح، يمسك أبو هدّاف ريشته ليدهن القطع الفخارية ثمّ يلوّنها بالألوان المختلفة بعد أن رسمها بالورود، ويزيد جمالها ببرق الزينة يجذب به الزبائن، وتارة يزينها ببعض الكلمات والحروف يحيط بها زلف البحر الناعم، ثم يعرضها للبيع.
تزيين الفخار
بدأ أبو هدّاف (27 عامًا) في تزيين الأواني الفخارية والنقش عليها كمصدر رزق بعد أن كان يتاجر في الأدوات المنزلية البسيطة الزهيدة الثمن والتي لا يتعدى ثمن القطعة شيكل واحد، يبيعها بجوار بعض الأواني الفخارية، ليترك الأولى واعتمد على الثانية مع توسعتها وإبداع تزيينها، عدا عن صناعة أفران الطين.
وأوضح أبو هداف خلال حديثه ل"فلسطين الآن" أنه يشتري القطع الفخارية المختلفة من أماكن تصنيعها في غزة، ويبيع بعض الفخار خاصة الذي يستخدم كأواني للطهي والشرب والآخر يتم تزيينه كأغراض للزينة في المنازل وغيرها.
وأفاد أن محله يحتوي أواني للطبخ مثل الزبادي والأباريق والكشاكين وأزيار المياه إضافة إلى التحف والهدايا والحصالات، ويصنع أفران الطين وأشجار الزينة.
وفيما يخص تزيين الفخار قال أبو هداف:" الفخار يحتاج بداية إلى سنفرة حتى يصبح ناعمًا، ثم تحتاج إلى الدهان وبعد ذلك نضيف حسب الإضافات التي تحتاجها أنت أو الزبون، وأوقات نضع برق ونزينه بالزفزف وهذا يحتاج إلى سيلكون".
وأضاف:"بالنسبة لزلف البحر الناعم نسيّح مادة السيلكون على الفخار ثم نضع الزلف، ونكتب بعض الكلمات على الفخار بعد تزيينها حسب طلب الزبون والكلمات التي يريدها، وأحيانًا أضيف له بعض الورد وكذلك التراث العربي الفلسطيني فنضع منه أثواب مطرزة ليخرج بصورة مرتبة رائعة".
وأشار أنه يصنه أفران الطين بثلاثة أحجام، مبينًا أنه يصنع طبقة من الباطون كأرضية للفرن ثم يصنع الفرن حسب الحجم بالطين والتبن، منوهًا أن إقبال الناس على شرائه يتفاوت حسب الوقت، حيث يكون في فصل الشتاء أكثر منه في الصيف وكذلك مع أزمة الكهرباء.
أمنيات بالتطوير
وفيما يخص اختيار الطريق العام في منطقة "موراج" شمال رفح كمكان لعرض منتجاته، اعتبر أبو هداف أن الشراء في السوق ضعيف جدًا بسبب الوضع الاقتصادي، وقال:"في يوم من الأيام نزّلت بضاعة في هذا المكان على أساس أن أحملها في "التوكتك" وأذهب للبيت، فتفاجأت أني بعت مجرد ما نزلتها فتأكدت أن هذا المكان المناسب لرزقي".
وعلى صعيد آخر أكد أبو هداف أن أكبر معوقاته هو عدم وجود رأس المال والمقومات ليطور في مهنته، وقال:"أغلب أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعاني ويواجه مشاكل وأنا أحدهم، المشاكلة أنك محتاج رأس مال ومقومات وتتقدم في مهنتك".
وأضاف موضحًا:"أـكثر من شخص وصاحب محل يطلب مني أن أعد له فخاريات مزينة بالجملة وبأعداد كبيرة ولكن لا أستطيع، والذي يريد 50 حبة تحتاج حوالي 2000 شيكل أو 3 آلاف شيكل، ومن أين نريد أن نجلب هذا المبلغ؟".
وطالب كل المسئولين بمساعدته بتوفير الإمكانيات ورأس المال في ظل الأوضاع الصعبة، معبرًا عن أمنياته بتوسعة مشروعه وأن يصبح تاجر جملة يوزع التحف والهدايا التي يصنعها بيده وينقشها، وأن يمتلك سيارة تجارية يوزع على محلات قطاع غزة.